تأييد عابر للطوائف لمشروع الحياد قبيل زيارة لودريان لبيروت
الدستوري يبطل "آلية التعيينات" وحزب الله: بتقرير الديوان سنبني المستقبل
الدجاج الفاسد.. الاقتصاد تسحب المواد وعون يطلب التشدد والمتابعة
المركزية- على قاعدة ان "المكتوب يُقرأ من عنوانه"، والعنوان حدده سلفا في موقفه الشهير أمام مجلس الشيوخ الفرنسي " Aidez-nous à vous aider bon sang ! "، لا ينتظر اللبنانيون الكثير من زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان لبيروت التي يصلها اليوم. فمواقفه المعروفة سلفا الداعية الى تنفيذ الاصلاحات سريعا واعتماد الحياد سبيلا للخلاص، لن تلقى اصداء ايجابية من السلطة الحاكمة التي حددت موقفها من الحياد رفضاً، ولو مغلّفاً، وليست في وارد تنفيذ اصلاحات الا شكلياً، وما ابطال قانون آلية التعيينات من المجلس الدستوري سوى انموذج.
اللبنانيون في مكان آخر تماما، هم منهمكون في متابعة مسلسل الفضائح اليومية الذي ينهش اعصابهم وصحتهم وحياتهم، وجديده الدجاج الفاسد الذي داهمت مستودعاته امس قوة من الجمارك، رصدا لاجراءات المحاسبة وما اذا كان "المجرمون" سيلقون عقابهم ام يتحصنون خلف زعماء الطوائف والاحزاب، ومنهمكون ايضا في البحث عن قطرة بنزين او مازوت في المحطات التي علق كثير منها خراطيمه اليوم لنفاد المادة لديه، وفي استمرار البحث عن كيفية حصولهم على تأشيرة تقودهم الى اي بلد في العالم حيث للانسان قيمة.
لودريان: مساء،يحط في بيروت الوزير الفرنسي الصديق الذي يبدأ غدا جولة على المسؤولين اللبنانيين وسط ترقب سياسي لمضمون مشاوراته مع هؤلاء، ولا سيما مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للتشاور في مشروعه الحيادي الذي يؤكد مقربون من البطريرك انه مصر على المضي في اتجاه تنفيذه كونه يشكل خشبة خلاص قد تنقذ الوطن من المصير الاسود.
دعوة بكركي: واليوم كرر الراعي التأكيد خلال استقباله عضو تكتل الجمهورية القوية النائب انطوان حبشي وراعي ابرشية دير الاحمر المارونية على رأس وفد "ان الحياد هو في اساس التكوين والتاريخ اللبناني"، لافتا الى انه سيدعو الى لقاء حوار جامع لا يستثني أحدا". وأكد النائب حبشي "دعم موقف البطريرك لجهة تحرير الشرعية وحياد لبنان"، لافتا الى "ان جميع اللبنانيين يتطلعون الى هذا الموقف ويؤكدون ان الحياد سيشكل خشبة الخلاص للبنان ورسالة لكل اللبنانيين الذين يعيشون نفس الصراع في المنطقة والقلق الذي عاشه اجدادنا واباؤنا في العام 1918 وولدت دولة لبنان الكبير يومها وقد اتى الطرح الذي قدمته وهو الحياد الايجابي الذي يحمل المحبة لكل اللبنانيين وهو لايحتمل اي تأويل في القانون الدولي لانه مفهوم سيادي بحت".
علي الامين: كما استقبل البطريرك الراعي السيد علي الامين الذي أكد "دعم موقف البطريرك"، وقال:"ان الحديث تركز حول موقفه الوطني الجامع الذي دعا فيه الى حياد لبنان الدولة وهو في ما يعني الحياد الذي يجعل من لبنان شخصية ودولة مستقلة ووطنا خارج دائرة الصراعات الخارجية. وما يقصد بالحياد هو تلك الدولة التي تبسط سيادتها على كامل اراضيها وتكون مرجعية لجميع القوى والاحزاب الموجودة فيها اي خارج الهيمنة وهذا المقصود من لبنان السيادة الذي نخرجه من ساحة للصراعات الاجنبية وليس كما يفهمه البعض بان الحياد هو بين حق وباطل او بين ظلم وبين عدل ولا حياد بين ظلم وعدل وبين حق وباطل فالمقصود هو الشخصية المستقلة التي تخرج الوطن من كونه ساحة للصراعات والنزاعات ولا يوجد لدينا الا مرجعية الدولة الوحيدة التي تبسط سيادتها العادلة على كامل اراضيها وهذه الدعوات التي نسمعها ان هناك اكثرية وان القمقم خرج ولن يعود ثانية هذه شعارات طائفية فالمنطق الاكثري هو منطق طائفي رفضناه ويجب ان نخرج جميعا من اسوار الطائفية والمذهبية الى رحاب الوطن الواسعة التي تتسع للجميع. ولا يستطيع اي شخص ان يدعي بان هذه الطائفة أكثر وهذا المنطق رفضته الطائفة الشيعية وجميع الطوائف وقد آمن الجميع بنهائية الوطن والعيش المشترك والشعب اللبناني بكل طوائفه هو كل لا يتجزأ ولا يوجد فيه جزء أكبر من جزء او اصغر منه. تابع الامين: نحن في الوطن اللبناني كل ليس فينا كثير يهيمن على القليل ونرفض منطق الاستقواء بالاكثرية والعددية والذي نطلبه هو مرجعية الدولة ذات الشخصية المستقلة الخارجة عن الهيمنات الطائفية والحزبية".
الحزب والتدقيق: على صعيد آخر، وغداة اقرار الحكومة التعاقد مع شركات للتدقيق المالي مع تحفظ الثنائي الشيعي لعلاقات مفترضة لها باسرائيل، أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن التدقيق المالي أصبح مطلبا لأن الجميع يريد أن يعرف من أوصلنا إلى الوضع الحالي. وقال في مؤتمر صحافي: "نحن مع التدقيق الجنائي لمعرفة كيف تمّ صرف المال العام ومن يتحمّل مسؤولية الهدر الذي وصلنا إليه"، مضيفًا: "هناك قوى سياسة في البلاد لا تريد أن تُحاسب وسلفات الخزينة بحسب تقرير الديوان لا تدخل بمعظمها ضمن الغايات القانونية لها والهدف من استبعادها من الموازنة إخفاء العجز الفعلي". وشدد فضل الله على أن تقرير ديوان المحاسبة حول قطع حساب العام 1997 يشكّل الوثيقة القانونية التي على أساسها يمكن أن نبني للمستقبل.
ابطال قانون الالية:في الغضون، أصدر المجلس الدستوري قراره بإبطال قانون آلية التعيينات برمته "لمخالفته الدستور" وذلك بإجماع الحاضرين وغياب عضو واحد بسبب المرض.
الدجاج الفاسد: في الموازاة، بقيت فضيحة الدجاج الفاسد في الواجهة . وفي حين بدأت وزارة الاقتصاد والتجارة عملية جمع وسحب المواد الغذائية الفاسدة من الاسواق اللبنانية، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التحقيقات الجارية في جريمة تصنيع دجاج ولحوم منتهية الصلاحية بعد دهم قوة من الجمارك امس المستودعات التي اودعت فيها المواد الفاسدة في منطقة زكريت في المتن الشمالي. وإذ هنأ الرئيس عون الجمارك على هذا الإنجاز، طلب من الأجهزة المعنية "التشدد في اتخاذ الإجراءات اللازمة الايلة الى كشف هوية جميع المتورطين في هذه الجريمة التي طاولت صحة اللبنانيين طوال السنوات الأربع الماضية ومحاسبتهم امام الجهات القضائية المختصة، كما محاسبة كل من يثبت تورطه في التلاعب في مدة صلاحية المنتجات الغذائية الموجودة في السوق". كذلك، طلب الرئيس عون "التشدد في سحب كل كميات الدجاج واللحوم الفاسدة من الأسواق والمتاجر وتنبيه المواطنين الى ضرورة ابلاغ القوى الأمنية المختصة بأي مخالفة تطاول امنهم الغذائي". واكد رئيس الجمهورية إصراره على "متابعة هذا الملف حتى النهاية، مشددا على انه سيسهر دائما على تحقيق الامن والسلامة الغذائيين للمواطنين".
المحروقات: من جهة ثانية، تفاقمت الازمات المعيشية. ففيما التقنين الكهربائي على حاله مع العلم ان التغذية بحسب وزير الطاقة يفترض ان تبدأ بالعودة الى طبيعتها، أقفلت معظم محطات المحروقات في النبطية ورفعت خراطيمها، بعد نفاد مادة المازوت، نتيجة تقنين توزيع الشركات على المحطات. وبحسب صاحب إحدى المحطات، فإن الشركات خفّضت الكميات وبالتالي تراجعت حصته من البنزين من ٤ عيّنات أسبوعياً إلى عيّنة واحدة بمقدار ٥٠٠٠ ليتر، وهذه الكمية لا تكفي ساعتين ما يضطره إلى الإقفال. وكما في النبطية كذلك في البقاع، حيث بدأت بعض المحطات بتقنين بيع البنزين، في حين انقطع من محطات أخرى. أما المازوت فهو مقطوع، بحسب ما أفاد أصحاب المحطات، ومتوفر في السوق السوداء فقط. وفي صور،كذلك أقفلت معظم محطات المحروقات في صور، فرفعت خراطيمها بعد نفاد البنزين. وقال عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس لـ "المركزية" أن بواخر البنزين ستبدأ بالوصول خلال الـ 24 ساعة المقبلة، والكميات التي تنقلها "تساهم في "تنفيس" الأزمة لحين وصول أخرى".