الخطة الاصلاحية الى النور والبنود الموجعة "للظروف ولكل حادث حديث"
عون: انجاز تاريخي ودياب: القطار على السكة.. واقرار "الاثراءغير المشروع"
الراعي في بعبدا "مع الثورة الحضارية" وكورونا صفر في الداخل و4 بين الوافدين
المركزية- في النفق المظلم الذي لايجد اللبنانيون نهاية لامكان خروجهم من سواد ازماته القاتلة التي تغلف حياتهم منذ سنوات، لاحت في الافق بارقتا امل، ولو انهما غير كافيتين، للبناء عليهما. الحكومة اقرت بالاجماع خطة الاصلاح المالي الاقتصادي بعد اشهر من الدرس والتمحيص والخلافات بين اعضائها على بعض بنودها لا سيما المتصلة بتحرير سعر صرف الليرة واقتطاع نسبة ضئيلة من الودائع المصرفية، وعداد كورونا اللبناني سجل صفر اصابات في الداخل، لكنه ارتفع بفعل 4 اصابات وفدت اليه من الخارج على متن طائرات العودة.
الكل قال كلمته، والمشهد اكتمل. رئيس الجمهورية ميشال عون وصف انجاز الخطة بالتاريخي، ورئيس الحكومة حسان دياب وضع قطار الاصلاح على السكة. وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة قال امس كلمته. فماذا عن احوال اللبنانيين والخطة المعلومة- المجهولة حتى الساعة، قد تعود في اي لحظة لتسطو على ما تبقى في جيوبهم، اذا بقي؟ وماذا عن الاجراءات القاسية المفترض ان تطبق على شعب لم يعد يملك فلساً لاطعام ابنائه فقرر المواجهة في الشارع على قاعدة "عليّ وعلى اعدائي". هذا الشعب الذي لا يأبه لا لخطط ولا لاصلاحات يتطلع فقط الى خطة انقاذ اجتماعي توفر له لقمة العيش ليبحث بعدها عن الاقتصاد وانتعاشه وعن المال وكيفية تعويمه في دولة قادته الى الانهيار الشامل. وهذا الشعب نسي ايضا ان يوم غد يُفترض ان يحتفل بعيد العمل، فلا عمل ولا من يعملون، ولا رئيس للاتحاد العمالي المصادر موقعه من فئات سياسية وحزبية.
وبعد، فإن الانظار ستتجه بعيد الاقرار الى الخارج الذي يضع الخطة الحكومية تحت المجهر لمعاينة مدى مواءمتها والمطلوب من شروط حددها للافراج عن مساعداته، فهل تنجح حكومة دياب في مواجهة التحدي؟
اقرار الخطة: خطت الحكومة اولى الخطوات على درب الاصلاح الاقتصادي المرجو، على وقع غليان شعبي معيشي غير مسبوق. فقد وافق مجلس الوزراء بالاجماع على الخطة الاقتصادية بعد ادخال تعديلات طفيفة على الصيغة المقترحة. وأفيد أن أبرز تعديلين تم إدخالهما على الخطة الاصلاحية بصيغتها الاخيرة قبل وضعها امام الوزراء في بعبدا هما:
- جعل الـ"بايل إن" اختيارياً، و ابقاء سعر الصرف ثابتاً بحيث يصبح مع الوقت متحركاً وفقاً للسوق، ويتوحد سعره. وعلم أنّ الخطة الاصلاحية مؤلفة من نحو 50 صفحة ووضعت نسخة منها بالإنكليزية واخرى بالعربية.
وأدلت وزيرة الاعلام منال عبد الصمد بعد انتهاء الجلسة بالمقررات فقالت “لفت رئيس الجمهورية إلى أهمية إقرار مجلس الوزراء الخطة الاقتصادية بعدما كان عدم استشراف المستقبل يصل بالبلد إلى الخراب”.وأضافت، تكمن أهمية الخطة الاقتصادية في انها عمليّة وتتضمن رؤية اقتصادية لمستقبل لبنان، فيما الأرقام السابقة كانت غب الطلب وتخفي العجز الذي كان ناراً تحت الرماد”.ونقلت عبد الصمد كلام رئيس الحكومة حسان دياب خلال الجلسة إذ قال، "من خلال إقرار الخطة الاقتصادية نكون وضعنا القطار على السكة وأشبعناها درساً لأنها ستحدد مسار الدولة لإصلاح الواقع".وأضافت، "وافق مجلس الوزراء على اقتراح الحكومة الاصلاحي كما على عرض وزارة الطاقة لاستراتيجية التحوّل"، مشيرة إلى "الموافقة على برنامج الحكومة الإصلاحي ومشروع قانون يرمي لتعديل هيئة التحقيق الخاصة بشأن تبييض الأموال وفق ملاحظات وزارة المال". وقالت "يجب أن يكون هناك دوما تنسيق بين السياسة المالية لوزارة المال والسياسة النقدية لمصرف لبنان ولا تحميل مسؤولية لجانب واحد". وأوضحت أن "الخطة الاقتصادية هي عبارة عن خيارات يتم الأخذ بها في ضوء التطورات ونحن اليوم كنا امام مسودة نهائية وأخذ بعين الاعتبار حماية حقوق المودعين والهدف الأساسي من الخطة التفاوض مع الدائنين في الخارج". وأردفت، "لا تحرير للعملة في الوقت الحالي ولكل حادث حديث وفقاً للمعطيات والظروف". وتابعت، "تحرير سعر الصرف هو باطار تخطيطي لا تنفيذي والخطة قابلة للتعديل".
عون يهنئ: وفي مستهل الجلسة، هنأ رئيس الجمهورية العمال بعيدهم المصادف غدا، لافتا الى "الوضع الصعب الذي يعيشه لبنان في هذه المرحلة يحول دون تحقيق المطالب العمالية". وقال: "اليوم هو يوم تاريخي للبنان لأنه للمرة الأولى تقر خطة اقتصادية - مالية بعدما كاد عدم التخطيط وعدم استشراف المستقبل يوديان بالبلد الى الخراب. من جانبه، قال رئيس الحكومة "بإقرار الخطة الاقتصادية نكون قد وضعنا القطار على السكة، وقد أشبعناها درساً لأنها ستحدد مسار الدولة لإصلاح الواقع." وتابع: "أهمية هذه الخطة انها عمليّة، وتتضمن رؤية اقتصادية لمستقبل لبنان، بينما الأرقام السابقة كانت غب الطلب وتخفي العجز الذي كان ناراً تحت الرماد".
ودياب... لا تعليق: وبعد الجلسة، وقبل ان يتحدث الرئيس دياب الى اللبنانيين عند الخامسة والنصف من السراي عن الخطة، قال من قصر بعبدا "لا تعليق على كلمة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتحرير سعر الصرف ليس عند الحكومة إنما في مصرف لبنان". واضاف " لم يرفض أحد مساعدة صندوق النقد الدولي"، وتابع " إذا كانت الليرة ثابتة من قبل مصرف لبنان سابقاً فكيف لا تكون له علاقة بالموضوع الآن"؟ مشيرا الى ان "هدف الخطة إطلاق مفاوضات من خلال المستشار المالي لازرد لاعادة هيكلة الدين السيادي وهذا الامر يحتاج من 6 الى 9 اشهر". واردف "نتوجه بهذه الخطة إلى صندوق النقد والجهات الخارجية واقرارها لا يعني عدم امكانية إدخال بعض التعديلات اللاحقة "
في الاثناء،اجتمع رؤساء الحكومات السابقون في بيت الوسط في الثالثة والنصف على ان يصدر عنهم بيان في شأن تطورات الساعة.
صفير: ماليا ايضا، تمنى رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير، قبل الإعلان عن الخطة الانقاذية للحكومة، "أن تكون الخطة الاقتصادية التي سيعلن عنها الرئيس حسان دياب خطوة أولى على خط إعادة النبض للنشاط الاقتصادي في لبنان". وشكر صفير في تصريح، الرئيس دياب على "تجاوبه في الحفاظ على القطاع المصرفي، قاطرة النمو، ومحرك العجلة الاقتصادية ما يشكل ضمانة للاستقرار الاجتماعي" . وأعاد التأكيد على "تعاون المصارف مع متطلبات المرحلة الراهنة ومد اليد للجميع لتحقيق مصلحة لبنان واللبنانيين ".
وزني: وليس بعيدا، بحث وزير المال غازي وزني مع سفير بريطانيا في لبنان كريس رامبلينغ في التطورات المالية والاقتصادية مع إقرار خطة الحكومة المالية الإصلاحية التي جرى درسها في مجلس الوزراء. كذلك تمّ البحث في سبل مواكبة لبنان ومساعدته عند تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
لجنة المال: الى ذلك، اعلن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان اقرار قانون الاثراء غير المشروع مع تعديلاته مرفقا بنموذج التصريح عن الذمة المالية لأي موظف في موقع عام او مسؤول. وقال من ساحة النجمة: بين ايدينا ٧ قوانين تتعلق بمكافحة الفساد اضافة الى المحكمة الخاصة بالجرائم المالية والقوانين التي احيلت من الهيئة العامة بعد سقوط صفة العجلة عنها. وأضاف: اقرينا قانون رفع السرية المصرفية والغاء احكام السرية المصرفية عن اي شخص يؤدي وظيفة او خدمة عامة واقاربه ومستشاريه. وتوقع انجاز قانون استرداد السرية المصرفية الاربعاء المقبل في اللجنة مؤكدا أن المسألة تبدأ بالتعقب والتحفظ والمصادرة داخليا او خارجيا والاسترجاع. وافيد ان كنعان قرر دعوة وزيري المال والاقتصاد إلى جلسة للجنة المال والموازنة يوم الاثنين المقبل للاستماع إلى وجهة نظرهما بما يتعلق بالخطة المالية الاقتصادية للحكومة بناء على طلب عدد من النواب.
الراعي في بعبدا: وسط هذه الاجواء، أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنه أطلع رئيس الجمهورية ميشال عون على شبكة يُعمل عليها لتقديم المساعدات لجميع العائلات والحدّ من العوز قدر الإمكان مؤكدا "أنّنا جميعنا مسؤولون في هذا الظرف فنحن نمر بمرحلة صعبة كبيرة وعلينا جميعاً ان نساعد بعضنا البعض".وأكّد الراعي، بعد لقائه عون، أنه يؤيد مطالب الثوار وقال: "لكن ننادي ان تكون ثورة بناءة وحضارية ولن نقبل التعدي على الأملاك العامة وعلى عناصر الجيش والقوى الأمنية". وأوضح أنه دعم الحكومة من أجل لبنان فالبلد لا يحتمل أي هزة أو فراغ وشدد على "أننا لا ندعم طائفيا بل ندافع عن المؤسسات الدستورية".
تظاهرات سيارة: على الارض، وفي وقت شهدت طرابلس وصيدا هدوءا حذرا اليوم غداة ليل صاخب، خرجت، تحت شعار "المتن نبض الثورة"، مسيرة سيّارة من ساحة الحراك في انطلياس جابت القرى والبلدات المتنية، وأكد المشاركون في هذه المسيرة السيّارة أن الثورة مستمرة حتى تحقيق مطالبهم. ويرفع المحتجون الاعلام اللبنانية مع الالتزام بشروط التعبئة العامة والوقاية الصحية. الى ذلك، دخل عدد من المحتجين الى مبنى الضريبة على القيمة المضافة في منطقة العدلية. وهتف المحتجون بالقول: "شبعنا شبعنا احتكار ونصب وسرقة من التجار".
كورونا: صحيا، وفيما تكثر التحذيرات من خروق التعبئة العامة عبر التجمعات، وفي وقت تستأنف اليوم رحلات اعادة اللبنانيين المغتربين الى بيروت، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 4 إصابات جديدة بفيروس كورونا في لبنان، ما يرفع العدد الاجمالي للاصابات الى 725. ولفتت في تقريرها اليومي الى أن الاصابات الجديدة عائدة للوافدين اللبنانيين من الخارج. فيما لم تسجل اصابات في الداخل. واشارت الى إجراء 1367 فحصا مخبريا للمقيمين و686 للوافدين خلال الساعات الـ24 الماضية.