الاتصالات الحكومية مجمدّة...استشارات قبل نهاية الاسبوع؟
غضب سنّي عارم من العهد: طرح الاسماء ليس من صلاحية الرئيس
ماكرون عائد ورئيس حكومة ايطاليا في بيروت في 8 ايلول ومداهمات شمالا
المركزية-خلافا للحراك شبه المنعدم والاتصالات الخجولة على خط تشكيل الحكومة المُفترض ان تكون في رأس قائمة اولويات الدولة في ظرف مماثل، لانتشال اللبنانيين من النكبة- الكارثة التي اوقعهم بها المسؤولون المتعاقبون على السلطة، وخلافا للتحقيقات التي وعد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عقب انفجار المرفأ باعلان نتائجها خلال خمسة ايام، وقد انقضى عشرون يوما ولم تعلن، لا بل ثمة شكوك كثيرة في وجود نية للاعلان عنها اذا ظهرت، تسارعت حركة الموفدين الدوليين في اتجاه لبنان في محاولة انقاذ ما تبقى منه وتقديم ما يمكن من مساعدات يصرّ القيمون عليها على توجيهها للشعب مباشرة لا للسلطة السياسية المنعدمة الثقة الدولية بها، كما المشاورات الجانبية المغلقة في الاروقة الأممية حول اوضاع الشرق الاوسط عموما والتمديد لقوات الطوارئ الدولية في لبنان خصوصا في ظل توجه اميركي متشدد في اتجاه تعديل مهامها.
عجقة زوار: وفي اطار سبحة الزيارات الدولية التي تكر تباعا، وصل الى بيروت وزير الدفاع الايطالي لورينزو غوريني للقاء المسؤولين والاطلاع على الاوضاع وتنسيق عمليات الاغاثة، على ان يحط فيها الاربعاء وزير خارجية كندا فرنسوا فيليب شامباين للغاية نفسها والمديرة العامة لليونيسكو اودري ازولاي لتفقد المباني الاثرية . وفيما كان مقررا ان يصل يوم الجمعة المقبل رئيس وزراء ايطاليا جيوسيبي كونتي، علمت "المركزية" انه ارجأ زيارته الى 8 ايلول المقبل.
ماكرون عائد: وفي السياق، اكدت مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية الفرنسية لـ"المركزية" ان زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون للبنان مطلع ايلول المقبل قائمة في موعدها، داحضة كل ما يُضخ من معلومات عن الغائها. وقالت ان زيارته هذه المرة هي مزدوجة الهدف. اولا لمناسبة ذكرى مئوية لبنان الكبير وثانيا لتأكيد استمرار فرنسا في مساعدة لبنان وعدم تركه في هذه الظروف القاسية لمصيره السيء.
حكوميا: وفي حين يفترض ان يعود ماكرون وقد احرز الطاقم السياسي تقدما على خط تشكيل الحكومة والشروع في الاصلاحات، لم يسجل اي تقدم على خط التشكيل، لا بل بدت الاتصالات على هذا الصعيد شبه متوقّفة باستثناء زيارة قام بها اللواء عباس ابراهيم اليوم لعين التينة، أفيد ايضا انها غير مرتبطة بالملف الحكومي. وافادت قناة OTV ان الدعوة الى اجراء الاستشارات النيابية الملزمة لن تتجاوز نهاية الاسبوع الحالي على الارجح، وان التركيبات المعلبة التي حصلت سابقاً لم تعط اي نتيجة ايجابية وبالتالي يجب تغيير النمط التقليدي في تشكيل الحكومة. واشارت الى ان هدف المشاورات بالنسبة الى الرئيس عون توفير حد ادنى من الاتفاق لأن الظرف دقيق ويفرض حكومة غير تقليدية، وهو مصر على اشراك المجتمع المدني في الحكومة ودعوته ليست مناورة.
للاستشارات: وازاء إحجام رئيس الجمهورية حتى الساعة عن الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس مكلّف متمسكا بالاتفاق على التأليف قبل التكليف، يعقد اجتماع لرؤساء الحكومات السابقين في الساعات المقبلة سيصدر عنه موقف مهم من الملف الحكومي، علما ان النائب نهاد المشنوق اعتبر اليوم من دار الفتوى أن مسألة التأليف قبل التكليف غير مقبولة، مطالبا الرئيس ميشال عون بالدعوة للاستشارات كما يقول الدستور. وقال " يجب أن يأتي نواف سلام رئيساً للحكومة من خارج هذه الطبقة بتسمية من الرئيس سعد الحريري وأن يأتي مع مجموعة من المحترفين القادرين على إعادة بناء البلد وهذا لا يعني أن الحريري لا يقدر على ذلك ولكن التزاماته السياسية قد تعرقل".
هجوم سني على العهد: وفي اطار يعكس ارتفاع منسوب الغضب السني الى حده الاقصى، شن رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط هجوما عنيفا على العهد وقال لـ"المركزية" "ان الشارع الاسلامي السنّي مُنزعج جداً من تعاطي العهد وفريقه مع الاستحقاق الحكومي.. وليس من صلاحية الرئيس عون طرح اسماء لرئاسة الحكومة. هذه المهمة تعود للكتل النيابية خلال الاستشارات المُلزمة، وعدم تحديده موعداً حتى الان للإستشارات النيابية مُخالفة واضحة للدستور"، معتبراً "ان الرئيس عون يتصرّف وفق عقلية "فرعون لبنان". ولفت الى "ان من غير المسموح لرئيس الجمهورية ان يتعامل مع المسلمين السنّة بهذه الطريقة. عقلية حروب الالغاء والتحرير ومعادلة "عنزة ولو طارت" لم تعد جائرة، وعلى رئيس الجمهورية ان يُدرك انه لا يستطيع التصرّف وفق قاعدة "انا او لا احد". فهناك مجلس نيابي ومجلس وزراء وشعب وقيادات رسمية لا يمكن تجاوزهم". وأوضح عريمط "ان حزب الله بحاجة لما تبقى له من غطاء مسيحي يؤمّنه الرئيس عون والتيار الوطني الحر بعدما فقد الغطاء الاسلامي السنّي"، متحدّثاً عن خطوات قد يتم اتّخاذها اذا استمر الرئيس عون بمخالفة الدستور واتّفاق الطائف من دون اعطاء مزيد من التفاصيل حول طبيعة هذه الخطوات وتوقيتها".
باسيل لم يسمّ: في الاثناء وردا على المعلومات التي تناقلتها وسائل إعلام عدة عن أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يطرح أسماء جديدة لترؤس الحكومة المقبلة، فيما يلتقي العهد والتيار على رفض عودة الرئيس الحريري إلى السراي، أعلن المكتب الاعلامي لباسيل، في بيان، أن "بعض وسائل الإعلام المعروفة الانتماءات والغايات تشن حملة مركزة مفادها ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يطرح اسماءً لرئاسة الحكومة، وفي كل مرة يتم اختلاق اسم جديد. والحقيقة ان النائب باسيل لم يطرح اي اسم اطلاقاً، وجلّ ما يهمّه هو قيام حكومة منتجة، فاعلة واصلاحية برئيسها ووزرائها، تلتزم بتنفيذ برنامج اصلاحات مفصّل بنوداً ومحدّد زمنيّاً. وعلى هذا الاساس يقرّر التيار الوطني الحرّ اذا كان سيشارك في الحكومة او يمنحها الثقة، أو لا، مع التأكيد مسبقاً على عدم رغبة التيار في المشاركة بأي حكومة الّا من باب الإسهام في تحمّل مسؤولية الانقاذ الوطني في حال وجود الارادة السياسية الاصلاحية الواضحة عند الحكومة العتيدة. وموقفه هذا معلن وقد أبلغه الى من تشاور معه من مرجعيات لبنانية ودولية".
التحقيق الجنائي: وسط هذه الاجواء، سلّم وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، النسخة النهائية لاتفاقية التحقيق المالي الجنائي. وزوّده عون بتوجيهاته، مشدداً على "ضرورة أن يتم التوقيع في أقرب وقت". وقال وزني بعد اللقاء: تابع الرئيس عون يومياً وبشكل حثيث موضوع التحقيق المالي الجنائي، ويعتبره خطوة هامة وأساسية من أجل الإصلاح، كما يشكّل أيضاً مطلباً دولياً. وتوقّع "توقيع عقد التحقيق المالي الجنائي خلال يومين أو 3 أيام". ولفت إلى أن "رؤية رئيس الجمهورية لموضوع التدقيق المالي الجنائي، رؤية إصلاحية شاملة لا تقتصر على المصرف المركزي، بل تتخطاه إلى كل المؤسسات وحتى الوزارات".
ارجاء الفرعية؟: في الاثناء، اصدر وزير الداخلية مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لإجراء الانتخابات النيابية الفرعية في الدوائر التي شغرت مقاعدها باستقالة النواب سامي ونديم الجميل والياس حنكش في المتن. وبولا يعقوبيان في بيروت الاولى. مروان حمادة وهنري حلو في الشوف- عاليه. ونعمة افرام في كسروان. وميشال معوض في زغرتا. ورفعه الى مجلس الوزراء. وأفيد ان الاتجاه هو لتأجيل الانتخابات الفرعية وأنه قد يصار الى التحجج بموضوع اعلان حال الطوارئ في البلاد لايجاد فتوى قانونية.
مستوعبات خطرة: ميدانياً، أعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، ان "تتواصل الإجراءات الاحترازية وعمليات المسح الشامل التي تقوم بها الفرق المتخصصة التابعة لفوج الهندسة في الجيش بالتعاون مع فريق من الخبراء الفرنسيين في منطقة المرفأ. وخلال الفترة الممتدة ما بين 14/8/2020 و22/8/2020، تم الكشف على 25 مستوعبا يحتوي كل منها مادة حمض الهيدريك، كذلك على 54 مستوعبا تحتوي مواد أخرى، قد يشكل تسربها من المستوعبات خطرا. وقد تمت معالجة تلك المواد بوسائل علمية وطرق آمنة، وتجري متابعة هذه الأعمال بالتنسيق مع الادارات المعنية العاملة ضمن المرفأ".
لا للاقفال: على خط كورونا، سجّلت خروق لافتة لقرار التعبئة العامة حيث شهدت الطرق زحمات سير وفتحت محال تجارية ابوابها سيما في صيدا. وليس بعيدا، أكد رئيس تجار بيروت نقولا شماس ان "هناك خيبة من المجتمع الدولي لأن انفجار بيروت الضخم لم يحرك أموال العالم". وأعلن شماس في اجتماع طارئ لنقابات القطاعات التجارية في لبنان اننا "سنعيد فتح محلاتنا الاربعاء ونقول للدولة ان القرار الظالم بالاقفال لا يمكن أن يستمر بعد اليوم على القطاع التجاري ونحن نلتزم بالبروتوكول المتبع للوقاية من كورونا". وتابع: "آلاف المحال والمؤسسات التجارية تدمرت كليا او جزئيا جراء انفجار بيروت". ودعا الى "تشكيل حكومة انقاذ وطني واختيار سيدات ورجال دولة ولا نريد مبتدئين او هواة لأن اللبنانيين ليسوا حقل تجارب".
كفتون: أمنياً، تمت مصادرة جهازي كومبيوتر محمولين في مكان الانفجار في العامرية، حيث فرضت القوة الضاربة في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي طوقا أمنيا في مسرح العمليات ومحيطه. وتم توقيف عدد من الاشخاص نتيجة عمليات الدهم في العديد من مخيمات النازحين، في خراج بلدات الكواشرة والبيرة وخربة داوود. وكانت قوة من شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي في بيروت، دهمت في وقت مبكر من صباح اليوم، غرفة معزولة لاحد النازحين السوريين في محلة العامرية - والبيرة، وذلك على خلفية جريمة كفتون الكورة. وأفيد أن المطلوب واسمه يوسف.خ. 40 عاما، واجه القوة الامنية، ما اضطرها الى التعامل معه بالنار، حيث سمع اثر ذلك دوي انفجار. وتبين ان القوى الأمنية لم تعثر على يوسف في المنزل الذي كان فارغاً بعدما فجّرت حائطه الخلفي بغية مباغتته. واشارت "الجديد" الى ان المطلوب يوسف خ. استأجر المنزل من عسكري متقاعد مستخدماً اسماً وهمياً، ورجحت المعلومات ان يكون هو السائق الذي كان يقود سيارة الهوندا التي استخدمت في الجريمة وهو كان موقوفاً في سجن رومية بتهمة التعامل مع مجموعات إرهابية. ولا يزال هناك تكتم كبير حول ما اذا كان من مطلوبين اخرين قد تم توقيفهم خلال المداهمة، بانتظار تقرير قوى الامن الداخلي لايضاح صورة وحقيقة ما حصل.