كورونا تطيح بزيارة ماكرون وتفرج اهل السلطة
عزم سياسي على عرقلة مسار القضاء...تحقيقات الانفجار معلقة
كشف على مستوعبات المرفأ والجامعة العربية على خط الازمة
المركزية- هل هو سوء قدر ام سوء حظ كُتب للبنانيين، او بالاحرى خطّته لهم بأياديها السلطة الحاكمة المفترض انها بالوكالة الممنوحة لها من الشعب تدير شؤون وطنهم وتقودهم نحو التطور والرخاء؟ فالى كل المصائب التي انزلتها على رؤوسهم بممارساتها اللامسؤولة، شاءت جائحة كورونا ان تسد آخر نوافذ الامل التي عقدت على امكان احداث خرق ولو بسيط في جدار الازمات السميك فأصابت الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون واطاحت بزيارته الثالثة التي عوّل البعض على امكان ان تدفع في اتجاه تشكيل الحكومة. وكما في زيارة ماكرون كذلك في الرهان على محاسبة المتسببين بانفجار مرفأ بيروت، اذ استجمعت المنظومة السياسية كل طاقاتها واستنفرت في مواجهة التحقيقات وتحركت لكف يد المحقق العدلي القاضي فادي صوان بسلسلة اجراءات يُخشى ان تضعه امام الحائط المسدود.
تدخل عربي: وفي ظل احجام المنظومة عن التحرك لخرق الجمود الحكومي، وبينما حلّت اصابة ماكرون بكورونا والغاؤه زيارته بيروت الاسبوع المقبل، نعمة على اهل السلطة، اذ ستقيهم "بهدلة" جديدة، دخلت الجامعة العربية على خط الازمة، مطالبة بالاسراع في التأليف.
فليتفق السياسيون: وفي السياق، رأى مساعد الامين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي أن الشعب اللبناني يعاني وواقع تحت ضغوط كثيرة مشيراً الى أن هدف زيارته الى لبنان هو الاطلاع على الوضع والاستماع إلى تقييم ككل. وشدد بعد لقاء الرئيس ميشال عون في بعبدا، على أن "هناك مسؤوليات تقع على عاتق المسؤولين في لبنان يتعين عليهم حلها" مؤكداً أن الجامعة العربية طرف مساعد، "ونحن جاهزون للمساعدة اذا طلب منا ذلك." وقال: العمل بالشكل الروتيني التقليدي يجب ان يُنحى جانبا لمصلحة عمل يتسم بالاستثنائية.
ولفت زكي الى أن "عندما يتفق السياسيون على مخرج من الأزمة قد يشكل ذلك اشارة للخارج على ان هناك جدية للعمل في هذا الاطار." واكد أن "هناك ضرورة ان تعمل القيادات اللبنانية من اجل اخراج البلد من الحالة الصعبة" وقال: عندما يخرج لبنان سياسيا من الأزمة عبر تشكيل حكومة نتمنى ان يفتح ذلك الطريق امام كل من يريد ان يساعد لبنان اكان عربيا او اجنبيا.
لوحدة المعايير: من جانبه، أكد الرئيس عون بعد تبلغه من زكي، استعداد الجامعة لمساعدة لبنان على تجاوز ظروفه القاسية، أن لبنان يتطلع الى وقفة عربية واحدة حيال الصعوبات التي يعاني منها.وأشار إلى أن اعتماد معايير واحدة يمكن ان يذلل صعوبات التشكيل، والحكومة العتيدة ستعنى بإجراء الإصلاحات الضرورية بالتزامن مع التدقيق المالي الجنائي.
في الوسط: بعدها، زار زكي بيت الوسط حيث استقبله الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، ورافق المسؤول العربي السفير عبد الرحمن الصلح، وتم عرض للمستجدات والأوضاع العامة على الساحتين اللبنانية والعربية. بعدها، توجه الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري وتم عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية في لبنان.
اصابة ماكرون: الى ذلك، وفيما كانت بيروت على موعد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلثاء والأربعاء المقبلين، اعلنت الرئاسة الفرنسية إصابة الرئيس بفيروس كورونا، وأشارت إلى أنه سيعزل نفسه لـ7 ايام. ونقلت رويترز عن مسؤول في الإليزيه ان ماكرون ألغى كل رحلاته الى الخارج بما في ذلك زيارته المقررة للبنان.
صوان يصرف النظر: على صعيد آخر، وعلى خط تحقيقات تفجير المرفأ، تمكنت المنظومة من عرقلة مسار التحقيقات. فقد علّق المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان التحقيقات في الملف لمدة عشرة أيام، وهي المهلة القانونية التي على المحقق العدلي أن يقدم خلالها جوابه على طلب كف اليد عن الملف المقدم من الوزيرين السابقين غازي زعيتر وعلي حسن خليل "للإرتياب المشروع وتعيين محقق آخر".يشار الى أن أطراف الدعوى كافة بدءا من النيابة العامة التمييزية الى المحقق العدلي ونقابة المحامين، بوكالتها عن المدعين المتضررين من جراء الإنفجار لديها مهلة عشرة أيام للإجابة، علما أن فور تقديم المحقق العدلي جوابه،ستباشر النيابة العامة مطالعته تمهيدا لإبداء الرأي.
كما صرف صوان النظر عن استجواب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي كان مقررا غدا الجمعة، وذلك الى أن تبت محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضي جمال الحجار، بالمذاكرة التي تقدم بها خليل وزعيتر اللذان قررت هيئة مكتب مجلس النواب عدم إبلاغهما دعوة صوان للمثول امامه. واليوم لم يحضر وزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس او وكيله القانوني الى دائرة المحقق العدلي ولم يرسل اي عذر، في حين حضر المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا مع وكيله القانوني، الا انه لم يتم الاستماع اليه ولم تحصل اي مواجهة بينه وبين الرائد جوزف النداف..
امن الدولة: الى ذلك، وبعد تداول بعض المواقع الإخبارية خبرا نقلا عن بعض الصحف حول نية المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا عن عدم حضور الجلسة التي كانت مقررة اليوم لاستماعه، أوضحت المديرية العامة لأمن الدولة أن اللواء طوني صليبا قد حضر إلى قصر عدل بيروت في الوقت المحدد. وكررت تمنيها عدم نشر أو تداول اية اخبار بدون التأكد من صحتها والذي من شأنه تضليل التحقيق.
لاستدعاء الجميع: وليس بعيدا، استقبل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي، وفدا من أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت، في حضور محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود. وتحدث ابراهيم حطيط باسم الوفد، وقال "تمنينا عليه ان يساعدنا في مسألة القضاء". أضاف: "التقينا بالقاضي فادي صوان وطلبنا منه الاستمرار في هذه القضية وأكدنا مع معاليه الاستمرار فيها وعدم تسييس القضاء وضرورة استدعاء الجميع من دون استثناءات ومن دون غطاء طائفي أو مذهبي أو سياسي. وأكد لنا الوزير فهمي انه يشد على أيدينا في هذا المجال. كما تقدمنا منه بطلب مأسسة تحركاتنا ضمن جمعية سيعلن عنها لاحقا وقد وعدنا بمساعدتنا بذلك، واكد انه ليس معنا بل أمامنا".
كشف على المستوعبات: وسط هذه الاجواء، أعلنت وزارة المال في بيان، أن "بتوجيهات من وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني، يبدأ الجيش اليوم بالتعاون مع الجمارك اللبنانية بالكشف على حوالى 700 مستوعب متروك في المرفأ منذ العام 2005. وفي 16/12/2020، تم البحث في موضوع التنسيق بين الجيش والجمارك باتصال هاتفي بين وزني وقائد الجيش جوزيف عون للكشف على المستوعبات المتروكة ومعالجتها فوراً. وعُقد اجتماع اليوم بين وزني ورئيس المجلس الأعلى للجمارك أسعد الطفيلي ومدير عام الجمارك بالتكليف ريمون خوري ومدير عام مرفأ بيروت بالتكليف باسم القيسي، وتم البحث في موضوع التعاون الكامل وتنسيق الخطوات السريعة مع الجيش لمعالجة موضوع المستوعبات والتأكد من سلامتها".
كهرباء زحلة: من جهة ثانية، تم الاتفاق في لجنة الأشغال والطاقة النيابية اليوم، على تمديد العقد التشغيلي لشركة كهرباء زحلة لسنتين. وخلال السنتين ستُقام مناقصة لاختيار العرض الافضل لادارة الكهرباء.