غرفة عمليات للدولار...سلامة ملتزم الضخ والصرافون آليته
عون: مضاعفات خطيرة لاعمال التخريب.. ودياب: لماذا تتفرج الدولة؟
تقصي الحقائق نحو ارقام نحاس والدرزية السياسية نحو المصالحة
المركزية- من يراقب زخم النشاط السياسي من اجتماعات ولقاءات واتصالات ومواعيد، يظن لوهلة ان البلاد لا بدّ الا ان تكون بألف خير وان في الحركة المكوكية بركة عملية. لكن في لبنان في الحركة تعثر وتخبط والبركة انتزعها السياسيون من بيوت اللبنانيين الفارغة حتى من قوت يومي يسدون به جوع امعائهم الخاوية. اقتراحات وطلبات واحالات بالجملة تخرج من الاجتماعات الرفيعة لا يرقى اي منها الى مستوى التنفيذ ولا الى مرتبة الازمة التي بدأت تنذر بتفلت خطير يضرب آخر مقومات الاستقرار في البلاد، الامن.
وفيما يؤكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان من غير المسموح تجدد اعمال التخريب لانها تضر بسمعة البلد وهيبة اجهزته، يسأل رئيس الحكومة حسان دياب عن " زعران يستبيحون الشوارع ويدمرون البلد ومؤسساته والدولة تتفرّج، لماذا؟
في المنطق من يفترض ان يطرح سؤالا مماثلا هو المواطن لا المسؤول الواجب ان يعطي الاوامر وتُنفذ، لكن في الدولة "السائبة الغائبة" ضاع المنطق واختفت لغة العقل والعقّال...
كل ذلك يدور على المسرح اللبناني، فيما قانون "قيصر" يقترب تدريجا من ساعة الصفر، مع ما يستجلب من تداعيات لا بد ان لبنان سينال حصة وافرة منها نتيجة انغماسه في الحقل السوري حتى العظم، ما يرفع منسوب القلق من مدى قدرة البلد الغارق في وحول ارتكابات سياسييه على الصمود،علما ان الدفعة الاولى من عقوباته لن تشمل شخصيات او شركات لبنانية، فقد تركتها واشنطن على الارجح الى المرحلة الثانية... والآتي اعظم.
الاعلى للدفاع: متابعة للتطورات الامنية الخطيرة التي شهدها وسط بيروت ليل السبت، ومدينة طرابلس في الويك – اند من دون ان تلقي الدولة القبض على واحد من المخربين الذين التقط بعضهم صورا تذكارية امام " مواقع ارتكاباتهم،، انعقد المجلس الاعلى للدفاع بدعوة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم في قصر بعبدا. وبعد عرض الأوضاع والاحداث والتطورات الأمنية الميدانية من قبل قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية تقرر تكثيف التنسيق والتعاون بين الأجهزة وتبادل المعلومات في ما بينها لتفادي أي اعمال تخريبية تحت حجة مطالب معيشية محقة والتشدد بعدم التساهل مع المخلين بالامن والنظام. كما تطرق المجلس الى الكميات المستهلكة من المحروقات في السوق المحلي وسبل معالجة الخلل بين الطلب والعرض وتم تكليف وزراء المالية والطاقة والمياه والاقتصاد والتجارة رفع الاقتراح اللازم الى مجلس الوزراء. وأفيد عن معلومات دقيقة اصبحت لدى الاجهزة الامنية حول المحرضين والممولين والمخططين وسيعلن عنهم فور استكمال المعطيات.
عون يحذّر: وخلال الجلسة، تحدث رئيس الجمهورية عن الأعمال التخريبية التي حصلت أخيرا لافتا الى أن هذه الاعمال التي اتخذ بعضها بعداً طائفياً ومذهبياً بالاضافة الى الاستهداف الممنهج للقوى الامنية والعسكرية، أمر لم يعد مقبولاً وينذر بمضاعفات خطيرة. وشدّد الرئيس عون على ضرورة اعتماد العمليات الإستباقية لتوقيف المخططين والمحرضين للاعمال التخريبية للحد منها ومنع تكرارها. من جهته، رأى رئيس الحكومة حسان دياب أن "ما يحصل في البلد غير طبيعي وواضح أن هناك قرارا في مكان ما داخلي أو خارجي أو ربما الإثنين معاً للعبث بالسلم الأهلي وتهديد الاستقرار الأمني" معتبرا أن "ما يحصل يحمل رسائل كثيرة وخطيرة ولم يعد مقبولا أن يبقى الفاعل مجهولا." وقال خلال جلسة المجلس الاعلى للدفاع: زعران يستبيحون الشوارع ويدمرون البلد ومؤسساته والدولة تتفرّج لماذا؟ هذه ليست احتجاجات ضد الجوع والوضع الاقتصادي هذه عملية تخريب منظّمة يجب ان يكون هناك قرار حاسم وحازم بالتصدي لهذه الحالة التي تتزايد.
اجتماع امني – مالي: وقبل الظهر، وفي إطار متابعة الأوضاع الأمنية الراهنة وضبط سعر صرف الدولار الأميركي، ترأس دياب اجتماعًا ماليًا أمنيًا حضره الوزراء المعنيون ورؤساء الاجهزة الامنية اضافة الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس جمعية المصارف سليم صفير، ونقيب الصرافين محمود مراد، عضو نقابة الصرافين محمود حلاوي، ومستشار رئيس الحكومة خضر طالب. وتوقف رئيس الحكومة في بداية الاجتماع أمام أعمال التخريب التي حصلت في طرابلس وبيروت، معتبراً أنها "بمثابة كارثة". بعد ذلك، تناول الرئيس دياب قضية ضبط سعر صرف الدولار، وقال: ما حصل منذ 10 أيام يتجاوز المنطق. اجتمعنا هنا واتخذنا تدابير والتزامات، وبالفعل كما تقول التقارير لقد باع الناس أول يوم أكثر من 5.5 مليون دولار، وفي اليوم الثاني باعوا أكثر من 4 مليون دولار، أي أنه تدفّق دولارات إلى السوق في حدود 10 مليون دولار خلال يومين فقط، وفي اليوم الثالث اختفى كل شيء من السوق فجأة، ولم تتجاوز حجم حركة المبيع أكثر من 100 ألف دولار. طبعاً هذا شيء غريب وغير منطقي. بعدها استمر فقدان الدولار بشكل شبه تام، وارتفع الطلب وكأن هناك من قرر العودة إلى المضاربة على السعر. يجب إجراء تحقيق في الموضوع، وأنتم هنا كل الأجهزة، أفترض أن تكون لديكم أجوبة على ما حصل، لأن هذا الأمر يتكرّر، وأنا سبق وقلت إن اللعب بلقمة عيش الناس لن نسكت عنه. أضاف: رواتب الموظفين والعسكر لم تعُد تساوي شيئاً، والأسعار ترتفع بشكل جنوني. مسؤوليتنا أن نحمي رواتب الناس، ونحمي لقمة عيشهم. لذلك يجب ألّا يمرّ هذا الموضوع وكأن شيئاً لم يحصل. نريد تحقيقاً كاملاً متكاملاً، أمنياً وقضائياً. لا يجوز أن تكون هناك جريمة ولا يوجد مجرم، إلا إذا كان الذي حصل شيء عادي، وأنا شخصياً مقتنع، ولدي معطيات معينة، أن ما حصل كان بفعل فاعل. وتابع: أما بالنسبة إلى الإجراءات التي اتفقنا عليها يوم الجمعة في مجلس الوزراء، والتي دخلت حيّز التنفيذ فعلياً، فيفترض أن نتابع هذا الالتزام، ونمنع أي محاولة تلاعب جديدة بسعر الدولار، ونبدأ فعلياً بخفض السعر تدريجاً.
آلية الصرف: وتطرق المجتمعون إلى الآلية التي أقرّها مجلس الوزراء في شأن خفض سعر الدولار، وإعطاء الصلاحيات للمعنيين لتنفيذها، كما تم الاتفاق على إنشاء غرفة عمليات في المديرية العامة للأمن العام لمتابعة الموضوع. وأكّد حاكم مصرف لبنان على الالتزام بضخ الدولار في الأسواق. وتم التأكيد على التزام الصرافين المرخصين بشروط النقابة، وتسليم الدولارات لهم من قبل مصرف لبنان لمنعها من الوصول إلى المضاربين أو تهريبها إلى الخارج.
بري: الى ذلك، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش حيث جرى عرض اخر المستجدات. واجتمع بري بالمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وعرض معه الاوضاع العامة. وقال الاخير بعد اللقاء " وردتنا معلومات عن استهداف المطار ولقد اوصلناها إلى المعنيين".
لجنة تقصي الحقائق: من جهة ثانية، وفي حين تستأنف مفاوضات الوفد اللبناني مع صندوق النقد، خلال ساعات، انعقدت جلسة لفرعية لجنة المال لتقصي الحقائق في حضور وزارة المال ومصرف لبنان وجمعية المصارف في ساحة النجمة في الثالثة بعد الظهر برئاسة النائب ابراهيم كنعان الذي جال خلال نهاية الاسبوع على رئيسي الجمهورية والمجلس، بعدما اعتمدت اللجنة الارقام التي وضعها مقررها النائب نقولا نحاس، بحيث يتم توحيد الارقام على اساسها وهي قريبة من ارقام القطاع المصرفي وبعيدة من ارقام خطة الحكومة غيرالدقيقة.
حذار سرقة الثروة: من جانبه، غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر "تويتر": "عن اي انقلاب يتحدث رئيس الحكومة سوى برأي الانقلاب على الاصلاحات، والعودة الى سلعاتا، وعدم توحيد الارقام المالية وبالتالي الفشل في المحادثات مع الجهات الدولية. وحذار من صرف الاحتياط وحذار من التهريب وسرقة الثروة الوطنية من غذاء ومازوت. ان ضبط الحدود رسميا وشعبيا اكثر من واجب".
جنبلاط – ارسلان: على صعيد آخر، وقبيل لقاء المصالحة في عين التينة في السابعة مساء بين رئيسي الاشتراكي وليد جنبلاط والديموقراطي طلال ارسلان، استقبل رئيس الجمهورية الوزير السابق غازي العريضي موفداً من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وتداول معه في مواضيع الساعة.
كورونا: صحيا، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 18 اصابة جديدة بكورونا.