موقف رؤساء الحكومات يفرمل اعلان المشاركة في الحوار...ترقب للميثاقيــــــة!
زحمة اجتماعات ماليـــة وتقرير "تقصي الحقائق" بين بري ودياب..
فرنسا قلقة جدا ازاء التدهور اللبناني وبريطانيا تستطلع: هل من تغيير حكومي؟
المركزية-انكفأت عن واجهة الحدث اليوم المشاورات التي ملأت الدنيا امس في شأن حوار بعبدا في 25 الجاري وجدوى المشاركة فيه او عدمها لا سيما من القوى المعارضة التي تغوص خلف الكواليس في بحث معمّق عما اذا كان من فائدة لمشاركة كهذه في ظل افتقاد جدول الاعمال لبنود اساسية تشكل بالنسبة الى هذه القوى حجر الرحى لأي حوار لا سيما ما يتصل منها بالشق الخارجي من حياد لبنان الى الناي بالنفس والتزام القرارات الدولية ورفض محاولات تغيير هوية لبنان السياسية والاقتصادية التي برزت فاقعة في الخطاب السياسي الاخير لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله. الانكفاء الحواري حل مكانه الملف المالي الذي شكل محور الحدث في المقار الرسمية الحكومية والنيابية مع انجاز تقرير لجنة المال التي وحّدت فرعيتها الاستقصائية الارقام المالية لمصلحة تخفيضها، خلافا للمقاربة الحكومية التي ارتكزت في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي الى قاعدة لبنان المفلس فيما رفض القطاع المصرفي هذه الصفة واعتبر لبنان متعثرا بفعل سوء الادارة وغياب الاصلاح ليس الا.
التقرير في الواجهة: غداة انهاء لجنة تقصي الحقائق نقاشاتها ووضع رئيسها النائب ابراهيم كنعان تقريرا يوضح مقرراتها وما اتفقت عليه حيال الارقام الواردة في خطة الحكومة الاقتصادية، كانت هذه الخلاصة الحاضر الابرز على الساحة المحلية. فصباحا، استقبل رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، في السراي، النائب ابراهيم كنعان في حضور وزير التنمية الإدارية والبيئة دميانوس قطار ومستشار رئيس الحكومة خضر طالب. وأطلع كنعان الرئيس دياب على خلاصة عمل لجنة المال النيابية بشأن مقاربات الخطة المالية وما تضمنتها من أرقام. وقال لاحقا "اللقاء تخللته مصارحة تامة وهناك حرص على ان يكون العمل الذي قامت به لجنة المال لمصلحة البلد من خلال مقاربات موحدة تؤدي الى أرقام واحدة وهذا ما عملنا له... ليست هناك محاور بل محور واحد هو الدولة فعملنا في المجلس كان لتوحيد المواقف لتكون حجة الوفد اللبناني المفاوض مع صندوق النقد افعل.
اجتماع مسائي: وفي السادسة مساء يعقد اجتماعٌ في السراي برئاسة دياب ويضمّ وزير المال وحاكم مصرف لبنان وجمعية المصاف، في ظل تساؤلات عن المقاربة التي سيتم اعتمادها بين ارقام الحكومة وارقام لجنة تقصي الحقائق. وافادت مصادر مصرفية "المركزية"، أن الاجتماع تكملة لسلسلة اللقاءات التي يجريها رئيس الحكومة في سياق متابعة الوضع المالي والنقدي في البلاد، بما فيه الأرقام التي توصّلت إليها "لجنة تقصّي الحقائق".
دياب عند بري: وبعيدا من الاعلام عقد قرابة الثانية من بعد الظهر، اجتماع ضم في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة. وافيد ان اللقاء تطرق الى الخطة الاقتصادية للحكومة والى التعديلات التي ادخلتها عليها لجنة تقصي الحقائق النيابية، علما ان الرئيس بري اعلن بعيد الاجتماع الرئاسي الثلاثي في قصر بعبدا ان المفاوضات ستكون برعاية المجلس النيابي.
استقالة شاوول: وفي انتظار ما سترسو عليه المفاوضات بين اهل الحكومة في شأن ورقتها العتيدة، برز اليوم دليل جديد الى التخبط الحاصل في صفوف اهل البيت الواحد. فقد أعلن المكتب الإعلامي لوزير المال غازي وزني في بيان، أن "الدكتور هنري شاوول استقال من منصبه كمستشار لوزير المال ضمن الوفد المفاوض اللبناني مع صندوق النقد الدولي". وأضاف: يعرب وزير المال عن تقديره وامتنانه لجميع الجهود التي بذلها شاوول في إطار منصبه السابق.
تقويم التطورات المالية: ماليا ايضا، عُقد في وزارة المال الاجتماع الثاني لخلية الأزمة الوزارية المكلّفة بمتابعة المواضيع المالية برئاسة وزير المال غازي وزني، وحضور وزير الاقتصاد راوول نعمه، وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس جمعية المصارف سليم صفير، مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ونائب نقيب الصرافين محمود حلاوي. وجرى خلال الاجتماع، تقييم التطورات المالية والنقدية الأخيرة، والبحث في الاقتراحات المتعلقة باستيراد المواد الغذائية الأساسية وتخفيف ضغط الطلب على الدولار لدى الصرافين.
الصرافون: وفي وقت استمرت زحمة الناس امام الصرافين لشراء الدولار، قال نائب نقيب الصرافين محمود حلاوي بعد لقاء وفد من النقابة رئيس مجلس النواب نبيه بري: "طلبنا من الرئيس بري احياء قانون الزامية انتساب الصرافين إلى النقابة لأنها من يراقب حركة الصراف ونشاطه". وأضاف: "عرضنا أمام الرئيس بري اساليب لوقف مضاربة السوق السوداء، وشددنا على أهمية دور القوى الأمنية في قمع هذه السوق والغائها... إذا تمكنا من متابعة الموضوع مع خلية الازمة المولجة معالجة ازمة الدولار سنصل إلى حل لكن نحن بحاجة إلى دعم سياسي جامع".
جعجع يرد: وسط هذه الاجواء الملبّدة ماليا واقتصاديا، غرد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر "تويتر" "انطلاقا من دعوة السيد حسن نصرالله للتوجه شرقا: لماذا لا يخطو السيد نصرالله خطوة أولى من خلال حضّه الدول التي يقصدها، على وضع وديعة لا تقل عن مليار دولار في المصرف المركزي اللبناني، قياسا على ما كانت تفعله الدول الخليجية الصديقة للبنان في مرّات عدة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وذلك قبل ان ينقض عليها ويبعدها، لنرى مدى جدية الخيار شرقاً"؟
فرنسا قلقة: على خط آخر، صدر عن الناطقة الرسمية باسم الخارجية الفرنسية انياس فان دير مول بيان اعربت فيه "فرنسا عن قلقها ازاء التدهور الشديد للوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان. وفي أعقاب أعمال العنف التي وقعت في الأيام القليلة الماضية ، يتعين على الجميع تجنب الاستفزازات والمحافظة على حق المواطنين اللبنانيين في التظاهر السلمي". واضافت "تضع زيادة الحوادث السلطات اللبنانية أمام مسؤولياتها، التي تكمن في المقام الاول في الاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب اللبناني، وتنفيذ دون انتظار الإصلاحات الضرورية لانتعاش البلد، وفقاً للالتزامات المتعهد بها في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس في ١١ كانون الاول الماضي." وتابعت "يتعين على الحكومة وجميع الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية تحمل مسؤولياتهم ، من خلال اعطاء الاولوية لانطلاق عام للمصلحة العامة للشعب اللبناني قبل اي عمل اخر. فقط الأجراءات الملموسة ، التي طال انتظارها من السلطات اللبنانية كفيلة وحدها بتمكين فرنسا والمجتمع الدولي من مواكبة انتعاش لبنان."
استقصاء بريطاني: وليس بعيدا، بدت لافتة حركة السفير البريطاني كريس رامبلينغ في إتّجاه قوى سياسية عدة في المعارضة، من بيت الوسط الى المختارة ومعراب التي حطّ فيها اليوم. وقالت اوساط سياسية مطّلعة على محادثات رامبلينغ انه يركز على دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون لطاولة الحوار، حيث يستطلع أراء كل من التقاهم لمعرفة موقفهم من الدعوة الرئاسية وما إذا كانوا سيشاركون او يقاطعون". ولفتت الى "ان السفير البريطاني يستوضح ما اذا كان الحوار المُرتقب مقدّمة لصوغ تفاهمات سياسية جديدة قد تؤدي الى تغيير حكومي يُنتج صيغة جامعة تضمّ مختلف المكوّنات السياسية على عكس الوضع القائم حالياً، حيث شريحة كبيرة من اللبنانيين موجودة خارج السلطة".
تهرب من المسؤولية: من جهة ثانية، وفيما لم تتضح بعد طبيعة المشاركين في حوار بعبدا الخميس المقبل، من يحضر ومن يقاطع،علما ان بعض المدعوين ما زال يتلطى خلف القرار المنتظر لرؤساء الحكومات الاثنين المقبل، لمعرفة مدى توافر الميثاقية، اكدت مصادر قيادية في "التيار" لـ "المركزية" أن مفهوم المعارضة في لبنان خاطئ، حيث أن البعض يعتقد أنها تعني المقاطعة، فيما هي ليست كذلك، مشيرا إلى أن الغياب عن هذا الحوار ليس مجرد تسجيل لموقف معين بقدر ما هو دليل إلى تهرب من المسؤولية الوطنية في زمن الأزمات.
واذ رفضت في مجال آخر التعليق على ندم جعجع في شأن خياره الرئاسي بعد 3 سنوات على إبرام اتفاق معراب. اكتفت المصادر بالقول "لا نحسد جعجع على خصومته مع الوزير السابق جبران باسيل والأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، فهما خصمان "مش هينين".
خطر انتقاص الحقوق: في المقابل، وفي وقت تتجه الانظار الى موقف رؤساء الحكومات السابقين الاثنين، قال النائب سمير الجسر لـ"المركزية" ان لبنان لايقوم الا بتوافق كل مكوناته ومن الخطأ والخطر ان يشعر اي مكون من ابنائه بالانتقاص من حقوقه او بابعاده عن المشاركة في السلطة والقرار.
قيصر لن يؤثر: في المقابل، اكد وزير الصحة العامة حمد حسن، خلال تفقده مستشفى شبعا الحكومي "ان قانون قيصر لن يؤثر سلبا على الوضع الصحي، الذي هو خط احمر لدى الجميع، مؤكدا ان "الوزارة سوف تعمل على تحسين الخدمات الصحية في لبنان لجهة التجهيزات الطبية، الكادر الاداري ومجالس الادارة". وأعلن عن قرار تشغيل مستشفى شبعا الحكومي، والتجهيزات الطبية فيه متطورة ومكتملة وبحاجة فقط لبعض التأهيل".
كورونا: صحيا، وفي وقت تنتهي اليوم الجولة الرابعة من اجلاء المغتربين وفيما يستعد المطار لاعادة فتحه مطلع الشهر المقبل، اعلنت وزارة الصحة، تسجيل 15 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1510.