جريصاتي يستوضح اسباب العتب الفرنسي وتأخير زيارة ماكرون لبيروت
استبعاد الغريب عن بروكسل يتفاعل حكوميا وبري يحدد موعدا لبومبيو
اسـرائيل تكشف عن وحدة سرية لحزب الله في الجولان لاستهدافهــا
المركزية- فيما تنتقل الاهتمامات اللبنانية اعتبارا من الغد الى مؤتمر بروكسل للنازحين الذي ما زالت خلافات تشكيل وفده تجرجر ذيولها، تنشغل الاوساط السياسية في التنقيب عن الموقف الفرنسي في ضوء ما تردد عن عتب وزعل، جراء ما لمسه الموفد بيار دوكان من "دلع لبناني" ،على ما نقلت اوساط دبلوماسية فرنسية، في كيفية تعاطي لبنان مع اصلاحات المؤتمر والتمني بتحويل قروض الدول المانحة الى مساعدات. فقد افادت مصادر مطّلعة "المركزية" ان وزير شؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي الموجود في باريس في اطار التحضيرات لإنشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار"، يعقد على الهامش اجتماعات مع كبار المستشارين في الاليزيه للاطلاع عن كثب على حقيقة موقف فرنسا في هذا الشأن، واسباب انكفاء كبار المسؤولين الفرنسيين عن زيارة لبنان، بعدما كان متوقعا ان يزوره وزير الخارجية جان ايف لو دريان تحضيرا لزيارة الرئيس ايمانويل ماكرون في شباط الماضي.
في بروكسل: من جهته، يستعد الرئيس سعد الحريري لالقاء كلمة لبنان في مؤتمر بروكسل غدا حيث يجري محادثات مع ممثلي الدول المشاركة سيكون هدفها حثّها على دعم المجتمع المضيف من جهة والاسراع في عملية اعادة النازحين "الآمنة" الى سوريا، من جهة أخرى.
الديموقراطي واثارة الملف: ومع ان رئيس الحكومة حاول امس نزع فتيل اي مواجهة في شأن طبيعة الوفد اللبناني الى بلجيكا وطلب عدم تسييس الملف، افادت مصادر الحزب الديموقراطي اللبناني "المركزية" بأنه عازم على اثارة القضية في مجلس الوزراء. وكان رئيسه، النائب طلال ارسلان غرد على "تويتر" قائلا "سمعنا بالأمس تصريح الرئيس الحريري بعد لقائه الرئيس عون في بعبدا وردّه حول مسألة استبعاد الوزير الغريب عن مؤتمر بروكسل، وهنا نقول له: المشكلة يا دولة الرئيس أننا نتمنى لك دائماً وفي كل محطاتك أن تمثل لبنان وليس فريقا سياسيا في لبنان.. قولاً وفعلاً". واضاف "أنت تريد التمثيل في الشكل ولا تبحث عن المضمون وهذه هي الطامة الكبرى ونحن لا نزعل منك بل نزعل عليك، خصوصاً ان لديك القدرة ولا تكلّف نفسك استخدامها لتجنيب البلد خضّات لم يعد يحتملها. لذلك يا دولة الرئيس تبريرك حول موضوع البيان الذي لم تقبله، ومن باب الصداقة نقولها لك عذرٌ أقبح من ذنب".
لا يريدون اعادتهم: وليس بعيدا، رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي ان المجتمع الدولي لا يريد عودة النازحين. وقال "هذا ما سمعناه في الخارج، لذلك انظروا الى مصلحة شعبكم ووطنكم دون ان نغرق في هذا المستنقع الذي يلوث المنطق السياسي والمصلحة السياسية". من جهة أخرى، اضاف "نحن على مسافة قريبة من الحدود وهناك ملف يحمله بكل مسؤولية الرئيس نبيه بري وهو ملف الحدود البحرية، والكل يعرف حركة الموفدين، وكل له جدول اعماله"، متسائلا عن جدول أعمال الوفد اللبناني. وتابع "هذا الملف سيادي وطني بامتياز عابر للمذاهب والطوائف والأحزاب والسجالات السياسية"، مؤكدا ان "الموقف الرسمي اللبناني يجب ان يكون منسجما واحدا موحدا ازاء حركة الموفدين الأجانب الذين يأتون الى لبنان".
بومبيو-بري: وليس بعيدا، كشف بزي خلال لقاء الاربعاء ان تم تحديد موعد لوزير خارجية أميركا مايك بومبيو للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري.
لقاء الاربعاء: وكان الاخير أكد في "اللقاء" "ان الاولوية والمعركة الأساسية اليوم هي إقرار الموازنة في مجلس الوزراء وإحالتها الى المجلس النيابي في اسرع وقت، معتبراً ان حسم هذا الإستحقاق هو اساس في الإصلاح المالي ومحاربة الهدر. ونقل النواب عن الرئيس بري انه سيدعو الى جلسة اسئلة واجوبة، مشيراً الى وجود 17 سؤالاً نيابياً موجهاً للحكومة حتى الان. وفي الحديث عن نتائج مباراة بعض الوظائف شدد الرئيس بري على ان الكفاءة يجب ان تكون المعيار، والكفاءة فقط. الى ذلك، نقل النواب عن الرئيس بري قوله "لو كان الرئيس سعد الحريري هنا لاتصلت به وعبّرت عن انزعاجي من التجديد في مجلس الوزراء لعقود موظفين متعاقدين عينوا
بشكل مخالف للقانون".
أمل وتفاؤل: على صعيد آخر، بقيت المصالحة بين الرئيس الحريري والوزير السابق أشرف ريفي التي ارخت ظلالا ايجابية في الساحة السنية في الواجهة. وفي أول تعليق له بعد لقائه الحريري في منزل الرئيس فؤاد السنيورة أمس، رأى ريفي في اللقاء "أملاً وتفاؤلاً كبيرين". وقال لـ"مستقبل ويب": "كان لقاؤنا ودياً في جو من الصراحة والمودة، واتفقنا على فتح صفحة جديدة نحتاجها لمواجهة التحديات والمخاطر المحيطة بالبلد". ودعا ريفي الجميع "لأن نكون يداً واحدة للدفاع عن لبنان والدستور والمؤسسات ولإنقاذ الوضع الاقتصادي، وغداً سيكون لي موقف مفصل واشكر الرئيس فؤاد السنيورة والوزير رشيد درباس على جهودهما فأهدافنا واحدة ونحن مستمرون بالنضال المشترك لتحقيقها".
وناجي يدرس خياراته: وبعيد المصالحة، تتجه الأنظار إلى المرشح الطاعن طه ناجي الذي يؤيده النائب فيصل كرامي، المصر على خوض الانتخابات، على رغم مروحة التأييد الواسعة لديما جمالي. وأوضح ناجي لـ "المركزية" أن "الأمور لا تزال عند ما كانت عليه، خصوصا أن باب الترشيحات يبقى مفتوحا حتى 29 آذار، وخياراتنا مفتوحة، ندرسها بالتشاور والتنسيق مع النائب كرامي ،معتبرا ان "الأهم يكمن في التعاطف الشعبي الكبير معنا بعد القرار المجحف في حقنا الذي اتخذه المجلس الدستوري، مشيرا إلى أن "أحدا لا ينكر أن المصالحة ستفتح حسابات جديدة. لكن هذا لا ينفي أن هناك مزاجا طرابلسيا معينا يجب التوقف عنده".
وشدد على أننا "لا نفكر بردات الفعل. لذلك فإن احتمال ترشحنا أو عزوفنا سيكون فعلا في ذاته، وليس موجها أو نكاية بأحد"، لافتا إلى "أننا لا نزال ندرس هذا الخيار بهدوء واتزان لاتخاذ القرار الذي نراه صائبا".
لتحرير القضاء: وسط هذه الاجواء، لفت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امام وفد الهيئة التنفيذية للمرشدية العامة للسجون خلال استقباله لاعضائها في قصر بعبدا، الى ان ملف السجون سيكون جزءا اساسيا من الملف القضائي الذي سيُبحث بكل تفاصيله وامتداداته خلال المؤتمر الذي سيعقد في القصر الجمهوري لعرض اوضاع القضاء تحت عنوان "نحو عدالة افضل". واشار الى ان ازمة السجون في لبنان مرتبطة بأداء السلطة القضائية وعمل المحاكم والنيابات العامة، واي مقاربة لهذه الازمة يفترض ان تتكامل مع معالجة الواقع القضائي في البلاد لانها جزء لا يتجزأ منه. وجدد عون التأكيد ان مسيرة مكافحة الفساد مستمرة، مؤكدا انه كي يكون العدل اساس الملك لا بد من العمل على تحقيق الاصلاح القضائي وتحرير القضاء من التبعية السياسية والتدخلات بالتزامن مع وقف التجاوزات ومخالفة القوانين.
الحزب في الجولان: من جهة أخرى، وفي جديد فصول المواجهة المستمرة بين تل ابيب وحزب الله، وبعد حديثه عن أنفاق تم تدميرها كان حفرها الاخير عند الحدود للتسلل الى الجليل، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أن حزب الله ينشط للتموضع في الجولان السوري من خلال إقامة "خلية للعمل ضد أهداف إسرائيلية"، وهي في مراحل إنشائها الأولية. وقال، على لسان المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي في بيان نشره على "تويتر"، إن "الجيش الإسرائيلي كشف عن محاولة المحور الشيعي لإقامة وتثبيت وحدة سرية لتتمتع بقدرات أكبر من الماضي للعمل ضد إسرائيل انطلاقًا من الشق السوري لهضبة الجولان". وأوضح ان "خلال صيف عام 2018 طرأ تغيير في ملامح نشاطات حزب الله في هضبة الجولان حيث بدأ بإقامة وحدة ملف الجولان رغم الأزمة الاقتصادية التي يعيشها. ويتم إنشاء الوحدة من خلال الاعتماد على أُطر الحزب الأخرى القائمة في سوريا ولبنان بالإضافة إلى بنية تحتية ووحدات في الجيش السوري وسكان سوريين في الشق السوري من هضبة الجولان"، معلنا ان "وحدة ملف الجولان يرأسها المدعو علي موسى عباس دقدوق المعروف بأبي حسين ساجد".
تهديد ايراني: في المقابل، اعلن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، "ان بلاده سترد بحزم إذا تحركت البحرية الإسرائيلية ضد مبيعاتها من النفط". يأتي ذلك بعد أسبوع من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن البحرية قد تتحرك ضد "تهريب" النفط الإيراني رغم العقوبات الأميركية. ونقلت وكالة أنباء "الجمهورية الإسلامية" الرسمية عن حاتمي قوله "ان مثل هذا التحرك سيعتبر ضربا من "القرصنة"، وحذّر من "ان إذا حدث فسنرد بحزم"، وفقا لوكالة "رويترز".