خميس الحسم: استشارات "معلّقة" يمهد لها غداء بري- الحريري
الاتفاق على اسم بديل احتمال وارد ومنع الانجرار الى الفتنة اولوية
ملفات هايل:حكومة للشعب وادانة دولية للعنف ضد الثوار ومساعدات مشروطة
المركزية- في أسبوع الاستشارات المؤجلة هرج ومرج سياسي وشعبي، تفرضه مقتضيات الخميس الاستشاري، اذا صمد، في ضوء عدم نضوج اي طبخة تكليف حتى الساعة، وزيارة اميركية هي الاولى من نوعها لمسؤول رفيع منذ اندلاع الثورة. السلطة الحاكمة تستخدم كل ما تيسّر من عدة العمل لاجهاض الانتفاضة بعدما ضاق الخناق حول عنقها الى الحد الاقصى، فيما الثوار يزدادون عزما وصمودا. ممارسات "خفافيش الليل" المفضوحة في وسط بيروت لم تعد تنطلي على اللبنانيين، الذين باتوا من دون شك اكثر وعياً ممن يستخدمونهم للترهيب باثارة الفتنة السنية- الشيعية عبر تأجيج الغرائز الطائفية، ما يستدعي اجتماعات رئاسية على غرار لقاء الغداء بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري.
ملفات هايل: وفيما يتضح مصير الاستشارات صباح الخميس، يحط في بيروت مساء اليوم نفسه مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد هايل لاثارة ثلاث مسائل مع المسؤولين الذين يلتقيهم وفق معلومات "المركزية"، اولا ملف تشكيل الحكومة التي تتمنى واشنطن ان تشكل بأسرع ما يمكن وتلبي مطالب الشعب اللبناني بالعمل على انقاذ الوضعين الاقتصادي- المالي والاجتماعي. ثانيا: الافراط في استعمال العنف ضد الثوار العزل ما يعني ادانة دولية لانتهاكات حقوق الانسان وثالثا: المساعدات الاقتصادية للبنان والتي ستكون مشروطة بسرعة عمل وطبيعة تكوين الحكومة.
من جهته يزور بيروت ايضا مساعد وزير خارجية اليابان اتسوهيكو تاكاهاشي الذي يصل الجمعة المقبل، للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيسي مجلس النواب وحكومة تصريف الاعمال ويبحث معهم المستجدات في لبنان والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
الحريري في عين التينة: اما محليا وفي الساعات القليلة الفاصلة عن موعد الاستشارات النيابية الجديد الخميس المقبل، تدور اتصالات سياسية على اعلى المستويات في العلن وبعيدا من الاضواء، ستحدد مصير الاستحقاق المرتقب. وفي السياق، سُجّلت اليوم زيارة لافتة قام بها الرئيس سعد الحريري الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري واستبقاه الى مائدة الغداء. وكان الملف الحكومي والتطورات الميدانية المقلقة التي حصلت في اليومين الماضيين، الطبق الاساس في المحادثات.
مصلحة الوطن: وبعد مغادرة الحريري من دون الادلاء بتصريح، صدر بيان مشترك عن الرجلين أكدا فيه ان "الحاجة ملحّة لتأليف الحكومة ضمن أجواء تتقدّم فيها مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى". وشددا على وجوب تحلي اللبنانيين بالوعي واليقظة وعدم الانجرار الى الفتنة التي يدأب البعض على العمل جاهدا نحو جر البلاد للوقوع فيها"، داعيين الى "افساح المجال امام القوى الامنية والجيش لتنفيذ مهامهما في حفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة".
كل الاحتمالات: اما في كواليس الاجتماع، فأشارت المعلومات الى ان لقاء برّي - الحريري هو للتشاور في مرحلة الغموض والوضع الصعب في البلاد، مشيرة الى أنّ لا مرشّح لرئاسة الحكومة حتى الساعة غير الحريري، ولافتة الى ان الاستشارات ثابتة في موعدها. وأفيد ان كل الاحتمالات بحثها الحريري مع بري ومن ضمنها امكان الاتفاق على اسم بديل.
بيت الوسط-بنشعي: وعلى الضفة الحكومية، أجرى الحريري اليوم اتصالا هاتفيًا برئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية وعرض معه الصعوبات التي تعترض الاستشارات وتداعياتها على فرص معالجة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها لبنان. وأوضح الرئيس الحريري خلال الاتصال أن كلامه أمس عن غياب الكتل المسيحية الوازنة عن عملية تسمية الرئيس المكلف لم يقصد منه أبدا أي إنقاص من احترامه الكامل لتمثيل "التكتل الوطني" أو أي من النواب المنضوين في كتل أخرى أو النواب المسيحيين المستقلين. أكد شكره وامتنانه لجميع النواب الذين كانوا في صدد التسمية واعتباره كل الأصوات وازنة في المسار الدستوري الضامن لنظامنا الديموقراطي الفريد.
شغب ليلي: أمنيا، سيطر الهدوء على وسط بيروت اليوم، غداة المواجهات وأعمال الشغب والاشتباكات الليلية العنيفة التي حصلت أمس، على إثر انتشار فيديو يسيء الى قيادات سياسية ومقامات دينية من الطائفة الشيعية على مواقع التواصل الاجتماعي، نشره المدعو سامر صيداوي، المقيم خارج لبنان. وقد ردّ عليه مناصرو الثنائي الشيعي بالاعتداء على خيم الثوار في ساحة الشهداء ورياض الصلح، وعلى الممتلكات العامة والخاصة، في المنطقة. كما سُجّل حرق خيم في النبطية وساحة ايليا في صيدا وفي البقاع الغربي.
القضاء يتحرك: اما قضائيا، فتحرك القضاء بعد التسجيل الذي نشره الصيداوي الذي قدم اليوم اعتذاره عبر فيديو جديد، وبدأت المباحث المركزية تحقيقاتها باشراف النيابة العامة التمييزية، على أن يصدر قاضي التحقيق مذكرة توقيف في حقه ويسطر بلاغ بحث وتحر عنه وهو موجود في اليونان، ويطلب من الانتربول توقيفه. كما تقدم محامون بإخبار أمام النيابة العامة التمييزية في بيروت ضد صيداوي، طالبين توقيفه والتحقيق معه وإدانته مع كل من يظهره التحقيق مشاركاً أو محرضا في جرم المادتين 317 و474 من قانون العقوبات، وإنزال أشد العقوبات في حقه.
جل الديب: ومع دخول الثورة شهرها الثالث، قطع الثوار فجرا اوتوستراد جل الديب، مطالبين بحكومة اختصاصيين. وعمد الجيش الى توقيف 13 منهم قبل ان يطلق سراحهم من ثكنة الفياضية. في الموازاة، اقتحمت مجموعة من الناشطين غرفة التجارة والصناعة حيث كان يعقد اجتماع في حضور الوزير محمد شقير. وحصلت مواجهة كلامية بين الناشطين وشقير والحاضرين، اعتراضا على خصخصة قطاع الخلوي.
عون ودل كول: على صعيد آخر، طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من قائد القوات الدولية في الجنوب الجنرال ستيفانو دل كول، خلال استقباله في قصر بعبدا، التحقيق في اسباب خرق باخرة استكشاف للنفط يونانية تعمل لصالح الجيش الاسرائيلي المياه الاقليمية اللبنانية والبقاء فيها لمدة 7 ساعات. واكد ان لبنان يرفض اي تعد على حقوقه المشروعة ضمن مياهه الاقليمية، معتبرا ان الخروق الاسرائيلية البحرية للسيادة اللبنانية لا تقل خطورة عن الخروق البرية والجوية التي تواصل اسرائيل القيام بها.
اللجنة الثلاثية: وكان دل كول اطلع رئيس الجمهورية على نتائج زيارته الى نيويورك واللقاءات التي عقدها مع مسؤولين دوليين، والتي خصّصت للبحث في الوضع في جنوب لبنان. كما زار واشنطن والتقى عددا من المسؤولين الاميركيين وعرض معهم واقع "اليونيفيل" من ناحية العديد، وضرورة استمرار التمويل لها للقيام بالمهام التي حددها لها القرار 1701. كما تطرق البحث الى نتائج اجتماعات اللجنة الثلاثية اللبنانية-الدولية-الاسرائيلية التي تجتمع دورياً في مقر القيادة الدولية في الناقورة، والتي عقدت امس اجتماعها الاخير في السنة الجارية، على ان تستأنف اجتماعاتها في السنة الجديدة.
لجنة المال: ماليا، أعلن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان "اننا سندعو لجلسة مغلقة لاستيضاح رئيس جمعية المصارف وحاكم مصرف لبنان ووزير المال حول الآليات وتطمين الناس حول ودائعهم". واشار الى انه "كان يفترض ان تكون الجلسة الختامية لكن ما وصلنا من وزارة المال الاسبوع الماضي من تعديل في الايرادات لموازنة 2020 سجل انخفاضا بنسبة 35% اي 4 مليار دولار". وقال: "انجزنا كل المواد العالقة في موازنة 2020 وتبقى المادة 22 التي لها علاقة بالوضع المصرفي والتعهد بالايفاء بـ5000 مليار لخفض العجز وهو ما سيبحث بهدوء ومسؤولية مع الجهات المعنية".