لبنان يودع لقمان سليم وشيا من قلب الضاحية: ندفع باتجاه المحاسبة
لقاء الاليزيه لم يحدث خرقا...لا زيارة لماكرون قبل التشكيل
تدقيق "الفاريز" رهن اربعة اجوبة والموازنة في انتظار جلسة حكومية
المركزية- بين الضاحية الجنوبية التي ودّعت الكاتب والناشط السياسي لقمان سليم في حضور سياسي وشعبي ودبلوماسي لافت تقدمته السفيرة الاميركية دوروثي شيا متوعدة بمحاسبة القتلة، والعاصمة الفرنسية التي شهدت ليلا اجتماعا رئاسيا بين الرئيس ايمانويل ماكرون والمكلف تشكيل حكومة لبنان سعد الحريري انقسم المشهد السياسي اليوم، من دون احراز تقدم ملموس في الجانبين. فلا التحقيقات في اغتيال سليم اظهرت جديدا ولا لقاء الاليزيه انتج ما قد يحرز تقدما في مسار التشكيل.
فالاجواء السياسية المحلية لم ترصد أي تقدم حكومي تمكن لقاء الرئيسين من تحقيقه، بل العكس على الارجح. اذ في حين اشار مصدر في "الإليزيه" اليوم، إلى ان الرئيس الفرنسي لن يزور لبنان ما لم تتقدم الأمور في البلاد ويتم تشكيل حكومة، أكد نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش أن زيارة الرئيس المكلف لماكرون لن تحدث خرقاً في الملف الحكومي لأنها بحاجة الى تفاهم بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية. وشرح في حديث اذاعي أن ما يحرّك الجمود هو مبادرة من الرئيس ميشال عون والتخلي عن فكرة السيطرة على الحكومة من خلال تسمية ستة وزراء زائدا واحدا، وإلا فكل حراك داخلي أو خارجي لن يؤدي الى أية نتائج. وشدد علوش على أن الحقيقة هي عكس ما تنفيه الدائرة الإعلامية للقصر الجمهوري حول الثلث المعطل مشيراً الى أن الحريري مصر على أن يعرض هو تشكيلة كاملة من خارج الأحزاب فيما الرئيس عون مصرّ على اختيار من ينال موافقة النائب جبران باسيل.
كلمة الحريري: في الموازاة، ووسط غياب اي نشاط فعلي على خط التأليف في الداخل، في انتظار عودة الرئيس الحريري الى بيروت نهاية الاسبوع، حيث ستكون له كلمة الاحد في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ربما تساعد في معرفة الاتجاهات الوزارية في المرحلة المقبلة، استقبل رئيس الجمهورية في بعبدا، الأمين العام لحزب "الطاشناق" النائب اغوب بقرادونيان وعرض معه لموقف الحزب من الملف الحكومي. والتقى رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب، وبحثا في عمل المجلس، وعددا من القضايا القانونية والدستورية.
ليتعاون اللبنانيون: اما السفير الروسي فأكد من نقابة المحررين ان "الحكومة الروسية تعمل جاهدة لإيجاد الإمكانات لتقديم المساعدة للبنان دولة وشعبا والموقف الروسي واضح جدا في هذا الخصوص". وأشار إلى أن "أزمة لبنان الداخلية تعني اللبنانيين وكل الأحزاب العاملة في المجتمع اللبناني. أزمة لبنان بحاجة إلى جهود اللبنانيين كافة للخروج منها. وإذا لم يتعاون اللبنانيون مع بعضهم، لن تكون هناك فائدة لأي تدخل خارجي، الذي سيكون دوره مساعدا في حل الأزمة اللبنانية. ونحن نشجع جميع الأطراف اللبنانيين العمل على تشكيل الحكومة قريبا، وبعد تشكيلها نقدم ما يمكن لتطوير التعاون لما فيه مصلحة الجانبين". واضاف "إن الحكومة الروسية في تنسيق دائم مع القيادة اللبنانية في محاولة لتقديم أي مساعدة ممكنة للشعب اللبناني وللجمهورية اللبنانية".
لقاءات دبلوماسية: دبلوماسيا ايضا وفي اطار لقاءاته التي يعقدها يوميا مع نظرائه العرب والاجانب، استقبل السفير السعودي في لبنان وليد بن عبد الله بخاري، في اليرزة، عميد السلك الدبلوماسي العربي سفير دولة الكويت لدى لبنان عبد العال القناعي، وبحثا في المستجدات السياسية على الساحتين العربية والإقليمية.
تدقيق وموازنة: في الغضون، تقدم الهم المالي واجهة الاهتمام في بعبدا. فقد استقبل الرئيس عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال،وعرض معه لمجريات التدقيق الجنائي بعد صدور القانون 200/ 2020 بالإضافة الى مشروع موازنة العام 2021. وقال وزير المال بعد اللقاء "التقيت فخامة رئيس الجمهورية صباح اليوم وتداولت معه بما آلت اليه مجريات التدقيق الجنائي، خصوصا بعد صدور القانون رقم 200/2020. وقد وضعت فخامته في أجواء التطورات، لا سيما وانني بانتظار ردود المجلس المركزي لحاكمية مصرف لبنان حول المباشرة بالتدقيق بالحسابات المالية لكي يبنى على الشيء مقتضاه في العلاقة مع شركة التدقيق. كما تم تداول مشروع موازنة 2021 وارقامها ومواردها، وتمنيت ان يناقشه مجلس الوزراء في اقرب وقت ممكن بغية احالته الى المجلس النيابي". ولفت الى ان "بعد إقرار القانون 200/ 2020 المتعلق برفع السرية المصرفية، ارسلنا المراسلة الى شركة التدقيق "الفاريز" التي أبدت استعدادها لمتابعة نشاطها، الا انها طلبت الإجابة على أربعة أسئلة بحيث سيكون قرارها النهائي بموجب هذه الاجوبة. وقد راسلنا حاكمية مصرف لبنان حول الأسئلة الأربعة لان الإجوبة عن ثلاثة من هذه الأسئلة يجب ان تأتي من مصرف لبنان، اما السؤال الاول في ما يتعلق بمفهوم الحسابات النهائية، فقد استلمنا الجواب عنه من هيئة التشريع الذي يقول بوضوح، ان حسابات هيئة التشريع تعني حسابات جميع الزبائن الموجودين في مصرف لبنان، أي جميع المصارف وغير المصارف. اما بالنسبة للاجوبة الثلاثة التي ذكرت اننا كنا بانتظارها من حاكمية مصرف لبنان، فان الحاكمية كانت متريثة بانتظار اجتماع المجلس المركزي الذي عقد بالأمس. ومن هنا فان وزارة المالية تأمل اليوم ان يصلها الجواب من المجلس المركزي على الأسئلة الثلاثة. وعندما تصلنا الأجوبة نستطيع اذ ذاك ان نراسل "الفاريز" للتدقيق الجنائي ونباشر بعملية التدقيق". واعتبر ان "الموازنة يفترض ان تكون من أولويات الحكومة حاليا، وقد احلت المشروع ذا الصلة الى مجلس الوزراء منذ اكثر من أسبوع، وهو احاله بدوره الى الوزراء، وننتظر في الأيام المقبلة ان يحدد رئيس مجلس الوزراء بالتفاهم مع رئيس الجمهورية موعد الجلسة لمناقشة الموازنة. اننا نأمل ان يتم ذلك في اسرع وقت ممكن كي نحيلها الى مجلس النواب، لأننا بحاجة الى الانتظام المالي ولا نستطيع في الوقت نفسه الاستمرار في الانفاق على القاعدة الاثني عشرية ما يحد من قدرات الحكومة ومن تنفيذ المهام المتعلقة بالانفاق العام"، وتمنى على رئيس مجلس الوزراء ان يسرع بتحديد جلسة لمناقشة الموازنة ثم احالتها بشكل سريع الى مجلس النواب".
تمسك بالمحاسبة: على صعيد آخر، أُقيمت مراسم تشييع الناشط السياسي لقمان سليم في منزله الكائن في حارة حريك في الضاحية الجنوبية، في حضور عائلته وحشد كبير من الشخصيات سياسية ودينية ودبلوماسية. وفي السياق، تحدثت السفيرة الأميركة دوروثي شيا من قلب الضاحية الجنوبية، معتبرةً أن "قتل الناشط لقمان سليم عمل بربري همجي غير مقبول ولا يمكن مغفرته". وأكّدت "أننا سندفع باتجاه المحاسبة والمطالبة بالعدالة وحمل إرثه". من جهته، أكّد السفير الألماني في بيروت أن "رحيل لقمان سليم خسارة شخصية بالنسبة إليّ" مقدماً التعازي للعائلة. وقال: لن ننسى سليم وعمله لا يسمح لنا بنسيان ما حصل في السنوات الأخيرة في هذا البلد ونريد تحقيقاً شفافاً.
تحريض ضد الحزب: وليس بعيدا، طالبت كتلة "الوفاء للمقاومة" "الأجهزة القضائية المختصة بالعمل سريعا على كشف مرتكبي جريمة قتل الناشط السياسي سليم"، مجددة ادانتها الاغتيال. واعتبرت، في بيانها الأسبوعي، أن "الحملات الإعلامية التحريضية ضد حزب الله تستوجب الملاحقة والمساءلة لأنها لا تخدم سوى الجيش الصهيوني".
التحقيقات: اما قضائيا، فرأس النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان، في مكتبه في قصر العدل في صيدا، اجتماعا أمنيا موسعا مع قادة الاجهزة الامنية والعسكرية في الجنوب، لمتابعة مسار التحقيقات في جريمة قتل سليم. وجرى خلال الاجتماع "تأكيد مواصلة التحقيقات والتنسيق التام ما بين الاجهزة الامنية للتوصل الى كشف الفاعلين".
انفجار المرفأ: في قضية قضائية اخرى، استمع قاضي التحقيق فادي صوان لقائد الجيش السابق جان قهوجي بصفته شاهدا في قضية انفجار مرفأ بيروت في جلسة امتدت لساعة ونصف، بحسب ما افادت معلومات صحافية.