نظرية تكشف أسباب مشكلاتنا الحياتية!
في حال كنت تعاني من القلق أو الاكتئاب أو مشاكل في العلاقة العاطفية، فإن النظرية النفسية المسماة بـ"نظرية التعلق" يمكن أن تساعدك في الوصول إلى السبب الجذري لهذه المشكلات.
طور هذه النظرية الطبيب النفسي البريطاني، جون بولبي، في الستينات. وتشرح كيف تتم برمجة عقولنا لمساعدتنا على البقاء والتكاثر في البيئة التي نولد فيها.
ويتأثر مدى تقديرنا لذاتنا وقدرتنا على التحكم في عواطفنا ونوعية علاقاتنا، بأسلوب التعلق الخاص بكل منا. ولأكثر من 50 عاما، عرفنا أن أنماط التعلق يمكن أن تتنبأ بسلوك الأطفال وتشرحه.
وأظهرت الدراسة الجديدة أن أنماط التعلق تستمر في التأثير على سلوكنا في مرحلة البلوغ.
ويمكن القول إن الأطفال يطورون أحد أنماط التعلق الرئيسية الأربعة، استجابة للرعاية التي يتلقونها من آبائهم أو مقدمي الرعاية، خلال فترة الرضاعة.
ويعزز مقدمو الرعاية، الذين يهتمون لاحتياجات الأطفال، "أسلوب التعلق الآمن". أما أولئك الذين يشعرون بالأسى عندما ينزعج الأطفال، يخلقون "أسلوب التعلق المتجنب".
وغالبا ما يعزز الآباء الذين يستجيبون بحساسية ولكن يصرفون النظر عن تقديم الرعاية للأطفال، "أسلوب التعلق القلق" لدى الأطفال. ويساهم مقدمو الرعاية الذين يلحقون الأذى بأطفالهم، من خلال الإهمال أو الإساءة، في إنشاء "أسلوب تعلق غير منظم."
وبشكل عام، يقوم الأطفال بتطوير أسلوب تعلق يجعلهم آمنين، من خلال برمجة أدمغتهم على التصرف بطرق معينة تجاه مقدم الرعاية، خاصة عندما يكونون قلقين أو خائفين. وتستدعي هذه السلوكيات استجابة من مقدم الرعاية، إذ يجب أن تكون واقية، من الناحية المثالية.
وأثناء عملية برمجة الأدمغة عبر العلاقة مع مقدم الرعاية، يتعلم الأطفال كيفية التعرف على عواطفهم والتحكم بها، كما يقومون بإنشاء "قالب" يوجه تفاعلاتهم الاجتماعية ويطلعهم على أسلوب تقييم الآخرين لهم.
ويشعر الشخص الذي يتمتع بأسلوب التعلق الآمن، بتقدير الآخرين له، حيث يمكنه الاعتماد على ذلك ليكون قادرا على التحكم في عواطفه.
ومن ناحية أخرى، لا يشعر الفرد ذو أسلوب التعلق غير المنظم بقيمته لدى الآخرين، فيفقد السيطرة بسهولة على عواطفه ويلجأ إلى سلوك التلاعب، لإجبار الآخرين على تقديم المساعدة.
وغالبا ما يختلف العالم الذي نعيش فيه، عن العالم الذي ولدنا فيه أثناء تشكل نمط التعلق الخاص بنا، لذا يمكن أن تكون استجابتنا لأحداث الحياة غير متناسبة.
وعلى سبيل المثال، يمكن أن يفقد الشخص ذو أسلوب التعلق القلق الكثير من الأصدقاء بسبب إحباطهم لعدم قدرتهم على تقديم المساعدة.
وتظهر الدراسة أن أسلوب التعلق يؤثر على أدائنا في العديد من مجالات الحياة، بما في ذلك الصحة البدنية والعقلية، وإيجاد شريك مناسب، وكذلك سلوكنا في الأمور العائلية والاجتماعية والعملية.
ويؤثر نمط التعلق على نوع المعتقد الديني الذي نتمسك به، وعلاقتنا بالحيوانات الأليفة وغير ذلك.
وبمجرد معرفة أسلوب التعلق الخاص بكل إنسان، الذي يمكن اكتشافه بسهولة من خلال إكمال استطلاع عبر الإنترنت (online survey)، سنتمكن من التنبؤ بردة فعلنا في ظروف مختلفة