اشارات انفراجية للحل من فيينا والبابا يصلي ليدعم الله عون بالحكمة
دعم عيني عربي وغربي لعناصر وضباط الجيش وطلبات "القائد" تُلبى
البنج مقطوع والادوية مكدسة في المستودعات و"المركزي" للسلطات" حلوها"
المركزية- في دائرة الجمود السياسي القاتل تقبع البلاد منتظرة نهاية الاسبوع وما قد تحمله من انباء سارة او مخيبة للآمال في الملف الحكومي، في ضوء المصير الذي ستؤول اليه مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري المدعّمة بطريركيا والمحصّنة من الضاحية والمختارة محليا وفرنسا ومصر وموسكو وعدد لا بأس به من الدول خارجياً. دائرة التوقعات بإمكان ولوج باب الحل توسعت بحذر، بعدما صُدَت كل الابواب الاخرى في وجه المعطلين والمشترطين ورُصدت اشارات دولية واقليمية لا سيما من قاعات جولات فيينا التفاوضية النووية تشي باحتمال الانفراج، وانتفاء الحاجة لاستخدام ورقة لبنان فيها.
مبادرة بري: تدور بعيدا من الاضواء اتصالات لـ"تدعيم" مبادرة الرئيس بري الحكومية، للتقريب بين بعبدا وبيت الوسط، ووتيرُتها ستتسارع في الساعات المقبلة مع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت المتوقعة نهاية الاسبوع، حيث يكثر الحديث عن خطوة جديدة سيقوم بها لكسر المراوحة الحكومية.
البابا يصلّي: في الاثناء، برز مضمون رسالة البابا فرنسيس الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقد بدا فيها يسلّم واقعَ لبنان الى "الربّ" مستعينا بالعذراء والصلاة لإخراجه من مأزقه. فقد أكد الحبر الاعظم "ان الشر والموت لا يمكن ان تكون لهما الكلمة النهائية في مسار الحياة"، مشددا على "ان الايمان بالقيامة يضع في قلوبنا قوة الارتداد من اجل بناء عالم افضل". وجدد صلاته لكي "يدعم روح الحكمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومعاونيه، ويضيء لهم سبل قيادة لبنان على دروب السلام والحرية والهناء". كلام البابا فرنسيس جاء في خلال رسالة بعث بها الى رئيس الجمهورية، ردا على كتابه الذي سبق وارسله اليه لمناسبة زمن القيامة. وشدد الحبر الأعظم في رسالته على تضامنه مع "الوطن الحبيب لبنان، موكلا إياه الى عناية العذراء مريم"، ومغتنما المناسبة لمنح بركته الرسولية الى الشعب اللبناني بأسره.
تركيبة جديدة؟ في المواقف، أكد نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش، أن مبدأ تشكيل حكومة من دون ثلث معطل لم يتغير وأي شيء آخر يمكن بحثه، لافتاً الى ان إذا وصل الرئيس ميشال عون وفريقه الى هذه القناعة فيمكن أن تُؤلف الحكومة خلال أيام او ساعات. ولفت في حديث اذاعي، الى ان الرئيس المكلف يمكن أن يقدّم تشكيلة حكومية جديدة، لكن من غير الممكن أن يعطي ثلثاً معطلاً فيها لأي طرف. وعمّا اذا كان البطريرك بشارة بطرس الراعي سيلعب دورا في تسمية الوزيرين المسيحيين، أشار علوش الى أن "لدى عرض الأمور على البطريرك الراعي منذ أكثر من شهر، كان جواب البعض المنتمي الى التيار الوطني الحر أن الراعي سيتفاهم مع الحريري على تعيين شخصية مقرّبة من الرئيس المكلف"، موضحا ان "الطرح لن يكون مبنياً على الوزراء الملوك، لأن التجربة السابقة مع الوزير الملك لم تكن ناجحة، لذلك الفكرة الأساسية للحريري اليوم هي ألا يتمكن أي طرف من تعطيل الحكومة أو اسقاطها". وحول ما اذا كانت الحكومة المقبلة قادرة على وقف الانهيار، قال علوش: نعم كان ذلك ممكناً منذ شهرين، لكن في هذه اللحظة لدي علامات استفهام، الا ان وجود حكومة قادر على الأقل على إدارة الانهيار بشكل منطقي.
شيا في معراب: على خط آخر، وبعد جولتها على الرؤساء عون وبري ودياب امس، حطت سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا في معراب حيث استقبلها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على مدى ساعة ونصف الساعة وتم البحث في التطورات السياسية في لبنان والمنطقة.
دعم غربي للجيش: على صعيد آخر، بقيت زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون الى باريس حيث استقبله في خطوة لافتة، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الاليزيه، في الواجهة. وفي السياق، تحدثت معلومات استحصلت عليها "المركزية"، عن دعم عيني، لا فرنسي فقط، بل غربي وعربي، سيُخصّص شهريا لعناصر وضباط الاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية في اطار المساعدة على تخطي الأزمة، يُضاف اليه تزويدُهم بالمعدات كلّها التي طلبتها القيادة وابرزها لضبط الحدود ومراقبتها. فالخشية كبيرة في باريس، تتابع المصادر، من ان يؤثر الشح في خزينة الجيش سلبا على معنوياته وأدائه على الارض في الداخل وعلى الحدود، فيما تعتبره العمود الفقري للاستقرار اللبناني.
انقطاع البنج: في الازمات الحياتية اللامتناهية، وبينما البنج مفقود ويتهدد القطاع الاستشفائي والمرضى، أكد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون أن "المستشفيات تمر بأزمة صعبة، اذ لديها مشاكل في الادوية وكواشف المختبرات ولا يمكن الاستمرار على هذه الحالة". ولفت في حديث إذاعي الى أن "في حال الاستمرار في هذا الوضع سنضطر الى وقف العمليات الجراحية والعديد من الفحوصات المخبرية". واعتبر أنّ "طريقة الدعم الخاطئة أوصلت الى فقدان الأدوية والمستلزمات الطبية"، مشددا على "وجوب عدم دعم المورّدين، بل الجهات الضامنة كي تدفع فاتورة المريض كاملة". وحذر هارون من أن "الأمر الأخطر هو أن الأدوية موجودة في المخازن لدى التجار، في انتظار موافقة مصرف لبنان على تأمين الدعم لتوزيعها، قائلا: هناك مسؤولية على طرف ما، كون الادوية موجودة في البلد، لكنها لا تصل الى المستشفى والمريض"، سائلاً "من المسؤول عن هذه الحالة"؟
حسن والمركزي: من جهته، قال وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الاتحاد العمالي العام "لا نقبل أن نكون مطية أهداف مشبوهة تسعى بعض الجهات إلى تحقيقها". أضاف: "لا يمكن للمصرف المركزي في ليلة وضحاها وضع سياسة جديدة تعرقل العمل. لقد وعدنا حاكم مصرف لبنان بعد الظهر بتقديم جواب على فواتير قيمتها 138 مليون دولار للمستوردين. نقوم بواجبنا على أكمل وجه وسنبقى على وعدنا لجميع اللبنانيين بأن نتحمل المسؤولية".
بيان المركزي: ولاحقا، اصدر مصرف لبنان بيانا"اكد فيه ان "عطفاً على البيان الصادر عن مصرف لبنان بتاريخ 2021/5/21 ، يؤكد المصرف المركزي أن المبالغ التي تم تحويلها الى المصارف لحساب شركات استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية وحليب الرضع والمواد الأولية للصناعة الدوائية تعادل من 2021/1/1 وحتى 20 أيار الجاري 485 مليون دولار أميركي. تضاف اليها الملفات المرسلة الى مصرف لبنان وتساوي 535 مليوناً. ومنذ بدء العمل بآلية الموافقة المسبقة تسلمنا 719 طلباً بقيمة 290 مليون دولار أميركي ليصبح اجمالي الفواتير يساوي 1310 ملايين. واكد "ان الكلفة الاجمالية، المطلوب من مصرف لبنان تأمينها للمصارف نتيجة سياسة دعم استيراد هذه المواد الطبية، لا يمكن توفيرها من دون المساس بالتوظيفات الالزامية للمصارف، وهذا ما يرفضه المجلس المركزي لمصرف لبنان. بناءً عليه، يطلب مصرف لبنان من السلطات المعنية كافة ايجاد الحل المناسب لهذه المعضلة الانسانية والمالية المتفاقمة، خصوصاً أن الأدوية وباقي المستلزمات الطبية بمعظمها مفقودة في الصيدليات والمستشفيات، وقد أفاد معالي وزير الصحة بشكل صريح وعلني أن هذه الأدوية متوافرة في مخازن المستوردين".
انفراجة في المحروقات: معيشيا ايضا، لن يصدر جدول تركيب أسعار المحروقات اليوم كما كان مفترضاً، وذلك "بسبب الاضراب وعدم حضور الموظفين الى المديرية العامة للنفط، وقد يؤجَّل إلى الأربعاء المقبل" بحسب ما اوضحت مصادر نفطية لـ"المركزية". وهذا ما أكده ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا "وبالتالي لا تغيير في أسعارها" على حدّ قوله، مطمئناً إلى أن "لا رفع للدعم عن المحروقات في وقت قريب". وأعلن أنه تبلّغ من المعنيّين أن "مشكلة البواخر التي لم تتمكّن من تفريغ حمولتها بسبب تحويل الأموال، قد حُلّت"، متمنّياً "على الشركات المستوردة ضخّ المحروقات في الأسواق". وأشار إلى أن "كمية المحروقات التي ستتوفّر في الأسواق كافية للمواطنين، لكن المهم هو عدم التهافت".
البضاعة في المرفأ: في الغضون، أشار رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي إلى أنه أجرى "سلسلة اتصالات مع المسؤولين المعنيين في مرفأ بيروت، اطلع من خلالها على واقع إمدادات الكهرباء في المرفأ بعد الحديث عن إمكانية انقطاع التيار بشكل نهائي عن هذا المرفق الحيوي". وكشف في بيان عن أن "المعلومات التي حصل عليها من المسؤولين المعنيين في المرفأ تشير الى أن الإجراءات التي اتّخِذت خلال اليومين الماضيين آنية ولن تؤدّي بأي حال من الأحوال إلى تأمين التيار الكهربائي بشكل مستمر للمرفأ، وهناك احتمال كبير لعودة المشكلة في أي لحظة". وعلى هذا الأساس، رفع بحصلي الصوت عالياً محذراً من أن "عدم تأمين التيار الكهربائي للمرفأ بشكل مستمر سيؤدي حتماً إلى تعطّل الكثير من الوحدات في المرفأ لا سيما انقطاع الكهرباء عن الحاويات المبرّدة، وعددها بالمئات، أي حوالي ٦٠٠ حاوية ملأى بالمواد الغذائية التي تتطلب استمرار الإمدادات بالكهرباء 24/24 ساعة، وإلا فإنّها ستتعرّض للضرر الكبير والتلف". وطالب جميع المسؤولين في الدولة والمعنيين في المرفأ، إن كان وزارة الأشغال العامة والنقل أو وزارة الطاقة، بـ "العمل بشكل سريع وفوري لتأمين كل الحاجات الأساسية التي توفّر الإمدادات الكهربائية بشكل مستدام لمرفأ بيروت".
دياب يرفض التوقيع؟: قضائيا، أشارت المعلومات الى ان رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب رفض توقيع مشروع مرسوم وزيرة العدل ماري كلود نجم القاضي بتعيين 4 قضاة في مجلس القضاء الأعلى وردّ المرسوم لنجم عبر الأمانة العامة لمجلس الوزراء مؤكدًا أنه لا يجوز التعيين في ظل حكومة تصريف أعمال ومفندًا عددا من الملاحظات على أداء الوزيرة.
احضار عليق: من جهة ثانية، اعطى المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري إشارة الى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، بإحضار المحامي رامي عليق مخفورا الى مكان التحقيق، بعد رفضه المثول أمامه للإستماع اليه على خلفية الشكوى التي تقدم بها مجلس القضاء الأعلى أمام النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بجرم القدح والذم وتحقير القضاء.