طرابلس.. شبح الفتنة يطل..توتر امني وتخوف من الطابور الخامس
اقرار البطاقة التمويلية..قرض دولي في ايلول و"القوات" ينسحب
بري وباسيل "مش متحملين بعض"...ودياب يوقع ترقية الضباط
المركزية- هل تشعل طرابلس فتيل الانفجار المُدوي الذي سيحرق لبنان واللبنانيين تحت وطأة الازمات المعيشية التي اخرجت الأوضاع الاجتماعية عن السيطرة؟ ما جرى اليوم في ميدانها من اطلاق نار وظهور مسلح على خلفية فقدان الشعب قدرته على التحمل في ظل استمرار غياب الدولة والقيمين عليها عن الوعي والاضطلاع بأدنى مسؤولياتهم الوطنية الكفيلة بإبعاد شبح الجوع والموت عن شعبها، يرسخ مبررات القلق والخوف من الاسوأ. حتى البطاقة التمويلية التي اقرها المجلس النيابي اليوم ما عاد لها من مكان في حياة اللبنانيين المدركين سلفا انها ستوظف في بازار المحسوبيات السياسية والحسابات الانتخابية وهي ان وصلت الى ازلام السلطة ومناصري الاحزاب فإنها تبقى معالجة مجتزأة لا تداوي الجرح النازف الذي يتهدد حياة الوطن.
وفيما اكدت مصادر عسكرية لـ"المركزية" ان وضع طرابلس تحت السيطرة والجيش سيبقى حاضرا على الارض ليمنع الفتنة ويقطع الطريق على اي محاولة لاعادة البلاد الى الـ75 مع الاخذ في الاعتبار معاناة الناس، اعربت اوساط سياسية عن خشيتها من امتداد نيران الاحتقان الطرابلسية الى سائر المناطق في ظل طابور خامس قد يكون دخل على الخط مباشرة لتغذية الفتنة ومسبباتها.
اقرار البطاقة: وفيما طوابير الذل على حالها امام محطات المحروقات، وعلى وقع ارتفاع اسعار كل شيء، من الخبز الى الدواء والبنزين، اقر مجلس النواب البطاقة التمويلية. مع فتح اعتماد لها بقيمة ٥٥٦ مليون دولار. وفي المعلومات ان الأسر التي تستفيد من برامج اخرى لن تستفيد من البطاقه التمويلية، وقد ترك المجلس للجنة الوزارية التي ستكلف التنفيذ تحديد سقف حسابات من سيستفيد من البطاقة التمويلية.
القوات ينسحب: وبينما بدا ان لا تاريخ محددا لبدء اللبنانيين بتسلّم هذه البطاقات، سجّل انسحاب نواب تكتل الجمهورية القوية من الجلسة بعد اعتبارها ان جدول اعمالها لا يلاقي هموم الناس لناحية الاسراع في تشكيل حكومة ووقف التهريب ومنع المس بالاحتياطي، منتقدا اداء رئاسة الجمهورية وحكومة تصريف الاعمال والرئيس المكلّف.
بري يردّ: في المقابل، أكد بري ردا على موقف عضو الجمهورية القوية النائب جورج عدوان في موضوع التأخير بتشكيل الحكومة وتلكؤ حكومة تصريف الاعمال القيام بواجباتها وخاصة في موضوع ترشيد الدعم وسواها من المهام وضرورة مساءلتها أمام المجلس النيابي". وقال "أنا جاهز لعقد جلسة مناقشة، لكن البعض يتصرف وكأن البلد ليس طائفيا. جميعنا يعرف عيوبه ويتمسك بها". وأكد الرئيس بري "ان المجلس النيابي اليوم يقوم بواجباته التشريعية ويقر قوانين أكثر من ضرورية خاصة في موضوع مكافحة الفساد والبطاقة التمويلية ، فضلا عن أهمية إنجاز القوانين بإعتبار ان شاءالله يصبح لدينا حكومة بأي ثمن كان ، فنكون قد هيأنا القوانين اللازمة للدعم الدولي".
موافقة مرجّحة: كما اعتبر بري خلال مناقشة قانون البطاقة التمويلية ان "المجلس النيابي ملزم مناقشة مشروع البطاقة التمويلية واقراره، وتوفيرا على الزملاء من نقاش لقد اطلعنا على كتاب دولة رئيس مجلس الوزراء ونية الحكومة وعزمها اتخاذ الاجراءات وفق صلاحياتها وتقديمها، اما كيفية توزيع الاعباء وتمويل البطاقة وآلياتها وكيفية التسديد فستبقى على عاتق الحكومة وليس على عاتق المجلس النيابي، وفقا للاصول.
أما الكتاب الذي استحصلت عليه من رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب فيقول: "حول موضوع ترشيد الدعم اذا ما أقرت البطاقة، واشارة الى الموضوع، وعطفا على مداولات اللجان النيابية المشتركة المتعلقة بموضوع البطاقة التمويلية، وإنطلاقا من توجهات الحكومة بملف ترشيد الدعم فور بدء العمل بالبطاقة التمويلية، نفيدكم بتعهد الحكومه بتنفيذ برنامج ترشيد الدعم المرفق ربطا والمسند الى اقرار اللجان النيابيه المشتركة بمعدل بطاقة تمويلية بمبلغ قيمته الوسطية 93.3 دولارا اميركيا وحدا أقصى 126 دولارا، مع الاشارة الى انه في حال تم تعديل قيمة البطاقة من قبل الهيئة العامة لمجلس النواب فان ذلك سينعكس على نسبة الترشيد". أضاف بري "أود ان اخبر شيئا حصل أول من امس هو ان صندوق النقد الدولي قرر بشكل عام وتجاه البلدان التي لديها تأمينات في الصندوق أن يعيدها لاصحابها ولبنان حصته من هذا الموضوع 900 مليون دولار وقد تبلغ وزير المالية ذلك حسب معلوماتنا".
باسيل: من جانبه، قال رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل: هناك أجهزة امنية ونواب وسياسيون منخرطون في شبكات وعمليات التهريب عبر الحدود. واقترح ايضا اعطاء الحكومة اياما اضافية للعودة بقانون مفصل عن البطاقة.
تصويت واقرار: وبعدما لم يؤخذ باقتراحه، صوّت المجلس على مشروع البطاقة التمويلية مادة مادة. واقر المشروع مع فتح اعتماد بقيمة ٥٥٦ مليون دولار.كما اقر اقتراح قانون الشراء العام، قبل ان يرفع الرئيس بري الجلسة الى السادسة مساء. ولاحقا اشار باسيل للـmtv الى ان التكتل يدرس الطعن بقانون الشراء العام لأن جزءاً منه غير دستوري.ثم غرّد عبر "تويتر"، وكتب: "الأكيد انه لا يجوز الاستمرار كما نحن… على رئيس الحكومة المكلّف ان يحسم أمره اذا يريد ان يؤلّف او ان يعتذر؛ وبحال استمرّت المماطلة، على المجلس النيابي ان يحسم أمره، امّا بتعديل دستوري لوضع المهل او بإستعادة القرار، والّا فليعلن عجزه وينهي ولايته بتقصير مدّتها… ما منقدر نكفّي هيك!".
عدوان: وبعد انسحاب الجمهورية القوية من الجلسة الصباحية، اعتبر عدوان أن هذه المنظومة الحاكمة فيها رئيس حكومة مستقيل لا يبذل أي جهد للتخفيف عن الناس ورئيس حكومة مكلف لا يجتمع مع رئيس الجمهورية.وأضاف "نشرع لدولة ضعيفة تنهب الشعب والمصارف؟ عام ونصف العام نتحدث عن الإصلاح؟ أهناك مسؤول واحد تمت محاسبته أو دخل إلى السجن"؟ وسأل "ما المطلوب منا اليوم؟ التشريع وكأن شيئاً لم يكن؟ تريدون منا أن نعيش في عالم آخر والعالم تُذل خارج البرلمان"؟واكد ان لا يمكننا رؤية المسؤولين يتفرجون على معاناة الناس ولا يبذلون أي جهد، على الأقل أن يكون هناك أي ضمير حي للمساءلة، على البرلمان أن يخصص جلسة كما وعدنا رئيسه للمساءلة. وشدد على أن لا يمكننا القبول بالاستمرار بنهب أموال الشعب، مشيراً إلى انه “منذ عام ونصف العام، أين ذهبت الـ17 مليار دولار؟ كارتيلات ونهب وتهريب وكل هذه الأسئلة لا يمكننا السكوت عنها". وأوضح أن "من ينتظر منا الاستمرار بالبرلمان للسكوت والتغطية عما يجري، فهو لا يعلم من هي القوات اللبنانية"، مضيفاً "لن نستقيل لكن نعلم متى نحضر الجلسات ونشرّع واليوم نرفع الصوت لإيقاف ما قد يضر بمصلحة الشعب".
بدو يتحملنا: الى ذلك وفيما يعكس استمرار التوتر بين الطرفين، وأثناء كلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، حاول رئيس مجلس النواب نبيه بري إعطاء الكلام لغيره، فقال له باسيل: "شو باك مش متحمّلني"؟، فأجابه بري: "هلقد كتير تحمّلتك". وقال باسيل رداً على ما قاله بري في الجلسة، للصحافيين: "بعد بدّو يتحمّلنا كتير، جيلنا تحمّلهم كتير قبل وهلّق هن عليهم يتحمّلونا كتير لقدّام…. نحنا تحمّلناهم لورا وهن بدّهم يتحمّلونا لقدّام ، هيدي طبيعة الحياة، بدّنا نتحمّل بعضنا".
النواب "مشَوبين": إلى ذلك بدا الإمتعاض على عدد من النواب بسبب الحرّ في قاعة قصر الأونيسكو ، وذلك بسبب تعطّل أجهزة التبريد كما لوحظ أن النواب يتصببون عرقاً، فعمد العديد منهم إلى خلع الجاكيت والبقاء بالقميص.
الطوابير على حالها: على الارض، أزمة المحروقات على حالها. في السياق، أوضحت المديرة العامة لمنشآت النفط اورور فغالي، أن الشركات المستوردة قالت وجهة نظرها، خلال اجتماع أمس، بالنسبة للعملية الحسابية وجدول تركيب الاسعار الذي احتسب على 3900، واعتبرت الشركات أن بعض العناصر يجب ان يُحتسب على الفريش دولار.واشارت عبر الـLBCI الى انه يتم درس هذا الاقتراح، وسيكون اليوم اجتماع مع وزير الطاقة في هذا الخصوص. وتحدثت عن ضغط مورس لتحفيف معاناة المواطن عبر الجدول والدعم.
المستشفيات تحذّر: الى ذلك، أكدت نقابة أصحاب المستشفيات في بيان، أن "عدداً من المستشفيات قد استنفذ المخزون الموجود لديه من مادة المازوت وما تبقى لديه لا يكفي لتأمين حاجة الـ 24 ساعة المقبلة". أضافت: لذلك فإن النقابة تناشد المسؤولين المعنيين كافة ضرورة تأمين هذه المادة للمستشفيات فوراً، وإلا فنحن مقبلون على كارثة صحيّة مع عدم قدرة المستشفيات على تأمين التيار الكهربائي، علماً أننا أفدنا أن الشركات الخاصة المستوردة ما زال لديها مخزون من هذه المادة".
سعر الامبير: من جانبه، أكد رئيس تجمع أصحاب المولدات الخاصة عبدو سعادة أن "ارتفاع أسعار المحروقات سينعكس تلقائياً على المولدات وفاتورتها تتأثر بسعر المازوت وصرف الدولار والتقنين". ورأى في حديث إذاعي أن "وفقاً لما هو مطروح فسعر الـ 5 أمبير سيتخطى الـ 500 ألف ليرة"، مطالباً بـ"دعم حصة أصحاب المولدات من المازوت على سعر الـ 1500 للدولار وهذا الدعم يصل مباشرةً إلى المواطنين". وأضاف سعادة "ربحنا محدود ولا احد يسمعنا والفيول موجود فلماذا لا تؤمن الكهرباء؟ نعلم ان الناس لن يستطيعوا دفع الفاتورة ولن نتمكّن أيضاً من الاستمرار في العمل".
توتر امني: ازاء هذه الاوضاع الضاغطة، الشارع يغلي وحركة قطع الطرق احتجاجا على حالها فيما يسود توتر كبير طرابلس يتهدد بالاسوأ وقد سجل اليوم اطلاق نار في المدينة وسط كر وفر بين المحتجين والجيش اللبناني الذي سيطر على الوضع واعاد الأمور إلى طبيعتها بعدما حذر رئيس البلدية رياض يمق من ان الاوضاع خرجت عن السيطرة. وقد دخل محتجون إلى شركة كهرباء قاديشا في البحصاص وأجبروا الموظفين على تزويد عدد من المناطق بالكهرباء.
الفاتيكان: في المقابل، لا حل سياسيا او حكوميا، والرئيس المكلف سعد الحريري لا يزال خارج البلاد. وغداة تواصل اميركي – فرنسي – سعودي في شأن لبنان حصل في روما امس، وعشية لقاء يعقد في الفاتيكان مخصص للوضع اللبناني، دعا البابا فرنسيس المؤمنين المتجمعين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، إلى أن يتحدوا روحيا مع قادة الكنائس في لبنان الذين سيجتمعون غدا، وأن يصلوا من أجل لبنان كي ينهض من الأزمة الخطيرة التي يمر فيها ويظهر للعالم وجهه، وجه السلام والرجاء. ونقلت أبرز الصحف الإيطالية صباح اليوم، طلب الحبر الأعظم الذي جاء بعد تلاوته التبشير الملائكي، الذي قال فيه: "سينظم هنا في الفاتيكان يوم خاص للصلاة والتأمل من أجل لبنان. مع قادة الكنائس في بلاد الأرز سنستلهم من النص البيبلي الذي يقول إن الرب الإله لديه أفكار سلام".
دياب يوقّع: على صعيد آخر، وقّع رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب، مرسوم ترقية الضباط من مختلف الرتب في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة، اعتباراً من ١ / ٧ / ٢٠٢١.