التلوّث يسهم في وفاة الالاف من غير المدخنين بسرطان الرئة
المركزية- حذّر خبراء من أنّ سرطان الرئة آخذ في الازدياد لدى من لم يدخّنوا أبداً، بسبب التعرّض المتزايد للهواء السام، لكنّ الأطباء والسياسيون لا يدركون حجم تلك المشكلة.
ووفقاً لإحدى الدراسات، يقضي ستة آلاف شخص سنوياً في المملكة المتحدة بسبب سرطان الرئة، على الرغم من أنهم لم يدخنوا أبداً، أو لم يجرّبوا سوى عدد ضئيل من السجائر (أقل من 100 سيجارة في حياتهم كلها).
ويجعل ذلك الأمر سرطان الرئة في صفوف غير المدخنين وحدهم، ثامن أكبر أسباب الوفاة المرتبطة بالسرطان في البلاد، يليه سرطانات الدم والغدد الليمفاوية وعنق الرحم.
في المقابل، يفيد خبراء الطب أنّ الارتباط القوي بين التدخين وسرطان الرئة قد أحدث نوعاً من الوصمة المرتبطة بالمرض، وأضر بمن لا يدخنون وقلّص البحث عن أسباب أخرى له.
وفي ذلك السياق، أوضح البروفيسور بول كوسفورد، مدير حماية الصحة في هيئة "الصحة العامة في إنجلترا" وكبير مؤلفي البحث المنشور في "مجلة الجمعية الملكيّة للطب"، أنّه "لفترة طويلة جداً كان سرطان الرئة يُعتبر مرضاً متصلاً مع التدخين فحسب".
وأضاف، "يبقى ذلك ارتباطاً مهمّاً، ولكن كما يوضح ذلك البحث، إنّ حجم التحدّي يعني وجود حاجة إلى رفع مستوى الوعي، بالتعاون مع الأطباء وصانعي السياسات، بشأن عوامل الخطر الأخرى، بما في ذلك تلوّث الهواء داخل البيوت وخارجها".
لذا، نشرت "هيئة الصحة العامة في إنجلترا" توجيهات إرشاديّة للمجالس المختلفة عن تحسين نوعيّة الهواء عِبْرَ اختصار مدة انتظار الأهل أولادهم بالقرب من بوابات المدارس، والتشجيع على ركوب أشخاص عدّة في سيارة واحدة.
فيما يُعتَبَر أنّ التدخين هو العامل المُفرَد الأكبر المتّصل بأسلوب الحياة الذي يؤثّر على سرطان الرئة، لأنه يتسبّب بحوالي 86 في المائة من الحالات، إلا أنّ التلوّث ودخان مواقد الفحم، والتدخين غير المباشر يرتبطون بتطوّر ذلك المرض.
وأشار مؤلّفو البحث إلى أنّ النساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، حتى لو كُنَّ من غير المُدَخّنات.
غالبًا ما يكون السؤال عن التدخين هو أول ما يطرحه الأطباء على المرضى الذين يعانون من أعراض يمكن أن تكون إنذاراً مبكراً عن السرطان، لكن عدم التدخين قد يعطي تطميناً خاطئاً ويرسل الأشخاص إلى طريق خاطئ.
وأوضح المؤلف المشارك، البروفسور ميك بيك من "مستشفيات كليّة لندن الجامعيّة" أنه "على الرغم من التقدّم الذي حقّقناه في فهم ذلك المرض، إلا أنّ معظم الأشخاص الذين لم يدخنوا أبداً لا يعتقدون أنهم معرّضون للخطر، وغالباً ما يتأخّرون في التشخيص، ما يقلّل من فرص تلقيهم العلاج اللازم".
وتابع، "لطالما كانت الوصمة المرتبطة بالتدخين هي العامل الرئيسي وراء قلّة الاهتمام بسرطان الرئة، وعدم التعمّق في معارفه، وإجراء مزيد من البحوث عنه. وبالتالي، من نواحٍ كثيرة، فإنّ غير المدخنين الذين يصابون بسرطان الرئة، هم قليلو الحظ".