طهران تهـدد واشـنطن بإشعال مصالحها في المنطقة وموفد بريطاني يزورهــا غدا
عودة ساترفيلد معلقة على حبال الخلافات الاسرائيلية وجلستان حكوميتان الاسبوع المقبل
صفير رئيســا لجمعية المصــارف بالتزكية ونيابة الرئاســـة بين القصار وازهري
المركزية- لليوم الثالث على التوالي، بقيت الانظار مشدودة في الاتجاه الاقليمي- الدولي جراء الكباش الاميركي- الايراني المستعر، ولئن باتت المعطيات المحيطة بالحدث الاساس وتداعياته، تشي بأن الرد الاميركي لن يتعدى الاطار "الحديدي" على غرار ما فعلت واشنطن وبعض الحلفاء العام الماضي ردا على الهجمات الكيميائية المفترضة في دوما في الغوطة الشرقية، حينما استهدفت ضربات جوية أمريكية- بريطانية- فرنسية مواقع عسكرية في سوريا، لمعاقبة نظام الرئيس بشار الأسد المتهم بشن هجوم كيميائي ضد مدنيين، الا اذا تدحرجت الاوضاع خلافا لرغبة اللاعبين بالنار، فآنذاك يصبح متعذرا سحب كستناء اوراق ضغط ما قبل المفاوضات من الشواء الاقليمي.
رصاصة ستُشعل المنطقة: فقد واصلت طهران تشديد لهجتها تجاه الولايات المتحدة، حيث حذّر الجيش الإيراني، واشنطن من ان اي هجوم على اراضي البلاد ستكون له عواقب مدمّرة للمصالح الأميركية في المنطقة. وقال العميد ابو الفضل شكارجي، الناطق باسم هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، في مقابلة مع وكالة "تسنيم"، ان "إطلاق رصاصة واحدة باتجاه إيران سيُشعل مصالح اميركا وحلفائها في المنطقة...وإذا قام العدو، خصوصا الولايات المتحدة وحلفاؤها بخطأ إطلاق النار، فإن مصالحها ستشتعل". كذلك، اعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، "انها سترد بقوة على اي تهديد اميركي ضدها"، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي "لن نسمح بأي انتهاك لحدود إيران"، وفق ما اوردت وكالة "رويترز" نقلا عن "تسنيم" الإيرانية، "فإيران ستواجه بحزم اي عدوان او تهديد اميركي".
تعليق رحلات: وعلى رغم تأكيد ايران ان "مجالها الجوي آمن ومفتوح امام جميع رحلات شركات الطيران"، واصلت شركات طيران عدة تغيير مسار طائراتها بعد إسقاط إيران طائرة الاستطلاع الأميركية. فأكدت شركة طيران الاتحاد تعليق رحلاتها في المجال الجوي الإيراني فوق مضيق هرمز وخليج عمان. كذلك، وجّهت الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات، المشغّلين الجويين المسجلين في الدولة، إلى اتّخاذ التدابير اللازمة، نظراً للأوضاع الراهنة في المنطقة، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام"، واوضحت الهيئة ان التوجيه "يأتي كإجراء احترازي، نظراً للأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة، وحرصا منها على امن الطيران وسلامته".
مذكرة احتجاج: الى ذلك، استدعت الخارجية الإيرانية، القائم بالأعمال الإماراتي لديها، وسلّمته مذكرة احتجاج على انطلاق طائرة أميركية مسيّرة من الأراضي الإماراتية. وأعربت في مذكرتها عن "رفضها تقديم أي تسهيلات للقوات الأميركية في المنطقة لانتهاك الحدود الجوية والبرية والبحرية الإيرانية". وأكدت ضرورة عدم "تنصل الإمارات من مسؤوليتها تجاه استخدام أراضيها لانتهاك الأجواء الإيرانية".
موفد بريطاني: ووسط التطورات المتسارعة، مواقف وحراكاً، على وقع التصعيد بين واشنطن وطهران، تحركت عجلة الوساطات منعا لاي اندفاعة غير محسوبة النتائج نحو الحرب. فبعد زيارة الموفد الفرنسي لطهران الاربعاء الماضي حيث اجرى محادثات رفيعة المستوى بهدف الإسهام في الجهود الرامية إلى خفض التوتر، اعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط سيزور إيران غداً. ولفتت في بيان الى "ان وزير الدولة سيعبّر عن مخاوف بريطانيا والمخاوف الدولية إزاء سلوك إيران في المنطقة وتهديدها بالكف عن الالتزام بالاتفاق النووي".
العودة والآلية: داخليا، استمر الجمود السياسي مسيطرا في غياب رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يعود نهاية الاسبوع، باستثناء الزخم الذي يطبع عمل لجنة المال في مناقشة الموازنة، حيث ستعقد جلسات يومية متتالية بما فيها ايام الاحاد، كما اعلن رئيسها النائب ابرهيم كنعان، من اجل انهاء دراسة الموازنة نهاية الجاري، في انتظار اعادة تحريك العجلة مطلع الاسبوع وتحديد موعد جلسة لمجلس الوزراء او جلستين على الارجح وفق معلومات "المركزية" قد تعقدان الثلثاء والخميس غير معروف بعد ما اذا كانت التعيينات ستدرج على جدول اعمالهما، علما ان الوزير سليم جريصاتي يتحرك على هذا الخط، كما تردد. وفي السياق قالت وزيرة التنمية الادارية مي شدياق لـ"المركزية": "لم نتبلغ أي شيء رسمي حول الموضوع، لكن تبدو تعيينات المجلس الدستوري على نار حامية، وله الأفضلية على سائر التعيينات. واكدت اننا مصممون على اعتماد آلية تعيينات كي تكون بعيدة من الاستنسابية والمحاصصة وتعيين الشخص الكفوء في المكان المناسب ، خاصة ان في وزارة التنمية الادارية آلية، اعتُمِدت في نحو 70 في المئة من تعيينات الفئة الاولى، واستبعدت في الحكومة الماضية فقط".
اضراب اللبنانية مستمر: وليس بعيدا من الموازنة وارهاصاتها، صوّت مجلس المندوبين في الجامعة اللبنانية خلال اجتماع الهيئة التنفيذية على نقض قرار تعليق الإضراب في الجامعة بنسبة تخطّت الـ٨٣ وهو العدد المطلوب من الأصوات الذي ينقض القرار، ما يعني العودة الى الاضراب.واتت النتيجة كالاتي "94 صوتاً مع نقض قرار تعليق الإضراب و46 ضدّ نقضه وورقة بيضاء مع إلغاء ورقتين". وتبعا لذلك، اعلن رئيس الهيئة التنفيذية في الجامعة اللبنانية الدكتور يوسف ضاهر العودة إلى الإضراب، وقال "لا تعليم يوم الإثنين".
باسيل في رأس بعلبك: في الاثناء، واصل وزير الخارجية جبران باسيل برنامج جولاته الاسبوعي على المناطق فحطّ اليوم في البقاع الشمال، حيث جال في قرى ومناطق قضاء بعلبك-الهرمل بدءا من رأس بعلبك مفتتحاً مكتب هيئة القضاء في البلدة. والقى كلمة في المناسبة قال فيها"نحنا انبثقنا من الجيش وهناك مسيرة نضال مشتركة من رئيسنا الى الجميع وجميعنا تطوعنا وخدمنا في الجيش في مختلف المراحل، فنحن ابناء هذه المؤسسة واليوم نقف مع قيادتها بالاصلاح الذي تقوم به في المؤسسة"، مشيراً الى "ان الذين يشوّهون الحقيقة يمرّون مرور الكرام، وتاريخهم بعيد من الجيش ولا يستطيعون افتعال المشاكل بيننا وبين الجيش ولا يحق لهم ان يزايدوا ولا احد يستطيع ان يفصل بين "التيار الوطني الحر" والجيش، لأن هذا واجبه".وشدد باسيل على ان "الاصلاح يجب ان يبدأ بالفاسد وكل المجتمع يشارك عندها، ومن بذل حياته في سبيل الوطن لن يبخل بالماديات".
الحريري...دكتوراً: في مجال آخر، علمت "المركزية" ان وفدا من الرهبانية اللبنانية المارونية برئاسة الاباتي نعمة الله الهاشم، زار بيت الوسط اخيرا، وأبلغ رئيس الحكومة سعد الحريري قرار جامعة الروح القدس -الكسليك منحه دكتوراه فخرية، وتم الاتفاق على تنظيم الحدث يوم الخميس المقبل في قاعة يوحنا بولس الثاني في حرم الجامعة، على ان يحضر الاحتفال حشد من الشخصيات الرسمية والاكاديمية.
انتخابات المصارف: على خط آخر، ومع انتهاء مهلة تقديم الترشيحات لانتخابات مجلس ادارة جمعية المصارف في الاولى ظهرا، بات رئيس مجلس ادارة بنك بيروت سليم صفير بحكم الرئيس المستقبلي للجمعية ،في ضوء عدم ترشح اسماء اخرى للانتخابات المحددة في 29 الجاري، وتاليا فوزه بالتزكية، بعدما تم التوافق على شخصه في اجتماع مجلس الادارة الثلثاء الماضي. وقد ابلغ رئيس الجمعية جوزيف طربيه القرار لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الاثر. اما مجلس ادارة الجمعية، وعلى رغم التمني بانسحاب التزكية على المجلس الحالي ايضا، تبقى الاتجاهات غير محسومة ولو ان الجميع يفضل عدم احداث اي خضة في القطاع في الظروف الراهنة، فيما يتراوح مركز نيابة المجلس بين نديم القصار، رئيس مجلس ادارة "BLC" وسعد أزهري رئيس مجلس ادارة بنك لبنان والمهجر، في انتظار اما التوافق على احدهما او طرح الامر على التصويت.
وتؤكد اوساط مصرفية لـ"المركزية" ان التوافق على صفير ما هو الا نتاج نجاحات متتالية على الصعيدين الداخلي والدولي، ملأت سجل عمله المصرفي على مدى نصف قرن ورفعته الى مرتبة "الرئاسة". هذه النجاحات لا بد الا ان تنعكس على مسيرته المتجددة في رئاسة الجمعية.
عودة ساترفيلد: وسط هذه الاجواء، وفيما لم يعد مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد الى بيروت كما كان متوقعا ، افادت مصادر مطلعة " المركزية" ان سبب عدم عودته يكمن في انه لم ينحرز اي تقدم في وساطته بسبب الخلافات الاسرائيلية الداخلية بعيد استقالة حكومة بنيامين نتنياهو وعشية الانتخابات المقبلة، علما ان فريقا اسرائيليا واسعا يؤيد تسريع اطلاق المفاوضات مع لبنان خلال شهر. وفي السياق، يزور بيروت مطلع الأسبوع المقبل وفد من مركز ابحاث اميركي يضم مجموعة من أعضاء الكونغرس والدبلوماسيين الأميركيين السابقين متابعة للقضية السورية بهدف مناقشة التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة والاطلاع على الموقف اللبناني. وفي جدول اعماله لقاءات مع كبار المسؤولين.
محطات ثلاث: مجمل هذا المشهد، الى جانب المصير الذي ستؤول اليه اوضاع المنطقة، يفترض ان يتبلور في ضوء نتائج ثلاث محطات الاسبوع المقبل، لقاء الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على هامش اجتماع مجموعة العشرين في أوساكا في اليابان في 28 و29 الجاري، الاجتماع الامني الثنائي في القدس الغربية، في 24 الجاري بين رئيس مكتب الأمن القومي الأميركي جون بولتن ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، قبل ان يتحول ثلاثيا بانضمام مدير المكتب القومي الإسرائيلي مئير بن شبات في اليوم التالي. اما ثالث المحطات في 25 و26 الجاري، في البحرين حيث تعقد القمة الاقتصادية التي تعتبر بداية لترتيبات سياسية قادمة في المنطقة، تتصل بصفقة القرن وما يختص بالقضية المحورية العربية الفلسطينية.