مـن يقــــف خلف التظاهــــرات "اللقيطـــة"...ولأي هـدف؟
عون: أحد لم يتجرأ على القيام بما فعلنا وسلامة: تعميم الغد يخفف الضغط
اعادة افتتاح معبر البو كمال الحدودي..وايران: تدمير اسرائيل امر ممكن
المركزية- نادراً ما عرف لبنان مشهداً مماثلا لاجتياح العاصفة الشعبية الشارع، على غرار ما جرى امس في استعادة لبعض "الانتفاضات" الاجتماعية. ليست الندرة لكون التظاهرات الشعبية جديدة على لبنان الذي تآلف وهذا المشهد لكثرة الازمات التي تعصف فيه، لكن الجديد ان تظاهرات الامس "اللقيطة" التي تخللها قطع طرق في اكثر من منطقة وكر وفر بين المحتشدين وعناصر الامن، مجهولة الهوية ومنزوعة المسؤولية غير ممهورة بأي توقيع.
مشهد غلبت عليه التساؤلات عمن يقف خلفه ومن يحركه ومن يوقظ كل ذي مطلب مزمن ويشعل شرارة الشارع ليستخدمه في ابعاد سياسية توظيفية لهذه الفورة في توقيت سياسي اقتصادي بالغ الحساسية ومخاوف متعاظمة من استهداف اكثر من جهة ما زالت حتى اليوم تسهم في تحصين استقرار لبنان على اكثر من مستوى، لا سيما المالي. وما يرفع منسوب القلق ايضا ان "بروفا" الشارع امس جاءت متلازمة مع حملة مركزّة من الشائعات على القطاع المصرفي وحاكم "المركزي" رياض سلامة الذي يستعد لاصدار تعميم لتنظيم توفير الدولار للمصارف بالسعر الرسمي المعلن من المصرف المركزي لتأمين استيراد البنزين والأدوية والطحين ضمن آلية محددة.
الحاكم في بعبدا: وغداة التظاهرات وعشية التعميم، سجلت سلسلة اتصالات ولقاءات مصرفية مالية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا. فاستقبل حاكم مصرف لبنان الذي اعلن أن البنك المركزي "يؤمّن حاجات القطاعين العام والخاص بالعملات الأجنبية، وسيستمر في ذلك وفقاً للأسعار الثابتة التي يعلن عنها المصرف المركزي من دون تغيير". وقال بعد اللقاء "تداولت مع فخامة الرئيس في الوضع النقدي في ضوء التطورات الاخيرة"، مضيفا "سيصدر غداً عن مصرف لبنان تعميم ينظم توفير الدولار للمصارف بالسعر الرسمي المعلن عنه من المصرف المركزي لتأمين استيراد البنزين والأدوية والطحين ضمن آلية سيرد شرحها في التعميم، مع التشديد على أن علاقة مصرف لبنان هي مع المصارف فقط، وهو لا يتعاطى مع المستوردين مباشرة." وتابع "مصرف لبنان سيتابع تحفيز التمويل للقطاعات المنتجة والسكن، وكان أعلن منذ أسبوع عن تحفيزات جديدة لقطاعات الصناعة". ورداً على سؤال قال الحاكم سلامة: لا يتعاطى مصرف لبنان تاريخياً بالعملة الورقية، ولن يتعاطى بها حالياً أو مستقبلياً لاعتبارات عدة. إلا أن التعميم الذي سيصدر غداً سيخفف حكماً الضغط على طلب الدولار لدى الصيارفة.
صفير: وللغاية ذاتها، زار رئيس جمعية المصارف سليم صفير قصر بعبدا حيث عرض مع الرئيس عون الواقع المالي والاقتصادي في البلاد، وأوضاع المصارف اللبنانية. وليس بعيدا، اشارت معلومات متقاطعة الى أنّ غداً سيبدأ الانفراج الفعلي في أزمة المصارف والدولار.
شائعات ضد العهد: وسط هذه الاجواء، اعتبرت بعبدا أن هناك شائعات تضخ ضد العهد وكشفت اوساطُها ان العمل جار على معرفة مصدرها. في المقابل، وفي حين تداول عدد من المواقع الالكترونية معلومات منسوبة الى مصادر مقربة من قصر بعبدا جاء فيها "ان حل الازمة الراهنة يكون باستقالة الحكومة"، أكد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ان هذه المعلومات لا اساس لها من الصحة، ولا سيما أن رئيس الجمهورية اكد اكثر من مرة دور الحكومة في المرحلة الراهنة وضرورة تفعيلها. كذلك نفى ما ورد في وسائل الاعلام عن مداولات تتعلق بلقاء الرئيس عون مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في نيويورك يوم الاثنين الماضي، لا سيما في ما يتعلق بما نسب الى رئيس الجمهورية عن العلاقة مع دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري"، خاتمة "مثل هذه الاخبار وغيرها، تندرج في سياق الشائعات التي تكاثرت في الآونة الاخيرة والتي تكذبها الحقائق الثابتة التي لا يمكن اخفاؤها".
عون والجرأة: الى ذلك، اكد رئيس الجمهورية امام وفد "اميركان تاسك فورس فور ليبانون" الذي زاره في بعبدا ان لبنان يقوم بالعديد من الاجراءات الاقتصادية بدءا من العمل على اقرار موازنة تقشف للسنة الحالية والسنة المقبلة، وفرض ضرائب على الاستيراد بالاضافة الى محاربة الفساد واطلاق الاصلاح في القطاعات المختلفة، معتبرا "ان ما نقوم به اليوم لم يكن احد ليجرؤ على القيام به من قبل". وشدد على ان لبنان ينظر الى الولايات المتحدة كصديق وهو لذلك يتطلع الى المزيد من دعمها على الصعد المختلفة.
مجلس وزراء غدا: في غضون ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة في الرابعة عصر غد في السراي لمتابعة درس مشروع موازنة العام 2020، برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي شارك اليوم في جنازة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في باريس الى جانب عدد كبير من رؤساء الدول على ان يعود الى بيروت مساء.
حاصباني: وفي السياق، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني ان الحكومة تعمل بجهد كبير لتحقق الاصلاحات المطلوبة لمواجهة الأزمة، والتركيز على الخطوات العملية والآنية التي من شأنها ان تعيد الثقة الدولية والمحلية بلبنان وتفتح الباب امام استثمارات تحقق النمو المطلوب بدعم من أصدقاء وحلفاء لبنان. وفي كلمة خلال مأدبة العشاء التي اقامها البنك الأوروبي عشية انعقاد مؤتمره في بيروت حول منطقة المتوسط، قال حاصباني على رغم الصعوبات التي نواجهها جراء النزوح وازمات المنطقة، لا يزال لبنان يتمتع بالاستقرار...وبعد وضع خطة الاستثمار الرأسمالي التي عرضت في مؤتمر "سيدر"، نعمل اليوم على إطلاق خطة لتحقيق اهداف التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ والتي تشكل اطارا عمليا للتخطيط للحكومات المتعاقبة، وترتبط مباشرة بأولويات الاستثمار كي يكون مستداما من الناحية البيئية والمالية والاقتصادية.
جنبلاط: من جانبه، غرّد رئيس الحزب "التقدّمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عبر "تويتر" قائلاً: "في مواجهة الغضب الشعبي المشروع وفي انتظار تدابير حكومية جدّية في ضبط الحدود والتهرّب الضريبي وإقرار الضريبة التصاعدية الموحّدة والحدّ من امتيازات الطبقة الحاكمة وتسكير السفارات المنتشرة دون جدوى والإفادة من الاملاك البحرية وضبط الفساد جدّياً واعتماد مناقصات شفافة لردع الرأسمال المشبوه". وأضاف "أقترح ان يفرض على المتعهدين نسبة 50 بالمئة من عمالة لبنانية بأجر يفوق اجور الاجانب في مجالات البناء وورش الصيانة لوزارة الاشغال وغيرها لاستيعاب البطالة وخلق ورش مهنية مناطقية في كل المجالات. لقد قمت بتجربة متواضعة على المستوى الشخصي على مدى اشهر واستوعبت ثمانين عاملاً تقريبا". وتابع "قلت انها تجربة شخصية ممكن تعميمها وليس من مشكل على كبار المتعهدين في كافة القطاعات ان يعطوا الاولوية للعامل اللبناني ويخسروا شيئا من ارباحهم الطائلة في انتظار حلول cedre التي اعتبرها وهمية وبعيداً من نظريات النمو الكاذبة والواهية. ولا بدّ من العودة الى التجنيد الاجباري لترسيخ الوطنية".
سلامي: اقليميا، اعتبر قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي ان تدمير اسرائيل أمر ممكن مشيرا الى ان ذلك "لم يعد حلما بل هدفا يمكن تحقيقه". وقال "لقد وفرنا في الخطوة الثانية للثورة الاسلامية إمكانية تدمير الكيان الصهيوني المزيف، ولا بد في الخطوة الثانية من محو هذا الكيان المقيت من جغرافيا العالم وهو أمر لم يعد حلما بل هدفا يمكن تحقيقه"، كما نقل عنه الموقع الرسمي للحرس الثوري ووكالة فارس للانباء.
افتتاح "البوكمال": في مجال آخر، افتتح اليوم معبر "البوكمال" الحدودي بين سوريا والعراق، لتتم من خلاله عملية عبور البضائع والأشخاص، وذلك بعد إتمام جميع التجهيزات من الجانبين العراقي والسوري، بعد توقف
دام سنوات بسبب اعتداءات تنظيم داعش المتكررة ، وأفادت وكالة "سانا" السورية ان الجهات المعنية أنهت في وقت سابق التجهيزات والترتيبات اللازمة لاعادة افتتاح المعبر الواقع في دير الزور الشرقي. وسيصبح مركز البوكمال/ القائم الحدودي بين سوريا والعراق، وهو المعبر الاهم بين 3 معابر اساسية بوابة العبور الرئيسية بين البلدين.