ملايين الدولارات أرباح حزب الله من المازوت
كتبت رنا سعرتي في "الجمهورية":
رغم رفع الدعم كاملاً عن المازوت، ورغم تحديد وزارة الطاقة والمياه سعر طن المازوت عند حوالى 550 دولاراً، إلّا انّ سعر مادة المازوت عند تسليمها الى المستهلكين، تُضاف اليه زيادة غير مشروعة تفوق القيمة المحدّدة لبدل النقل وغيرها، ويتمّ أيضاً بيعه في السوق السوداء بسبب عدم توفر الكميات المطلوبة لتلبية حاجات السوق. وبدلاً من 550 دولاراً يتمّ بيع الطن بـ610 و650 دولاراً في المحطات وفي السوق السوداء.
بعد الإجازة للقطاع الخاص استيراد حاجته من المحروقات، على نفقته الخاصة لتسيير عمل مؤسساته، استغلّ بعض التجار هذا الامر أيضاً لتحقيق الارباح، وعمدوا الى الاستيراد المباشر عبر شركات استيراد المحروقات، ليس فقط لزوم تأمين المازوت لمؤسساتهم فقط، بل للتجارة. حيث يقوم بعضهم بطلب كميات تفوق حاجات مؤسساتهم، بغية بيعها الى المستهلكين والافراد بأسعار تفوق كلفتها الحقيقية. أي انّ صاحب المؤسسة الذي يحتاج الى 5 طن، بات يطلب اليوم 15 طناً، يبيع 10 منها بربح يتراوح بين 60 و100 دولار للطن، أي بإجمالي 1000 دولار.
هذا بالنسبة الى المازوت الرسمي، أما المازوت غير الشرعي، اي المازوت الايراني الذي استقدمه «حزب الله»، فإنّ الارباح تختلف والارقام تتفاوت بشكل كبير. فما وُصف على انّه مساعدة إنسانية للتخفيف من معاناة الناس في أزمة شح المحروقات، هو في الحقيقة أيضاً، تجارة مربحة مثلها مثل أيّ تجارة اخرى تعتمد على عملية استيراد السلع وبيعها بالمفرّق بهدف تحقيق الارباح. فكم تبلغ أرباح «حزب الله» من كلّ باخرة مازوت ايراني تصل الى لبنان؟
يقدّر الخبراء المعنيّون، انّ سعر طن المازوت الايراني الذي تمّ بيعه الى «حزب الله»، أو يمكن ان يكون قد تمّ منحه مجاناً، عند حوالى 300 دولار للطن الواحد بعد إضافة تكاليف الشحن البحري والنقل البري من سوريا الى لبنان. ويستند الخبراء في تقديراتهم الى الصفقات السابقة التي تمّت بين ايران والصين وايران وفنزويلا، مع العلم انّ كافة تلك الصفقات سرّية وغير معلنة تفاصيلها بالنسبة للكميات والاسعار. لكن الحقيقة، انّ الوقود الإيراني غير مدرج في السوق العالمية ولا يباع بمتوسط السعر المتعارف عليه دولياً، وبما انّ الطلب على النفط الايراني شبه معدوم بسبب العقوبات الاميركية، فإنّ تقديرات سعر طن المازوت الايراني لدى المصدر، تستند الى عمليات البيع التي جرت بين ايران والصين في العام الماضي وبين ايران وفنزويلا حالياً، مع العلم انّ إيران، وبسبب العقوبات، تبيع نفطها بحسم يصل الى 50 في المئة لزبائنها.
وفي عملية حسابية، مبنيّة على سعر طن المازوت الإيراني عند 300 دولار، يتبيّن انّ «حزب الله» يحقق ارباحاً تبلغ حوالى 250 دولاراً في الطن الواحد، كونه حدّد سعرَ بيع صفيحة المازوت بـ 140 الف ليرة، أي ما يعادل 8,2 ملايين ليرة للطن، اي 550 دولاراً على سعر صرف الـ15 الف ليرة. واذا كانت الشحنة الأولى من المازوت التي تبلغ حمولتها نحو 33 ألف طن، قد كلّفت «حزب الله» او من استوردها لحسابه، حوالى 9.9 ملايين دولار، في حال سدّد فعلاً ثمنها، فهو قد باعها بحوالى 18 مليون دولار، وحقق ارباحاً تبلغ حوالى 8 ملايين دولار.
ومع حسم الكميّة غير المعروفة من المازوت التي تمّ توزيعها مجّاناً كهبة كما أعلن الحزب، فإنّ الارباح المحققة قد تتراجع الى حوالى 5 ملايين في الباخرة الواحدة. مع العلم انّ الباخرة الثانية المحمّلة بالمازوت الايراني قد وصلت يوم الخميس الماضي الى مرفأ بانياس، وهي في طريقها حالياً الى لبنان، على ان تتبعها باخرة ثالثة من البنزين ورابعة من المازوت تمّ الاتفاق على إعدادها. وبالتالي قد يصل حجم الارباح المحققة من 4 بواخر الى حوالى 35 مليون دولار في أقلّ من شهر!