"مؤتمر بغداد".. اجابات في اوراق الجلسة المغلقة
كتب الدكتور طلال حاطوم: طغى الضجيج الاعلامي على مؤتمر بغداد الذي عقد في العاصمة العراقية يوم السبت الماضي تحت عنوان "مؤتمر التعاون والشراكة" بين دول جوار العراق، والذي شاركت فيه كل من: السعودية، العراق، الامارات، الكويت، قطر، مصر، الاردن، تركيا، ايران وفرنسا، إضافة إلى الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي.
وبعد ان انتهاء المؤتمر وعقد جلسة مغلقة بعد جلسة الافتتاح، يمكن ملاحظة ما يلي:
1 ـ نعم، ان العراق وشعبه بحاجة الى "دعم جهود جمهورية العراق في إعادة الاعمار وتوفير الخدمات ودعم البنى التحتية. والى الوقوف بقوة الى جانبه وتقدير "تضحياته الكبيرة في حربه على الإرهاب"،
ومن حق العراق ان يعيد ترتيب اولوياته وهو في هذا الامر بحاجة الى كل دعم ومساندة من دول الجوار ومن دول العالم اذا امكن.
2 ـ كان الحدث الاعلامي الذي سلطت الاضواء عليه هو مشاركة الجمهورية الاسلامية في ايران والمملكة العربية السعودية، وايضاً تركيا، على صعيد دول الجوار العراقي، وكما كانت لافتًة مشاركة فرنسا، كانت موضع اهتمام ومتابعة مشاركة ايران والسعودية وتركيا، لما لهذه الدول من ادوار تتباين حول العديد من قضايا المنطقة وتصورات الحلول لها.
اما فرنسا التي جاءت مشاركتها من خارج سياق دول الجوار العراقي، فهناك اكثر من علامة استفهام تطرح حول دورها:
ا ـ هل هي مشاركة بمثابة "ضيف شرف" يمكن ان يعطي للمؤتمر بعداً دولياً.
ب ـ هل تبحث فرنسا عن "حصة" في خارطة اعادة التموضع الدولي في المنطقة والعالم؟
ج ـ هل ان المشاركة الفرنسية اتت بإيعاز من اميركا واوروبا بعد سلسلة الخيبات التي منيت بها؟
3 ـ أليست الصين وروسيا اقرب للمنطقة جغرافياً من فرنسا، ولهما دور كبير على الساحتين الاقليمية والدولية، وعلى الرغم من ذلك لم تتم دعوتهما حتى الى جلسة الافتتاح؟
4 ـ الغياب الكبير كان لسوريا التي اطلقت عملية جادة ومكلفة قدمت خلالها الشهداء والجرحى من خيرة ابنائها ومن رجال الجيش العربي السوري لمحاربة الارهاب وصمدت وانتصرت
عليه، وهي الان في طريق اعادة البناء، وترفع شعار "الامل بالعمل"، يترك هذا التغييب، وليس الغياب، اكثر من سؤال وعلامة استفهام حول اسباب عدم دعوة سوريا، على الرغم من تبريرات العراق وارساله موفد الى سوريا قبيل المؤتمر لشرح وقائعه.
وعلى الرغم ايضاً من الموقف الايراني الواضح الذي عبر عنه وزير الخارجية الايراني حسين عبد الامير اللهيان قبيل افتتاح المؤتمر، وايضاً الزيارة اللافتة في توقيتها وفي ومضمونها، والتي اتت مباشرة للوزير الايراني الى سوريا ولقاءه الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد في دلالة واضحة على ان لسوريا موقعاً خاصاً اكبر من حضور المؤتمر.
اما لبنان "الموجود في قلوب" المؤتمرين، فليس انه لم يدعَ فقط، بل لم يتم النطرق الى ما يعانيه من ازمات حادة يعرف العراق قبل غيره صعوباتها، وهو مد يد المساعدة مشكوراً عبر توريد النفط الى لبنان.
هذا في الشكل، اما في المضمون:
1 ـ لم يتضمن البيان الختامي اي كلمة عن "فلسطين"، وهي القضية الاساس في اجندة الشعوب العربية والاسلامية، ربما منعاً لاحراج دول عقدت اتفاقيات مع الكيان الصهيوني!
2 ـ طبيعي ان يتمحور البيان الختامي حول اعادة اعمار العراق ومساندة جهوده في مواجهة الارهاب واستئصاله، ولكن هذا الامر يحتاج الى تعاضد وتكاتف جميع الدول التي اصابها الارهاب في مقدراتها وعطل دورة الحياة فيها، ولا تزال بعض خلاياه النائمة تتحين الفرص والاوامر للعودة الى العبث والقتل وسفك الدماء.
3 ـ المهم، أنه تم "الاتفاق على ضرورة توحيد الجهود للتعامل مع التحديات الناجمة عن التغيير المناخي والاحتباس الحراري" ومكافحة "جائحة كورونا" ومتحوراتها..
اسئلة كثيرة يطرحها المؤتمر، ربما تكون اجاباتها موجود في اوراق الجلسة المغلقة. وربما تجيب عليها الايام المقبلة!.