اطلالة "دولة" من مــــــــار مارون غدا وترقب لزيارتي ظريف وابــو الغيط
الاتحاد الاوروبي: نجاح الحكومة يتوقف على قدرتها في مواجهـــــــة التحديات
"المستقبل" يتحرك ازاء التوغل السوري في الطفيل..وخامنئي: لا يمكن الثقة بالاوروبيين

المركزية- بكامل مواصفاتها الدستورية، وبأركانها الثلاثة وحكومتها الحديثة الولادة، تطل الدولة غدا على اللبنانيين من كنيسة مار مارون في عيده. مشهد داخلي يُفترض ان يعيد لها رونقا افتقدته خلال تسعة اشهر من المماحكات السياسية كادت تدفعها الى الانهيار وثقة شبه معدومة ستعمل حكومة "الى العمل" على استعادتها تدريجيا استنادا الى المواقف، فيما تبقى "العبرة في الخبرة. اما الاطلالة الخارجية، فمع الرئيس سعد الحريري من الخليج الذي كانت لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون محطة اولى فيه اثر انتخابه منذ عامين ونيف، حيث يشارك في الامارات في مؤتمر "القمة العالمية للحكومات"، ويلقي كلمة للمناسبة، على ان يلتقي بحسب المعلومات ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

استراحة سياسية: ووقت بدت الساحة السياسية في حالة استراحة سريعة بين اقرار البيان الوزاري للحكومة امس، وانطلاق جلسات الثقة النيابية في البرلمان الثلثاء، تواصلت المواقف الدولية المعلّقة الآمال على الحكومة الجديدة. ففي خلال حفل استقبال أقامته رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن، على شرف الصحافة، في دارتها في الجميزة، قالت "مبروك للبنان الحكومة الجديدة. وكم هو مفرح أن نلتقي بعد أسبوع واحد بالضبط من تشكيل الحكومة الجديدة. أنا متأكدة أنكم عملتم جميعا بجد لمواكبة عملية التأليف الطويلة، كما انشغلتم في الأسبوع الماضي بتقديم الوزراء الجدد للجمهور". وأضافت أن "الشعب اللبناني والمجتمع الدولي يتوقعان الكثير من الحكومة الجديدة التي يتوقف نجاحها على قدرتها في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد، وخصوصا تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية الضرورية التي تم الإتفاق عليها في مؤتمر "سيدر"، ويمكن لهذه الإصلاحات مع تدابير مكافحة الفساد أن تحدث فرقا حقيقيا في حياة المواطنين اللبنانيين، وسررنا عندما سمعنا رئيس الحكومة سعد الحريري يشدد على أهمية هذه المواضيع عندما التقينا به كسفراء للاتحاد الأوروبي صباح أمس".

سفير ايران: في المقابل، وعشية وصول وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف الى بيروت الاحد المقبل، المتوقع ان يلتقي كبار المسؤولين، اعلن السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا خلال ندوة ثقافية سياسية لمناسبة الذكرى الأربعين لانتصار الثورة في إيران، في بعلبك "اننا سنتابع كل الموضوعات التي أشار إليها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وخصوصا في ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية-الإيرانية، ونحن على استعداد للعمل على تنمية هذه العلاقات في كل المجالات، وعلى استعداد لدعم الجيش اللبناني كما ندعم المقاومة، وأن نقارب ملفات الكهرباء والتجارة والصحة والصناعة مع الحكومة الجديدة في لبنان، ونأمل أن نصل إلى نتائج لصالح البلدين والشعبين الشقيقين".

أبو الغيط في بيروت: وتلحظ أجندة الاسبوع المقبل ايضا، زيارة لامين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الى بيروت الاثنين المقبل لتقديم التهاني بولادة الحكومة، ويلتقي الرؤساء الثلاثة. وبحسب معلومات "المركزية"، فان ابو الغيط سيُسلّم رئيس الجمهورية ميشال عون دعوةً لحضور القمة الاورو-المتوسطية المقررة في 24 و25 الجاري في مصر والتي يغيب عنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لارتباطه بمسائل داخلية، كما سيتطرّق اللقاء الى القمة العربية الدورية المقررة في تونس نهاية اذار المقبل والاتصالات الجارية من اجل اعادة سوريا الى الجامعة العربية، علماً ان ابو الغيط يُكرر في اكثر من مناسبة ان عودتها تتم بقرار عربي جامع وهو ما ليس متوفّراً الى الان". وأوضحت المعلومات "ان لبنان لم يحسم بعد مشاركته في قمة شرم الشيخ التي تبدأ اعمالها رسمياً في 25 الجاري بعد اكتمال وصول الوفود المشاركة في 24 منه، ولم يُقرر بعد مستوى المشاركة فيها اما بوفد يرأسه رئيس الجمهورية او وزير الخارجية جبران باسيل". واشارت معلومات "المركزية" الى "ان وزراء الخارجية الذين اجتمعوا في بروكسل الاسبوع الفائت للبحث في ازمة النزوح السوري وكيفية مساعدة الدول المُضيفة، لاسيما لبنان، لم يتّفقوا بعد على مقاربة ازمة النزوح، خصوصاً حول مصطلحي "العودة الآمنة" (يعتمده لبنان الرسمي) او "العودة الطوعية"، من هنا فان مشاركة لبنان في قمة شرم الشيخ لم تُحسم بعد بانتظار اتّضاح الموقف حول مقاربة ازمة النزوح".

سجال المرعبي-الغريب: وكانت هذه القضية تفاعلت اليوم. فبعد ان رفض الوزير معين المرعبي المشاركة في تسليم وزارته الى خلفه صالح الغريب، معلنا  أنّ "الانطباع وكأنّني أسلّم النازح إلى الجلاّد، لا يناسبني"، ردّت مديرية الإعلام في الحزب "الديمقراطي اللبناني" ببيان على المرعبي بالقول: "أتحفنا المرعبي ببطولاته الوهمية بعدم نيّته تسليم وزارة شؤون النازحين للوزير صالح الغريب، علّه يكون قد نسي أنّنا أصلاً لا يشرفنا أن نستلم هذه الوزارة الإنسانية بالدرجة الأولى من وزير أصبح عنواناً للتوطين والتآمر على النازحين ولبنان، ووزير هاجم باستمرار الجيش اللبناني الوطني الباسل". بدورها، ردت أمانة الإعلام في حزب "التوحيد العربي"، في بيان، على الكلام الصادر عن المرعبي بالقول: "إن يدي الوزير صالح الغريب لا تصافح إلا الشرفاء، لذلك ليس له شرف مصافحة شخص مثل معين المرعبي، صاحب الأيدي الملطخة بأموال النازحين واستباحة حقوقهم واستثمارهم من أجل منع عودتهم الى بلادهم وبيوتهم".

ضمانة الجبل: وكان رئيس كتلة ضمانة الجبل طلال أرسلان دعا إلى "إخراج ملف النازحين من التجاذب السياسي كونه يخص كل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم"، وذلك خلال ترؤسه اجتماع كتلة ضمانة الجبل الدوري في خلدة، في حضور وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب ووزير المهجرين غسان عطالله، وجرى عرض لآخر التطورات المحليّة، حيث توقفت الكتلة عند أهمية إنجاز تشكيل الحكومة واحترام المعايير التي أفرزتها نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة.

الطفيل لبنانية ام سورية؟ في مجال آخر، وفيما تواصل إسرائيل خروقها للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجوّاً في شكل شبه يومي ضاربةً عرض الحائط القوانين الدولية، تغلغل الجيش السوري في بلدة الطفيل الحدودية مستبيحا حدود لبنان البرية في جرود السلسلة الشرقية. لكن مصادر "حزب الله" اكدت لـ"المركزية" "ان الطفيل بلدة سورية تقع ضمن الحدود السورية، اما من يدّعي بانها لبنانية فليتفضّل ويطلب من الدولة اللبنانية بان تفتح طريقاً باتّجاهها عبر الحدود اللبنانية ولتقم بواجباتها في الاهتمام باهاليها معيشياً واقتصادياً". غير ان عضو كتلة "المستقبل" النائب بكر الحجيري فاكد بدوره "انها لبنانية مئة بالمئة"، كاشفاً "اننا سنتحرّك في اتّجاه الحكومة لاصدار موقف رسمي في هذا الشأن يُدين توغل الجيش السوري في البلدة والمطالبة باستدعاء السفير السوري لابلاغه برفض لبنان لهذا الخرق للسيادة". واعتبر "ان اي خرق للسيادة سواء اتى من جيش عدو او صديق هو تعدٍ واعتداء مباشر على البلد."

خامنئي: اقليميا، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي أنه "لا يمكن الثقة" بالأوروبيين، وذلك بعد أسبوع على إطلاق الاتحاد الأوروبي آلية خاصة للتبادل التجاري مع إيران "انتكس" للالتفاف على العقوبات الأميركية ضد طهران. وتسمح الآلية لطهران القيام بعمليات تجارية مع شركات الاتحاد الأوروبي على الرغم من العقوبات الأميركية التي أعادت فرضتها واشنطن العام الماضي بعد انسحابها من الاتفاق.