الحكومة: توقيت تشكيلها ومآلاتها
كتب الدكتور توفيق الهندي:
لا شك أن توقيت تشكيل الحكومة هي بيد حزب الله.
1) لماذا الآن؟ لأن "الطبخة إستوت".
أولا"، من خلال متابعتي الدقيقة لمفاوضات فيينا، يمكنني القول أن "شد الحبال" بين إيران من جهة وأميركا وأوروبا، بات يؤشر إلى حتمية العودة إلى الإتفاق النووي وقربها النسبي (بالتأكيد دون الشروط الأميركية بربطه بمتابعة التفاوض حول مسألتي الصوايخ البالستية والتمدد الإيراني). فلم يعد الضغط الإيراني من خلال الساحة اللبنانية بتأخير تشكيل الحكومة ضروريا"، ولا سيما أن إنهيار الأوضاع في لبنان بات يؤثر على بيئة حزب الله الحاضنة، ولو بنسبة أقل من باقي اللبنانيين.
ثانيا"، لأن تناقضات مكونات الطبقة السياسية المارقة وشروطها على بعضها بعضا" في تشكيل الحكومة تزول عند إتخاذ الحزب القرار الحاسم بضرورة تشكيل الحكومة، وذلك لأن هذه الطبقة تحت سطوته مباشرة أو بشكل غير مباشر.
2) من يسّمي يقرر. لذا، الوزراء كافة لا يمكنهم أن يخالفوا من سماهم.
3) ولأن من سّماهم هم مكونات الطبقة السياسية المارقة الخاضعة لحزب الله، يكون قرار هذه الحكومة في يد الحزب.
4) سوف تتوافر لهذه الحكومة أموال قيمتها ما يقارب 3 مليارات دولار (صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، المساعدات الخارجية)، مما يسمح للحكومة بوقف تدهور الوضع لمدة 8 أشهر على الأكثر.
5) عمليا"، تخلى الغرب عن شروطه الإصلاحية (لأنه يدرك أنه يتعاطى مع الطبقة الفاسدة التي لا يمكنها أن تصلح الدولة ونفسها)، وإن تمسك وسوف يتمسك بها كلاميا". ذلك أنه يريد وضع لبنان في العناية الفائقة لئلا يتحول الوضع فيه إلى صاعق إقليمي يلحق الضرر البالغ بمصالحه ويجبره على تدخل جدي في لبنان لا يرغب به.
6) يفضل لحزب الله القدرة ساعة يشاء، على قلب الطاولة بإستقالة الحكومة، إذا تطلبت الظروف الداخلية وخاصة الإقليمية هذا الإجراء.
بالخلاصة، لا خلاص للبنان إلا بتحريره من الإحتلال الإيراني للبنان وإحتلال الطبقة السياسية المارقة المجرمة التابعة له للدولة اللبنانية.
أما خارطة الطريق التي تحدثت عنها مرارا"، فتكون بتنفيذ القرارات 1559 و1680 و1701 بوضعهم تحت الفصل السابع ووضع لبنان تحت الوصاية الدولية.