فساد الدولة يطفو على "سطح" الشتاء...وعون: نريد للنزاهة ان تصبح نهجاً
مشاورات حكومية بدل الاستشارات المرجأة وحزب الله مستعد للتنازلات
موفد فرنسي في بيروت ولافروف في واشنطن والمصالحة الخليجية غداً
المركزية- كل عبارات القدح والذمّ لم تعد تليق بهذه الطبقة السياسية التي يطفو فسادها على سطح المياه الجارفة مع كل زخّة مطر تسقط، فتُغرق البلاد في برك مياه تقتحم المنازل والمحال وتحوّل الطرقات انهارا، يعلق اللبنانيون عليها امالهم لتجرف معها هذه الطبقة وموبقاتها، فيرتاح الشعب والوطن.
تحوّل الشتاء كابوساً يضيف الى عذابات ومآسي اللبنانيين مآسي، نظرا لما ينتظرهم من نتائج ترتبها فضائح الدولة المبللة والمغمّسة بالفساد حتى العظم، فيما هي منشغلة بتركيب طبخات البحص الحكومية وصفقات التأليف قبل التكليف التي اصطدمت امس بجدار الالتفاف السني حول الرئيس سعد الحريري.
المشاروات مستمرة: وغداة احتراق ورقة المرشح سمير الخطيب، وقرار إرجاء الاستشارات النيابية اسبوعا كاملا الى الاثنين المقبل، افادت المعلومات الواردة من قصر بعبدا اليوم ان المشاورات مستمرة بعد تأجيل الاستشارات ولكن لا مرشح حالياً لرئاسة الحكومة. وتردد ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيقوم باتصالات مع الرئيس سعد الحريري لمحاولة إيجاد قواسم مشتركة والتوفيق بين ما يريده الحريري و"حزب الله".
مستعدون ولكن: في المواقف، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الإستعداد لتقديم تنازلات لكن ليس على حساب الكرامة والسيادة الوطنية. وقال في بيان "لم نعش للحظة أن الأمور ستسير بشكل جيد وأن سمير الخطيب هو سيتكلف وهو سيشكل حكومة، وبأحسن الحالات كانوا سيسمحون له أن يتكلف ثم يتعذر التأليف فيعتذر فيأتي الحريري، لم يسمحوا له بأن يصل وأبقوه لعشية الإستشارات. نحن الآن أمام معطيات جديدة، نريد أن نرى الشيخ سعد ماذا يريد، ونريد أن نرى رئيس الجمهورية هل سيؤجل الإستشارات أم لا، وبتقديري بالنهاية سنجد حلا لموضوع الحكومة، وممكن أن تطول شهرا أو شهرين لكننا سنجد لها حلاً، فالمشكلة ليست في تشكيل الحكومة أو بعدم تشكيلها، بل الوضع الإقتصادي مع الناس". واضاف "لا تصدقوا أحدا بأننا يمكن أن نحل مكان الدولة، التي يجب أن تتصدى لمعالجة الوضع الإقتصادي بكل ممثليها عن المكونات اللبنانية كلها، ولن نناقش بشروط تمس بسيادة البلد، وشروط تجعل لبنان تابعا لدولة خارجية بسياستها لا نستطيع أن نتجاوب معها، ونحن مستعدون لتقديم تنازلات لكن ليس على حساب الكرامة والسيادة الوطنية أبداً".
لعدم كسر أحد: اما عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق فشدد على "أن الخطوة الأولى اللازمة لإنقاذ البلد تكمن في تشكيل حكومة موثوقة قادرة على إنقاذ البلد من الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وتنال ثقة الناس قبل ثقة المجلس النيابي، ولا تستجيب لإملاءات "ديفيد شينكر" ولا "لترامب"، لأن إملاءات أميركا هي وصفة للفتنة. ورأى قاووق في لقاء سياسي اقيم في صور، "أن البلد لا يحتمل إلغاء ولا كسر أحد، وإنما يحتمل الذهاب إلى تكليف رئيس حكومة يحظى بموافقة الكتل النيابية الأساسية، لأنه لا يمكن الذهاب برئيس ترفضه أكبر كتلة سنية أو مسيحية، وهذا غير واقع، وهو وصفة تؤدي إلى وقوع المشاكل". وأكد قاووق "أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يخالف الدستور أبدا في تأخير الاستشارات النيابية الملزمة، وإنما كان يمارس أعلى مستوى من الحرص على الوحدة الوطنية لإنقاذ البلد من خلال حصول التوافق بين الجميع، وهو يتهم ظلما بالفساد، وصحيح أنه يترأس جلسة مجلس الوزراء ولكن ليس لديه صلاحيات الحكومة".
التنمية والتحرير: وسط هذه الأجواء، دعت كتلة التنمية والتحرير إلى التركيز على معالجة الاوضاع المعيشية والامنية والصحية والمالية والمصرفية. وشددت بعد اجتماعها الأسبوعي برئاسة بري، على ضرورة الاسراع في تأليف الحكومة، داعيةً إلى ملاقاة الاجواء الايجابية الدولية للاستعداد للمساعدة.
لحكومة فاعلة: وفي هذا السياق، وعشية اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس، قالت وزارة الخارجية الفرنسية ان المؤتمر سيشهد دعوة المجتمع الدولي من أجل إقامة حكومة فاعلة وذات مصداقية في لبنان، لافتة الى ان الهدف من المؤتمر أن تتخذ الحكومة اللبنانية الجديدة القرارات الضرورية لتحسين الوضع الاقتصادي.
عون وكوبيش: وليس بعيدا، ابدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ارتياحه لانعقاد اجتماع مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان بعد غد في باريس، شاكرًا الاهتمام الذي ابدته فرنسا في المبادرة الى الدعوة بالتنسيق مع الامم المتحدة. وخلال لقائه في قصر بعبدا المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش الذي أطلع على الترتيبات المتخذة لانعقاد اجتماع مجموعة الدعم برئاسة مشتركة فرنسية واممية، والذي ستتخلله جلسات عدة لعرض الوضع في لبنان وسبل دعمه، معتبرا ان الاجتماع سيكون بمثابة اشارة قوية لالتزام دول المجموعة العمل مع لبنان، أبلغ رئيس الجمهورية ضيفه ان لبنان سيحضر الاجتماع بوفد رسمي متمنيًا ان تسفر عنه نتائج تُترجم عمليا الدعم الذي تظهره الدول الاعضاء في المجموعة حيال لبنان، خصوصا في الظروف الاقتصادية الدقيقة التي تمر بها البلاد.
الحضور: وعلمت "المركزية" ان المجموعة ستنعقد على مستوى الامناء العامين لوزارات الخارجية برئاسة مشتركة فرنسية عبر وزير الخارجية جان ايف لو دريان واممية عبر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وفي حضور الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي وسفير الجامعة في باريس بطرس عساكر لمناقشة الوضع في لبنان وسبل دعمه. اما وفد لبنان وفيما كان يفترض ان يرأسه مدير عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير، فقد تحول وفاة والده جورج شقير اليوم دون ذلك. فيما يضم في عداده امين عام وزارة الخارجية هاني شميطلي، مدير عام وزارة المال الآن بيفاني، المديرة العامة لوزارة الاقتصاد عليا عباس ،مستشارة الرئيس سعد الحريري هازار كركلا والمصرفي رجا أبو عسلي.
موفد فرنسي: وليس بعيدا، توقعت مصادر دبلوماسية ان تعقب اجتماع مجموعة الدعم زيارة لموفد فرنسي الى بيروت لم تحدد هويته بعد الا انها رجحت لـ"المركزية" ان يكون اما السفير المكلف متابعة مؤتمر سيدر بيار دوكين او مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية كريستوف فارنو لوضع المسؤولين في اجواء مداولات الاجتماع والمرتقب من نتائج في ضوئه.
جرثومة الفساد: في غضون ذلك، وفي اليوم الدولي لمكافحة الفساد، غرد الرئيس عون على حسابه الخاص على "تويتر" فقال: سنظل نعمل بكل ما اوتينا من جهد وطاقة، للقضاء على جرثومة الفساد الخبيثة التي نخرت عافية الوطن، ومؤسساته، وذهنيات الكثيرين وممارساتهم في مختلف الشرائح والمواقع والطبقات. نريد للنزاهة أن تصبح نهجاً وثقافة للصغار والكبار، وطريقة حياة".
...فساد "الشتاء": اما في جديد فصول فساد الدولة، وفي اطار مسلسل الاهمال وتبادل المسؤوليات،
غرق لبنان ومواطنوه وسياراتهم في المياه مرة جديدة.. مياه الأمطار الغزيرة في سياق العاصفة التي تضرب لبنان والتي أعلنت عنها الجهات المعنية منذ أكثر من أسبوع. لكن المعنيين، وجريا على العادة اللبنانية، لم يتخذوا التدابير اللازمة لتقي اللبنانيين شر دفع ضريبة الاهمال الرسمي. فكان المشهد المخجل اليوم على كثير من طرقات لبنان. حتى إن بعض المرافق العامة لم يسلم من ارتدادات هذا الفشل الذريع، حيث عامت بعض مكاتب وزارة العمل، ومطار رفيق الحريري الدولي بالمياه، وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر المياه وهي تغمر قاعة وصول المسافرين، ومكاتب شركة طيران الشرق الأوسط في المطار أيضا. اما في الاوزاعي فكان المشهد المضحك المبكي حيث استخدم المواطنون قوارب للتنقل في الشوارع، في حين تكرر المشهد نفسه في خلدة بعد 4 أيام على الأمطار الغزيرة التي أغرقتها بالسيول وحبست المواطنين في سياراتهم لأكثر من 5 ساعات، فسجلت اليوم ايضا زحمة سير خانقة على اوتوستراد خلدة بسبب تجمع المياه. وناشد العالقون المعنيين العمل على فتح الطريق. وعلى مقربة من خلدة، أدت غزارة الامطار الى تجمع المياه في نفق الكوستا برافا. وعلقت بعض السيارات في داخله فيما أكمل المواطنون طريقهم سيرا على الاقدام، وعمل عناصر الدفاع المدني على مساعدتهم.
استيراد البنزين: على صعيد آخر، فازت شركة ZR ENERGY بمناقصة استيراد الدولة لمادة البنزين بسعر 39.70 دولاراً. وجرت عملية فضّ العروض في مبنى المنشآت النفطية في الحازمية، في حضور وزيرة الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ندى البستاني خوري، وذلك للمشاركة في شراء 150 ألف طن من البنزين أي 10 في المئة من الاستهلاك لصالح منشآت النفط. وكانت ثلاث شركات تقدّمت بعروض المناقصة مستوفية الشروط هيZR ENERGY ،Oman TRADING international وLEBNEFT fzc. وشكرت البستاني الشركات الثلاث التي تقدّمت بالعروض، وقالت: مبروك للشركة الرابحة وللبنانيّين، فالدولة دخلت إلى هذه السوق والأهم أنه لن يكون هناك أي أزمة بنزين، والسعر بالليرة اللبنانية وسيعتمد جدول تركيب الأسعار نفسه. وأكدت أن "إذا تمّ الإسراع في الإجراءات، من المفترض أن تصل أول باخرة إلى لبنان بعد 15 يوماً"، وقالت "بناءً على هذه التجربة سُنقَدِر ما إذا كنّا سندخل أكثر إلى هذا السوق"، مشيرة الى أن "السوق مفتوحة دائماً أمام أي شركة تبغي استيراد المواد النفطية، والأربعاء هناك مناقصة للمازوت نتمنى من الشركات أن تشارك فيها". واعتبرت بستاني أن "المواطن استفاد من العملية إذ لم تعد هناك أزمة بنزين، ونتطلع إلى تجاوب السوق وما إذا كان حاكم مصرف لبنان سيتراجع عن قراره ويعطينا الاعتمادات 100 في المئة بالليرة اللبنانية". وختمت: اعتمدنا كالعادة، أعلى معايير الشفافية.
لافروف في واشنطن: دوليا، تتجه الانظار الى الولايات المتحدة غدا، حيث يعقد لقاء على قدر لافت من الاهمية، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، سيضم وزيري خارجيتي اعظم قوتين في العالم: الاميركي مايك بومبيو والروسي سيرغي لافروف. فقد أعلنت الولايات المتحدة، اليوم أن بومبيو، سيستقبل الثلثاء، في واشنطن نظيره الروسي لافروف، في أول زيارة للأخير إلى العاصمة الأميركية منذ لقائه المثير للجدل مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض عام 2017. وقال بيان مقتضب للخارجية الأميركية حول الزيارة إن بومبيو ولافروف سيجتمعان في مقر الوزارة في واشنطن لمناقشة "مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية والثنائية".
قمة المصالحة: عربياً، تعقد غدا في الرياض قمة مجلس التعاون الخليجي في دورتها الـ 40، خصوصا لجهة مشاركة امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني المتوقعة، بعدما وجه اليه الدعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لما من شأن هذا الحضور ان يمهد الطريق للمصالحة الخليجية وطي صفحة القطيعة مع الدوحة. كما تترقب الاوساط من القمة تظهر نتائج محددة على مستوى زيارة وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي لطهران في ضوء معلومات عن انه سينقل رسالة من طهران للرياض.