اسباب حوار بعبدا الموجبة: التهدئة وحماية الاستقرار وتفادي الانفلات
فرنجيه من عين التينة الى بيت الوسط: ايجابيات وتحفظ "ما زلت افكر"
توجه رؤساء الحكومات لعدم المشاركة..و"المال" تصادق على ارقام فرعيتها

المركزية- مع رفع رئاسة الجمهورية الحظر المفروض على جدول اعمال الحوار الوطني وبدء تسلم الدعوات الرسمية، انبرى المدعوون، كل من جانبه، الى بحث جدوى المشاركة من عدمها وسط جهود جبّارة يبذلها الرئيس نبيه بري على خط توسيع بيكار الحضور الى الحد الاقصى، في حين شهد الحراك على خط المشاورات الداخلية بين القوى السياسية زخما ملحوظا منه المعلن، ومنه ما بقي خلف الكواليس في اطار تنسيق المواقف. وفي موازاة جولة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بين عين التينة وبيت الوسط، تركزت الانظار في شكل خاص على الموقف الذي سيتخذه رؤساء الحكومات السابقون والذي من شأنه ان يؤمن الميثاقية للحوار الوطني، وسط خشية من ان يتخذ قرار مقاطعة بالاجماع، يحاول الرئيس بري خرقه.

هدف الحوار: فعلى مسافة ايام من طاولة الحوار ، بدأت ملامح المبادرة تتوضح تباعا. فقد حددت رئاسة الجمهورية اليوم هدف اللقاء الوطني المقرر عقده الخميس 25 حزيران الجاري في قصر بعبدا، بـ"التباحث والتداول في الأوضاع السياسية العامة والسعي للتهدئة على الصعد كافة بغية حماية الاستقرار والسلم الأهلي، وتفاديا لاي انفلات قد تكون عواقبه وخيمة ومدمرة للوطن، خصوصا في ظل الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي لم يشهد لبنان مثيلا لها". ووجهت المديرية العامة للمراسم في رئاسة الجمهورية دعوات خطية باسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمدعوين الى اللقاء وهم: رئيسا المجلس النيابي ومجلس الوزراء، رؤساء الجمهورية السابقون، رؤساء الحكومة السابقون، نائب رئيس مجلس النواب، رؤساء الاحزاب والكتل الممثلة في مجلس النواب.

فرنجية يدرس: وتحضيرا للحوار ولتأمين اوسع مشاركة فيه، أفيد ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يضغط باتجاه لقاء بعبدا ويتواصل مع كل رؤساء الكتل النيابية ورؤساء الحكومات السابقين من أجل إقناعهم بالمشاركة. وليس بعيدا، استقبل بري رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في عين التينة. وبعد اللقاء، لفت فرنجية إلى ان "الرئيس نبيه بري "بيمون على أكتر من حوار" ولكن ليس هو من يدعو إلى بعبدا بل هو من ابلغنا به"، معتبرا أن "الاهم اليوم هو التضامن الوطني للخروج من المرحلة الصعبة وسنقرر لاحقاً ما إذا كنا سنشارك في لقاء بعبدا ونحن ندرس الموضوع". وأكد أن الرئيس بري أبلغه بالدعوة الى اللقاء الوطني الذي سيعقد في القصر الجمهوري. من جهته، لم يستبعد المعاون السياسي لبري، النائب علي حسن خليل إبان دخوله الى اللقاء، الذي جمع بري بفرنجية ونجله النائب طوني فرنجية ووزير الاشغال العامة السابق يوسف فنيانوس، مشاركة فرنجية في الحوار...

وانتقل فرنجية لاحقا، الى بيت الوسط حيث استقبله رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي قال رداً على سؤال عما إذا كان بإمكان فرنجية ان يقنعه بالمشاركة في اجتماع بعبدا: "يمكن يقتنع فرنجية برأيي". وبعد غداء اقامه الحريري على شرفه قال فرنجية: هناك وقت حتى لقاء بعبدا والاهم أن يكون هناك وفاق وطني وأن يكون اي اتفاق حقيقيا وليس شكلياً". وعن مشاركته في حوار بعبدا، قال "لا أحد يشاركني في القرار وما زلت أفكّر".

ميقاتي: في المقابل، اعتبر الرئيس نجيب ميقاتي أن الحوار بين اللبنانيين أكثر من ضرورة في ضوء الاوضاع المأسوية التي يعيشها اللبنانيون على الصعد كافة، ولكن الحوار من دون رؤية واضحة وجدول اعمال محدد، او لمجرد اللقاء والاستعراض ليس مفيدا لأ بل سيحبط اللبنانيين أكثرمما هم محبطون. وقال امام زواره في طرابلس: في اجتماعنا الأخير نحن رؤساء الحكومات إتفقنا على استمرار التشاور لمعرفة ما سيكون عليه جدول اللقاء واستكمال تلقي الدعوات قبل تحديد الموقف النهائي من الدعوة، لا سيما وان اللقاءات الحوارية السابقة بقيت حبرا على ورق لا بل يتم تجاوزها باداء حكومي وسياسي يشهد الجميع  أنه متخبط ويستكمل نمط المحاصصة والمحسوبية.

سلام: من جانبها، أكدت مصادر الرئيس تمام سلام تعليقا على الدعوات التي وجهت الى "اللقاء الوطني" في قصر بعبدا انه لا يشارك في لقاء استعراضي لن يتخذ قرارات حقيقية، "منها ما كان يجب ان يُتخذ مثل التشكيلات القضائية التي يعتبرها سلام من ابرز مقتضيات بناء الدولة والقضاء المستقل." واشارت المصادر الى ان سلام يتساءل: "الحوار حول ماذا؟ هل حول خطة الكهرباء التي تراجعوا فيها عن قرار لمجلس الوزراء بتأجيل بناء معمل سلعاتا؟ ام عن تعيينات المحاصصة الواضحة؟"  ويقول سلام بحسب المصادر "ما لم تكن هناك خطوات عملية مباشرة للحوار لإنقاذ البلاد مما تتخبط فيه، فلا جدوى للحوار".

لجنة المال: على صعيد آخر، وفي انتظار استئناف لبنان مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي، عقدت لجنة المال والموازنة النيابية جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان ناقشت في خلالها تقرير "اللجنة الفرعيّة لتقصي الحقائق". وعقب الجلسة صدر البيان التالي: "عرضت اللجنة كافة خلاصات عمل "اللجنة الفرعية لتقصي الحقائق" المنبثقة من لجنة المال والموازنة. وبعد العرض والشرح لكل المعطيات التي بحثتها اللجنة الفرعية لناحية الأرقام والمقاربات، تم تحديد أرقام تقريبية هي خلاصة عمل بمشاركة كافة الجهات المعنية (وزارة المال، مصرف لبنان وجمعية المصارف). وبناءً على الشرح، وافقت اللجنة على الأرقام والمقاربات التي وصلت إليها "لجنة تقصي الحقائق"، وستًترجم سائر هذه الشروحات والمقاربات في التقرير المفصّل الذي سوف يرفعه رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان إلى دولة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لإجراء المقتضى".

اجتماع غدا: وليس بعيدا، أكّدت مصادر السراي أنّ رئيس الحكومة لم يطّلع بعد على الارقام التي اتفق عليها خلال لجنة المال ولكن هذه المسألة وطنية وتتطلب شراكة من الجميع. ولفتت الى ان الخطة المالية غير منزلة وقابلة للتطوير والحوار مع المصارف سيستكمل غدا بلقاء مع دياب والمعنيين بالحكومة.  من جهة ثانية، أشارت إلى أنّ عدم توقيع التشكيلات القضائية لا يعطل عمل القضاء، مؤكدة أنّ مسألة الفيول المغشوش مستمرة بمسارها عبر القضاء. وعما يحكى عن وجوب الانفتاح على الصين، قالت المصادر: "كل ما يخدم مصلحة لبنان سنقوم به". وتحدثت عن عدد كبير من التوقيفات لمثيري الشغب والتخريب في بيروت، مشيرة الى ان التحقيقات توصلت الى تصور كامل لحقيقة ما حصل والملف شق طريقه الى القضاء.

سوناطراك: وسط هذه الاجواء، عقدت قبل الظهر، جلسة لمجلس الوزراء في السراي الحكومي برئاسة رئيس الحكومة حسان دياب وعلى جدول اعمالها 20 بندا، أبرزها الكهرباء ولاسيما موضوع العقد مع "سوناطراك" الذي ينتهي نهاية هذا العام. وافيد ان التقنين الكهربائي سيستمر في المرحلة المقبلة خصوصاً أنّ باخرة ASOPOS أفرغت الحمولة للمعامل القديمة في لبنان فقط من دون الجديدة منها والبواخر التركية. وتحدث  دياب في الجلسة عن اهمية اعادة فتح المطار وتأثيره الايجابي على الوضع الاقتصادي.  كما شدد على اهمية الحفاظ على الامن والهدوء لتشجيع القدوم الى لبنان والاستفادة من اعادة فتح المطار لتشجيع الموسم السياحي. واعتبر دياب ان الاولوية في الوقت الحاضر لمكافحة الفساد.... من جانبه، قال وزير الطاقة ريمون غجر قبيل الجلسة: دفتر الشروط الجديد الذي سيكون بديلا عن عقد سوناطراك اصبح جاهزا.

كورونا: صحيا، سجل لبنان 6 اصابات جديدة بفيروس كورونا في الساعات الاربع والعشرين الماضية ما رفع العدد التراكمي الى 1495 فيما بلغت حالات الشفاء 944.