Nov 14, 2019 4:31 PM
تحليل سياسي

شهادة ابو فخر مرآة لمآساة الوطن.. فهل تعيد شعلة الحياة؟
الكباش السياسي على أشده: حكومة انقاذ او مكتسبات سلطوية
فرنسا لتشكيلة كفوءة وباسيل من بكركي: قدمنا كل التسهيلات

المركزية- ابرز الوداع الكبير لشهيد الثورة علاء ابو فخر الصورة التي كان يمثلها في حياته وتجسدت في يوم تشييعه، صورة اللبناني الطامح الى الوطن النظيف في زمن الفساد الذي يجتاح الدولة منذ عقود. لكن علاء رحل فيما لا يزال وطنه على طريق الجلجلة التي لا يظهر في آخر نفقها ما اذا كانت هناك قيامة ام نهاية. وهذا ما يتجلّى في استمرار الخلافات بين اركان السلطة على الحكومة طبيعة وشكلا واهدافاً ويحول بعد اسبوعين على استقالة الحكومة دون تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية تشكل حكومة. رحل علاء وبقيت المواقف على حالها. الرئيس سعد الحريري يريد حكومة تكنوقراط تلبي مطالب الثورة مهمتها انقاذ البلاد مما تتخبط فيه وهو امر ما زال متاحا بحسب الخبراء الاقتصاديين على رغم بلوغ الاوضاع الخط الاحمر،  ورئيس الجمهورية بما يمثل والحلفاء في الثنائي الشيعي يصرون على حكومة من طبيعة سياسية مجمّلة او تكنوسياسية في الحد الاقصى تبقي على الضمانات التي يتمتعون بها وتبعد عنهم شبح الاستهداف الاميركي، فهل يتجاوزون الحريري ويكلفون شخصية سنية من المتداولة اسماؤهم في سوق العرض والطلب للترئيس، فيصطدمون بالشارع الرافض لنظريتهم هذه، ام يدركون ان القفز فوق الحريري غير جائز ويستمعون الى صوت العقل الذي عبّر عنه الموفد الفرنسي كريستوف فارنو الذي غادر بيروت اليوم بالدعوة الى تشكيل حكومة سريعاً.

لا استشارات؟: في وقت اعاد الجيش اللبناني اليوم فتح الطرق الرئيسية من دون صدامات كبيرة مع المحتجين، لم يحمل النهار اي جديد تحت الضوء حكوميا، وقد تردد ان لا استشارات نيابية مرتقبة هذا الاسبوع.

لحكومة قريبا: وقد تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته لعرض الاوضاع الراهنة والتطورات وسبل معالجتها، وكانت له لقاءات ديبلوماسية واقتصادية. فاستقبل سفيرة كندا ايمانويل لامورو وسفيرة النروج ليني ستنزس والقائم بأعمال السفارة السويسرية في لبنان سيمون أمّان الذين نقلوا اهتمام بلدانهم بالاحداث الجارية في لبنان على الصعيدين السياسي والامني، إضافة الى التحركات الشعبية واصدائها. وشرح الرئيس عون للديبلوماسيين الثلاثة ما يجري على الساحتين السياسية والامنية والظروف التي استجدت خلال الاسابيع الماضية، مؤكداً أن العمل قائم لمعالجة هذه الاحداث ولاسيما الاوضاع الاقتصادية وتشكيل حكومة جديدة، مشيراً الى أن المطالب التي رفعها المعتصمون في الساحات هي موضع متابعة وستكون من اولى اهداف الحكومة العتيدة التي نعمل لتتشكل في القريب العاجل. وأكد للديبلوماسيين الثلاثة ان التعاطي مع المستجدات يتم انطلاقاً من المصلحة الوطنية التي تقتضي التعاون مع الجميع للوصول الى تحقيق الاهداف المرجوة، لاسيما وأن الكثير من المطالب التي رفعها المعتصمون سبق أن احالها بموجب اقتراحات قوانين الى مجلس النواب وتبنتها الحكومة قبل أن تقدم استقالتها، ويبقى على مجلس النواب ان يقرّها من اجل تسهيل عملية مكافحة الفساد ومحاسبة المرتكبين ورفع الحصانات وغيرها من الاجراءات الضرورية. وأعرب الديبلوماسيون الثلاثة عن أملهم في ان تشهد الايام الآتية المزيد من الاستقرار والامان في لبنان.

الاتصالات مستمرة: في المعلومات المتوافرة، أكدت مصادر مطلعة مقربة من بعبدا للـLBCI  أن "في الشأن الحكومي الاتصالات مستمرة ويبدو أن هناك تقدماً وذُللت بعض العقبات والعمل جار لتذليل ما تبقى والتكليف والتاليف متلازمان".

ايحاء غير صحيح: وأكّدت مصادر بيت الوسط أنّ الامور مفتوحة على خطين، اذا قررت القوى السياسية السير بخيار حكومة اختصاصيين فالحريري مستعد، واذا رفضت السير بهذا الخيار فالحريري مستعد لتسهيل الامور برئيس مؤهل لتولي رئاسة الحكومة. ويشدد الحريري على ان مواصفات الحكومة الجديدة يجب ان تحاكي المستجدات السياسية وهو يوافق على خوض التحدي بحكومة من اصحاب الكفاءة والاختصاص، ويعتبر ان العودة الى حكومة على صورة الحكومة المستقيلة مع بعض التجميل امر يعيد البلاد الى المراوحة في دائرة الازمة.  ولفتت المصادر إلى أنّ هناك مشاورات تجري حول شخصية رئيس الحكومة والرئيس الحريري يؤكد تغطية شخصية تكون مؤهلة لتولي مسؤولية رئاسة الحكومة بغض النظر عن الاسماء، موضحة أنّ رئاسة الحكومة ليست موقعاً تقنياً او ادارياً بل ركن من اركان النظام السياسي والرئيس الحريري يبني مقاربته على هذا الاساس. وتابعت المصادر: القول إن بعبدا وغير بعبدا تنتظر جواب الرئيس الحريري على وليد علم الدين محاولة لرمي الكرة في ملعب الرئيس الحريري، وهو ايحاء غير صحيح، وجميع المعنيين الذين يشاركون في المشاورات يعرفون جيداً موقف الحريري ورأيه بمروحة الاسماء التي طرحها وجرى التداول فيها بما في ذلك اسم وليد علم الدين.

مراوحة: الى ذلك، علمت الـmtv نقلاً عن مصادر مطلعة على الملف الحكومي أنّ "المراوحة حول الاقتراحات مستمرة، والنتائج تتوقف على الاستشارات النيابية الملزمة، وأجواء قصر بعبدا تقول ان هناك توجهاً لبدء الاستشارات غداً، ولكن أياً من الكتل النيابية لم يتبلغ معلومات مؤكدة في هذا الشأن". وأفادت المصادر أنّ "رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري عند موقفه بوجوب الانتقال الى حكومة جديدة تحاكي المستجدات السياسية، وهو لن يتأخر عن خوض التحدي بحكومة من أصحاب الخبرة والاختصاص، ويعتبر أن العودة الى حكومة على صورة الحكومة المستقيلة مع بعض التجميل مرواحة في غير محلها". وذكرت مصادر متابعة أنّ "المشاورات حول البدائل مستمرة، والرئيس الحريري مستعد لان يكون شريكاً بتسهيل الامور والتوافق على شخصية مؤهلة لتحديات المرحلة اقتصادياً"، لافتة الى أنّ "الكرة ليست في ملعب الرئيس الحريري، بل هي في ملعب الجميع، ومصير الاستشارات بيد رئاسة الجمهورية وليست بيد رئيس الحكومة المستقيل، والكلام عن ان الآخرين ينتظرون جواباً على اسماء مقترحة غير صحيح مطلقاً، لان كل أجوبته أصبحت في عهدة المعنيين بالمشاورات".

فارنو لحكومة كفوءة: وسط هذه الاجواء، رأى مدير دائرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية السفير كريستوف فارنو الذي غادر لبنان بعد ان انهى سلسلة لقاءات شملت سياسيين من الموالاة والمعارضة واقتصاديين، واجرى اتصالات هاتفية بكل من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لتعذر الوصول الى مقريّهما في مؤتمر صحافي عقده في قصر الصنوبر، أن "الصعوبات التي يواجهها لبنان كبيرة وهي مدعاة قلق الجميع". ودعا إلى "تشكيل حكومة سريعا". وطالب بحكومة "سريعة، كفوءة، وفعالة، قادرة على اتخاذ قرارات تستجيب لتطلعات الشعب اللبناني وقادرة على إعادة الثقة". قال: "لطالما وقفت فرنسا إلى جانب لبنان في الأوقات الجيدة وفي الأوقات الصعبة ونحن مدركون للأزمة التي يواجهها لبنان وهي أزمة اقتصادية سياسية واجتماعية والهدف من زيارتي هو الاستماع وفهم ما يريده اللبنانيون وليس لفرض الحلول". ووضع مهمته "في إطار الصداقة العميقة بين البلدين وفي إطار احترام سيادة لبنان".

باسيل في بكركي: في غضون ذلك، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في بكركي، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، وكان عرض لآخر التطورات على الساحة المحلية وتشديد على وجوب تشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب اللبناني في أسرع وقت. وعلم ان باسيل ابلغ البطريرك الراعي أن التشاور بشأن تشكيل الحكومة بلغ مرحلة متقدّمة وأن "التيار الوطني الحر" قدّم كل التسهيلات وهو من أكثر المستعجلين لتشكيل الحكومة التي تلبّي مطالب الناس وتحظى بالثقة النيابية والمهم بالنسبة الى "التيار" هو ولادة الحكومة وتفادي أي خطوة ناقصة قد تدخل البلاد في المجهول او تسبّب مشكلة يصعب الخروج منها، وأكثر ما يقلق الوزير باسيل و"التيار" هو المحاولة الخطيرة التي يقوم بها البعض لتقطيع أوصال المناطق عن بعضها‏ البعض والدفع باتجاه صدام يؤدي الى الاقتتال وضرب السلم الأهلي ويدخل البلاد في فتنة يتحمل مسؤوليتها اصحاب المشاريع الميليشياوية في البلاد.

لعدم حصرالتحقيق: من جهة ثانية، لف الحداد لبنان بالتزامن مع تشييع شهيد الثورة علاء ابو فخر في الشويفات بمشاركة ثوار من مختلف المناطق اللبنانية. وليس بعيدا، صدر عن وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب الذي زار عين التينة اليوم، بيان قال فيه "أتقدم بالتعازي الحارة من ذوي الشهيد علاء أبو فخر وأطلب من القضاء العسكري المختص إجراء التحقيق الوافي والسريع بالحادثة الأليمة التي أودت بحياة علاء أمام عائلته ورفاقه وجميع اللبنانيين، وعدم حصر التحقيق بالمرافق العسكري الذي أطلق النار كي لا يفلت أحد من العقاب إذا كان مداناً". اقتصاديا، اعلنت نقابة موظفي المصارف الاستمرار في الاضراب غدا. اما الهيئات الاقتصادية فطالبت بعد زيارتها رئيس الجمهورية في بعبدا، "بالإسراع في تشكيل حكومة جديدة ذات مصداقية، للانصراف إلى معالجة الأوضاع الحياتية الراهنة".

روحاني:اقليميا، اتهم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الولايات المتحدة الأميركية بالسعي إلى استغلال موجة التظاهرات في لبنان وتحويلها إلى حرب داخلية، مشيرا الى ان ثمة من يريد تغيير مسار التظاهرات في لبنان والعراق. وقال الرئيس الإيراني في تصريح صحفي، اليوم الخميس، إن اعتبار الولايات المتحدة دولة صديقة خطأ استراتيجي، معربا عن أسفه "لمد بعض الدول يد الصداقة نحو إسرائيل".

ترامب-اردوغان: اما دوليا، فأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه عقد "اجتماعا رائعا وإيجابيا للغاية" مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض. وأضاف في مؤتمر صحفي مع أردوغان أنه يأمل أن تتمكن البلدان من حل خلافاتهما بشأن شراء أنقرة منظومة صواريخ (إس-400) الروسية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o