الخلافات تعصف بالحلفاء بعد ضربة "الدستوري" والرئاسة تستكمل هجمة باسيل
عون: مقاطعة مجلس الوزراء بارادة من اعضائه غير مقبول وانعقاده واجب
الازمات الى تفاقم...المستشفيات تحذّر والرغيف مهدد والاعلى للدفاع يمدد التعبئة
المركزية- في فضاء الخلافات اللبنانية الواسع، لا وساطات ولا اتصالات ولا حلول. ملفات وازمات تترنح تشغل الاوساط الرئاسية والحكومية والنيابية والحزبية، على وقع اتهامات متبادلة بين اهل البيت الواحد، منها المستتر الذي يدور في الكواليس ومنها المعلن الذي يوجب اطلالات اعلامية من دواعي عدة العمل الانتخابية، فيما الزوار الاجانب يحضرون ويغادرون يقدمون النصائح والتحذيرات، ولكن مع المنظومة هذه، تبقى زياراتهم "تيتي تيتي" فـ"لا حياة لمن تنادي."
وفيما لا اتصالات علنيّة سُجلت اليوم لرأب الصدع بين المتخاصمين من الفريق عينه، اي العهد والتيار الوطني الحر من جهة، والثنائي الشيعي من جهة ثانية، بفعل سقوط التسوية السياسية وتاليا سقوط طعن لبنان القوي امام المجلس الدستوري، حلّ مكان مجلس الوزراء الذي فشلت "صفقة" فك اسره، المجلس الاعلى للدفاع في بعبدا واجتماعات وزارية جانبية في السراي. الا ان الازمة السياسية الحكومية حضرت في المواقف.
مقاطعة غير مقبولة: في السياق، قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع: مقاطعة جلسات مجلس الوزراء فعل إرادة من أعضاء موجودين فيه وهذا غير مقبول واذا كان هناك اعتراض على موضوع معين يمكن معالجته من خلال المؤسسات. وتابع "يجب انعقاد مجلس الوزراء وانا لست ملزماً بالتوقيع وحدي على أي قرار ولا يمكن لأي توقيع اختصار مجلس الوزراء في ظل حكومة مكتملة الأوصاف الدستورية". اضاف "أي تشكيلات او ترقيات تجري في القوى الأمنية يجب ان تستند الى الأصول"، داعيا الى "متابعة عمل بعض الجمعيات الاهلية بعد معلومات عن تمويل خارجي لها للقيام بأنشطة سياسية في الانتخابات".
خشية من تصدّع:وقال ميقاتي الذي التقى الرئيس عون قبل اجتماع المجلس: انا حريص مثل رئيس الجمهورية على انعقاد مجلس الوزراء، لقد كتب على من يتولى المسؤولية في هذا البلد ان يعمل على تقريب المواقف ووجهات النظر وليس زيادة الشرخ. وتابع "هناك خشية من ان تقود دعوة مجلس الوزراء الى تصدع يجب التعاون لتفاديه واننا جميعاً متضررون من عدم انعقاده، ونأمل ان نتمكن قريبا من الدعوة الى عقده لمعالجة المواضيع الملحة".
مقررات: اما في المقررات، فقد اتخذ المجلس الاعلى قراراً باصدار انهاء بتمديد اعلان التعبئة العامة لغاية 31/3/2022. وعشية الاعياد، تم اتخاذ بعض القرارات التي تتعلق بالأوضاع العامة وذات الطابع الأمني، لا سيما تلك المتعلقة بمسائل التهريب على المعابر الشرعية وغير الشرعية وانتاج وتجارة المخدرات وعمل منصّات سعر صرف الدولار الأميركي ومراقبة أسعار السلع الاستهلاكية.
اجتماع كهربائي: اما في السراي، فرأس ميقاتي اجتماعاً قبل الظهر ، خُصّص للبحث في مشاريع البنك الدولي لدعم قطاع الكهرباء في لبنان وإصلاحه. إثر اللقاء قال وزير الطاقة وليد فياض: انه لقاء دوري من أجل وضع الرئيس ميقاتي في أجواء التقدم الحاصل في ملف الكهرباء، تطرقنا إلى إمكان توقيع الاتفاق مع الأردن قريباً وعسى أن يكون قبل نهاية العام، كذلك الى توقيت توقيع الإتفاق مع مصر الذي يشترط ألا يتنافى مع "قانون قيصر" وهذا الأمر يتطلب محادثات مع الجانب المصري. أضاف: كذلك بحثنا في شروط التمويل من البنك الدولي وأغلبها شروط إصلاحية تتعلق بحسن الاستمرارية الإدارية والمالية لمؤسسة كهرباء لبنان، مع وجود خطة طويلة الأمد للقطاع على أن تطبَّق ضمن جدول زمني لا يتخطى الأشهر الأولى من بداية العام. وختم: المطلبان الأساسيان على المستوى السياسي هما، الإعفاء من قانون قيصر وهذا ما يعمل عليه المصريون والاميركيون، والتمويل من البنك الدولي الذي يتقدم كثيرا وسيصل إلى خواتيمه في الأشهر الأولى من السنة الجديدة.
المستشفيات تحذّر: وبينما الازمات اليومية والحياتية بلا حلول حقيقية، سيما على صعيد التقنين الكهربائي والدواء والاستشفاء، حذّرت نقابة المستشفيات من كارثة صحية محتمة في غضون ايام معدودة، وأصدرت بياناً جاء فيه: "يتزايد عدد الاصابات بفيروس الكورونا بشكل ملحوظ في الايام الاخيرة ومعه الحاجة الى الاستشفاء لا سيما في اقسام العناية الفائقة. ان نقابة المستشفيات تحذر من خطورة الوضع حيث ان العديد من المستشفيات سبق ان اقفلت اقسام الكورونا بسبب الصعوبات المادية وعدم توفر العناصر البشرية اللازمة. هذه الصعوبات تزداد يوماً بعد يوم . في ما يخص الكورونا تحديدا فان المستشفيات عاجزة تماماً عن تأمين الاوكسيجن وكواشف المختبر والادوية والمستلزمات الطبية الضرورية في ظل الشروط الصعبة التي يطلبها الموردون وهي شروط تعجيزية في ظل الوضع الذي تمر فيه المستشفيات".
أزمة رغيف؟: على صعيد الرغيف، شكا عدد كبير من أصحاب الأفران من انخفاض كميات الطحين التي تَصِلَهم من المطاحن، والمخصّصة لصناعة الخبز اللبناني "بسبب عدم وجود القمح المدعوم لدى العديد من المطاحن". وفي معلومات لـ"المركزية"، تعاني المطاحن من نقص حاد في مادة القمح المدعوم ناتجة عن تأخير توقيع وزارة الاقتصاد والتجارة فواتير استيراد القمح، وبالتالي توقف مصرف لبنان عن تنفيذ وصرف هذه الفواتير من دون تنسيق مع الوزارة المعنية مباشرة بموضوع الرغيف. ورجحت المعلومات، أن اعتباراً من مطلع الأسبوع المقبل، ستبدأ أزمة رغيف حادة، خصوصا بعدما توقف بعض المطاحن عن انتاج الطحين المخصّص لصناعة الخبز منذ يومين ويعمل البعض الآخر بطاقة انتاجية مخفّضة جداً، بدأ ينفد المخزون الاحتياطي من القمح المدعوم لدى كل المطاحن، مما يُنذر بحصول أزمة رغيف خلال الأيام القليلة المقبلة.
غوتيريش يغادر: وسط الاجواء الملبدة سياسيا ومعيشيا، غادر بيروت الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش متوجها الى باريس بعد انتهاء زيارته الرسمية للبنان التي استمرت ثلاثة ايام. وقال قبيل مغادرته: تشرفت بزيارة لبنان مرة أخرى لكن من المحزن رؤية شعب هذا البلد الجميل يعاني بشدة يجب أن يعمل القادة السياسيون معًا لتنفيذ الإصلاحات التي تستجيب لمطالب الناس وتعطي الأمل في مستقبل أفضل.
زيارة ايطالية:في الاثناء، علمت "المركزية" ان وزير الدفاع الايطالي لورينزو غيريني سيزور بيروت خلال اليومين المقبلين لتفقد كتيبة بلاده في قوات الطوارئ الدولية وامضاء فترة عيد الميلاد معهم.وسيعقد الوزير الايطالي سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين.
لمحاولة حل المشكلة: ليس بعيدا من المناكفات الداخلية، أكد عضو تكتل "لبنان القوي" النائب ماريو عون أن "ما يحصل حالياً بالنسبة لعلاقتنا مع حزب الله يطرح علامات استفهام كثيرة حول هذا التحالف الذي هو استراتيجي ولكن هناك خلافات سياسية مرتبطة بملفات داخلية". وفي حديث اذاعي، أضاف "يمكن البناء على ما حصل للمرحلة المقبلة لعدم الذهاب نحو تأزم سياسي أكثر والقوى الأخرى تريد رأس العهد وهذا الأمر بات معروفاً". وتابع "هناك خلفيات عدائية ضدّ "التيار" ويجب أن نحاول سوية حلّ الإشكال مع حزب الله في المرحلة المقبلة ونحن لا نستجدي أي شيء من أي فريق ولدينا مواقفنا الثابتة بالنسبة للعلاقة مع حزب الله". وشدد عون على أن "ما حصل "خلخل" العلاقة إلى حدّ ما مع حزب الله ولكن يمكن حلّ الأمور ونحن لا نبحث عن خلافات بل عن تفاهمات".
انتصار للمغتربين: في المقابل، وجه المكتب السياسي الكتائبي اثر اجتماعه برئاسة رئيس الحزب سامي الجميّل، تحية الى الدور الذي يقوم به بعض القضاة الحريصين على المصلحة العامة على أكثر من محور، ويقفون في مواجهة منطق التسويات الذي تحاول المنظومة أن تجرّ لبنان إليه للهروب من المحاسبة، سواء عبرالإفلات من القضاء في جريمة المرفأ بعقد تسويات أم من المحاسبة السياسية عبر صناديق الاقتراع.
واعتبر أن وعلى الرغم ممّا حصل في المجلس الدستوري من مدّ وجزر وانقسامات نتيجة منطق المحاصصة، فقد أفضى في النتيجة إلى إنقاذ المسار الانتخابي، وجنّب اللبنانيين التعطيل المقونن للانتخابات وانتصر لإرادة المغتربين اللبنانيين للتصويت للـ128 نائبًا، وبالتالي التأثير على مسار الانتخابات وحياة لبنان واللبنانيين .