أجندة الاسبوع الطالع حافلة سياسيا ومؤسساتيا..فهل تحمل الحركة البَرَكة المطلوبة؟!
سفر الرؤساء لا يسرق الضوء من الكهرباء: اللجنة تجتمع على وقع اشتباك قواتي-برتقالي
تنسيق بين "المستقبل" وريفي استعدادا لـ"الفرعية"..اردوغان يصعّد سوريّاً..والبابا في المغرب
المركزية- فيما يخرج رئيس الحكومة سعد الحريري تدريجيا من فترة النقاهة بعد خضوعه لعملية "جراحية" في القلب، تستعيد البلاد بدورها الاسبوع المقبل نشاطها السياسي – المؤسساتي. غير ان المطلوب ليس اجتماعات للاجتماعات، ومن الضروري ان تكون هذه "الحركة" العائدة، فيها "بركة" إصلاحا وكهرباء وموازنة. والحال ان استعادة الدولة "عافيتها"، ستحتاج هي الأُخرى، الى عملية جراحية دقيقة باتت أكثر من ملحّة، في ظل حراجة وضعها ودقّته، والذي حمل البنك الدولي الى دق جرس إنذار، داعيا المسؤولين الى مضاعفة الجهود لأن أداءهم، حتى الساعة، لا يرتقي الى المستوى الذي يفرضه الواقع اللبناني الهش.
عون في تونس: وفي انتظار تحديد موعد جلستين منتظرتين للجنة الوزارية المكلفة درس خطة الكهرباء، ولمجلس الوزراء، تتجه الانظار الى تونس التي وصلها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم مترئسا وفد لبنان الى مؤتمر القمة العربية في دورته الثلاثين. وفي وقت من المقرر ان يلقي الرئيس عون كلمة لبنان في القمة التي تبدأ اعمالها الساعة العاشرة قبل ظهر الاحد بتوقيت تونس (الحادية عشرة بتوقيت بيروت)، كما يلتقي على هامشها عددا من رؤساء الوفود المشاركين في القمة، تقول مصادر مطلعة لـ"المركزية" إن ملفات النزوح السوري، والسلام في الشرق الاوسط بعد قرار "أسرلة" الجولان، وصولا الى التطورات في سوريا والعراق واليمن حيث سيشدد على اهمية الحل السياسي للنزاعات، ستكون كلّها حاضرة في كلمة ولقاءات الرئيس عون.
دعم للجولان وشبعا: وفي السياق، غرد وزير الخارجية جبران باسيل قائلا "لبنان يقترح والعرب يوافقون: رفض القرار الاميركي حول الجولان واعتباره باطلاً وانتهاكاً لميثاق الامم المتحدة بالاستيلاء على اراضي الغير بالقوة. كذلك الدعم العربي لحق سوريا في استعادة الجولان المحتل وللبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر وحق لبنان باسترجاعها".
بري الى العراق: وفي موازاة وجود الرئيس عون في تونس، سيكون رئيس مجلس النواب نبيه بري، على رأس وفد برلماني، في العراق الذي يتوجه اليه خلال ساعات في اطار زيارة رسمية تستمر حتى 5 نيسان، قبل ان ينتقل منه الى قطر للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الذي يعقد في الدوحة من 6 الى 10 نيسان المقبل. ومن المتوقّع، وفق المصادر، ان تحضر القضايا نفسها الواردة على اجندة الرئيس عون، في جولة رئيس المجلس.
لجنة الكهرباء: على اي حال، لن تسرق هذه السفرات الاضواء من سلسلة محطات هامّة مُنتظرة الاسبوع الطالع، لعلّ أبرزها اجتماع لجنة الكهرباء. فرئيس الجمهورية يصرّ، وفق ما تقول مصادر وزارية لـ"المركزية"، على ان يكون الاجتماع العتيد، الاخير. فتنتهي اللجنة من درس الخطة التي وضعتها وزيرة الطاقة ندى البستاني، وتسجّل ملاحظاتها عليها، قبل ان تحيلها الى مجلس الوزراء مجددا، لإقرارها.
أجواء مكهربة؟: وفي السياق، تقول المصادر ان التوجّه الغالب هو لاعتماد اللجنة الخطة مع بعض التعديلات الطفيفة التي لا تطاول جوهرها، الا انها تشير الى ان الأجواء الـ"مُكهربة" بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بفعل تمسّك الاخيرة بمعالجة مشكلة الهدر وبتحسين الجباية وبتعيين هيئة ناظمة للكهرباء قبل اي زيادة في الانتاج، سترخي بظلالها السلبية على الاجتماع المرتقب.. والسؤال الذي يفرض نفسه هو هل سيتم تجاوز التحفظات القواتية وإقرار الخطة ولو من دون موافقتها؟
نكد "القوات"!: وفي السياق، أكد عضو تكتل لبنان القوي النائب أسعد درغام لـ "المركزية" أن "القوات فريق حاضر في الحكومة وممثل في لجنة الكهرباء، ولهم الحق في إبداء رأيهم"، مشددا في الوقت نفسه على أن "لا يجوز أن يعلق مصير اللبنانيين وحل ملف الكهرباء على اعتراض معين. وإذا وافقت الحكومة على الخطة، ستقر وإن عارضت القوات". واعتبر أن "موقف القوات لا يستند إلى أي واقع علمي، وهو يندرج في خانة "النكد السياسي" الذي لا يقود إلى أي مكان"، مشددا على أن "الخطة التي نقدمها سريعة. فهل لديهم البديل"؟
رفض المؤقت: في المقابل، قال عضو "الجمهورية القوية" النائب فادي سعد لـ"المركزية" إن "القوات" "لن تقبل بأجزاء الخطة التي تحمل في طياتها فسادا"، مضيفاً "نحن غير موافقين على موضوع البواخر والطاقة المؤقتة، لأن المؤقت في لبنان يصبح دائماً". الى ذلك، لفت الى ان "لا نطلب في "التعيينات" شيئا سوى احترام الآلية التي أقرّت عام 2010، بعيدا من المحسوبيات، مؤكداً "أن "القوات" ستكون بالمرصاد لممارسات كهذه.
السجال مستمر: وكان الاشتباك توالى فصولا بين الحزبين المسيحيين. فغرد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب وهبة قاطيشا عبر "تويتر" قائلاً: "إلى الرفاق في التيار، خبران سيئان: نحنا ما رح ننعس وإنتو ما رح تصحوا". وأتى موقفه ردا على تغريدة للنائب في "لبنان القوي" نقولا الصحناوي قال فيها "ما بينعسوا حراس العتمة".
ماذا عن الموازنة؟: والى ملف الكهرباء الذي سيفرض نفسه على مجلس الوزراء، والذي يصرّ المجتمع الدولي على معالجته لكونه أبرز أسباب ترهّل الخزينة، تقول مصادر مراقبة لـ"المركزية" ان من الضروري ايضا ان تباشر الحكومة درس مشروع الموازنة الذي بات جاهزا في وزارة المال ويتضمّن "تخفيضات" هدفها تقليص العجز. ففيما النصائح تتوالى بضرورة اقرارها لإثبات جدية الدولة في الاصلاح، وفي حين يؤكد الرؤساء عون وبري والحريري اصرارهم على احالتها في اسرع وقت الى مجلس النواب، تلفت المصادر الى ان ترجمة هذا الموقف تكون بالبدء بمناقشتها اليوم، قبل الغد، في مجلس الوزراء.. فهل يحصل ذلك؟
المستقبل وريفي: على صعيد آخر، وبعد ان اكتملت صورة الترشيحات الى الانتخابات الفرعية في طرابلس، سجل اليوم تنسيق بين المستقبل واللواء اشرف ريفي، حيث استقبل الاخير أمين عام التيار الازرق أحمد الحريري في مكتبه في عاصمة الشمال. كما انضمت للاجتماع المرشحة ديما جمالي. وبعد اللقاء غرّد ريفي عبر "تويتر": "أتوجه إليكم أهلي بأن تشاركوا في هذا الإستحقاق كما لو كنتُ أنا المرشح للمقعد النيابي. وليكُن يوم 14 نيسان يوم طرابلس الأبية".
اردوغان يصعّد: اقليميا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ان تركيا ستحل الأزمة بسوريا "في الميدان" بعد الانتخابات المحلية المقررة غدا والتي يسعى فيها لحشد الدعم لحزبه العدالة والتنمية. وقال أردوغان لأنصاره في أول مؤتمر انتخابي من ستة مؤتمرات مقررة في اسطنبول "أول ما سنفعله بعد الانتخابات هو أن نحل مسألة سوريا في الميدان إن أمكن وليس على الطاولة". وكانت تركيا نفذت عمليتين عبر الحدود ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا وحذرت من أنها ستنفذ المزيد إذا استمرت التهديدات على حدودها.
مسيرة العودة: من جهة ثانية، أحيا الفلسطينيون في الارضي المحتلة الذكرى الـ34 لـ"يوم الارض" في مسيرات "العودة" التي تصدت لها القوات الاسرائيلية، حيث أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني عن مقتل فلسطينيين اثنين وإصابة 209 بنيران الجيش الإسرائيلي من بينهم 24 بالرصاص الحي.
البابا في المغرب: على خط آخر، بدأ البابا فرنسيس زيارة رسمية إلى المغرب تستمر يومين، بدعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس. وجاء في بيان نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء أن "هذا اللقاء التاريخي سيساهم في إشاعة قيم الأخوة والسلم والتسامح بين الشعوب والأمم، وتعزيز الحوار والتفاهم والتعايش بين الديانات". وفي رسالة مصورّة إلى الشعب المغربي، قال البابا إنه يقوم بالزيارة "كحاج للسلام والأخوة في عالم ما أحوجه لهذه القيم". وأضاف أن على كل من المسيحيين والمسلمين أن يحترموا تنوع الآخر ويساعدوا بعضهم. وتعد زيارة البابا فرنسيس إلى المغرب الأولى له إلى البلاد، وستكون أيضاً أول زيارة يقوم بها حبر أعظم إلى المملكة منذ عام 1985.