آمال لبنانية على قمة الرياض للمساعدة في الإغاثة والعسكر و"التسوية"
ميقاتي في دار الفتوى قبل السعودية.. والشرعي الاعلى للـ1701 والانتخاب
ايران تحذر من انتشار الحرب.. الجميل: لا إمكانية لبناء دولة بوجود ميليشيات
المركزية- بينما يواجه لبنان التداعيات الكارثية للحرب التي أُخذ اليها من دون استشارته، حيث لا تعرف آلة القصف والدمار الاسرائيلية استراحة وتصل الليل بالنهار من الجنوب الى بيروت وصولا الى البقاع.. تتجه الانظار الى ما يمكن ان تحمله اليه مِن دعم ومساعدات، القمةُ الاسلامية العربية التي تعقد الاثنين في الرياض لمساعدته على الصمود في وجه التحدي الوجودي المصيري الذي يقف امامه البلد المنهار أصلا. اما المساعي التي قيل ان المبعوث الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين سيستأنفها في قابل الايام، بين بيروت وتل ابيب لوقف النار، فلا رهانات كبيرة عليها، في ضوء التجارب السابقة للموفد الاميركي في اسرائيل، والتي اتسمت بالفشل، فهل ينجح اليوم بينما الإدارة التي يمثّل، باتت من الماضي في البيت الابيض؟
الى الرياض: يتوجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي غداً الأحد الى الرياض للمشاركة في القمة العربية – الاسلامية المشتركة غير العادية التي دعت إليها المملكة العربية السعودية لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وتطورات الأوضاع في المنطقة، وتنسيق المواقف بين الدول الأعضاء، والتي تندرج في اطار تقييم ومتابعة تنفيذ قرارات قمة جامعة الدول العربية التي عقدت في جدة في 11 تشرين الاول 2023. وتنطلق أعمال القمة غداً باجتماع وزاري تحضيري، تمهيداً لانعقادها الاثنين المقبل. ايضا، غادر وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب صباح اليوم بيروت، متوجّها الى العاصمة السعودية الرياض، حيث سيشارك في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية - الاسلامية المشتركة يوم غد، والذي، بحسب الخارجية، يُعقد بناء لطلب لبنان للبحث في العدوان الاسرائيلي المستمر على الأراضي اللبنانية، ولحشد الدعم للموقف اللبناني بشأن وقف النار وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701. وينضم الوزير بو حبيب في وقت لاحق الى الوفد اللبناني الرسمي برئاسة ميقاتي.
آمال: لبنان الرسمي يعلّق الآمال على المؤتمر هذا، وبحسب ما تقول مصادر مطلعة لـ"المركزية"، سيطلب الدعم على الصعيد الاغاثي والانساني والطبي والاستشفائي وايضا للجيش اللبناني، كما والدعم السياسي من اجل الضغط على اسرائيل للقبول بوقف للنار ولوقف المجازر ولتطبيق القرار 1701 كما هو من دون زيادة او نقصان. كما ان القمة قد تشكل فرصة لاتصالات بين المسؤولين اللبنانيين وايضا العرب، مع ايران وممثليها، لحثها على تسهيل التسوية والتدخل لدى حزب الله ليليّن مواقفه المتصلبة والمتشددة.
تفاءلوا بالخير: وقبل مغادرته الى الرياض، زار ميقاتي مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى وعقدا خلوة، قبيل انضمام رئيس الحكومة الى جلسة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى. ولدى مغادرته، قال ميقاتي "في كل الاجتماعات التي نعقدها نلمس وحدة اللبنانيين وتضامنهم وحرصهم على هذه الوحدة. سررت بهذا الاجتماع للمجلس الشرعي الإسلامي الاعلى، وكانت توجيهات صاحب السماحة بضرورة التركيز على الوحدة والكلمة الجامعة واستيعاب الجميع"، خاتما "تفاءلوا بالخير تجدوه".
الشرعي للـ1701: اما المجلس الشرعي، فدعا بعد اجتماعه برئاسة دريان الى "قيام مجلس الأمن الدولي بتلبية دعوة الحكومة اللبنانية بالشروع فوراً بتطبيق قراره رقم 1701 كاملاً، بما يؤمن إنهاء الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على لبنان، ووقف المجازر الإنسانية التي يرتكبها بحق شعبه، وتمكين الجيش اللبناني بممارسة حقه الطبيعي والوطني في الدفاع عن لبنان، وتأمين وتعزيز كل القدرات والإمكانات التي تتيح له القيام بهذا الدور الوطني، وبتأييد ودعم كامل من كل الشعب اللبناني، وبما يعيد للدولة دورها في الإمساك بالقرار الوطني، وفي الدفاع عن سيادتها الوطنية، وكرامة شعبها". وجدد المجلس الشرعي "دعمه ووقوفه الى جانب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يعمل جاهدا للخروج من المحنة التي يعيشها لبنان واحتواء تداعيات العدوان الصهيوني على لبنان". اضاف "ما حصل في لبنان ويحصل، هو امتحان عسير لنا جميعاً، عرَّض لبنان كله للدمار، لعلنا نتعظ ويكون لنا درساً، في معالجة مشكلاتنا الحالية والقادمة، ويأتي في طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية يكون عنواناً جامعاً للبلاد، تقيداً بأحكام الدستور، وهو أمر لا يجوز الاستهانة به أو التمادي في تأجيله أو تعطيله، هو واجب وطني ودستوري في آن معاً، وتعطيله هو تعطيل للدستور، وتعطيل للحياة الوطنية، وتعطيل لمصالح الناس واستقرار حياتهم، وتعطيل لأمن البلاد". واعتبر المجلس ان "ينبغي علينا جميعاً أن نستعيد الدولة التي هي ملاذنا ومصدر حمايتنا"، مضيفا "كفانا تشرذماً وفوضى ويجب ان تستعيد الدولة قرارها ودورها وسلطتها وهيبتها، وتحرص على تطبيق الدستور واتفاق الطائف، وتحافظ على العيش المشترك الإسلامي المسيحي الآمن، ينبغي أن نبدأ ببناء الدولة القادرة والعادلة"...
ايران تغتصب سيادتنا: في الاثناء، أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل الذي التقى وزير الخارجية الفرنسية في باريس، أن لبنان لا يمكن أن يُبنى في ظل وجود السلاح، مشيرًا إلى ضرورة أن تعود بيئة الحزب إلى دعم الدولة والعمل ضمن إطارها، داعيًا إلى إعادة بناء المؤسسات الوطنية على أسس قوية لضمان الاستقرار. وشدد في حديث صحافي "على أننا نعمل مع المجتمع الدولي لإنقاذ لبنان وفتح صفحة جديدة مشرقة في تاريخه"، موضحًا أن لقاءاته في باريس تتركّز على ضرورة وقف الحرب والدمار وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني. وجزم "بألّا إمكانية لبناء دولة بوجود ميليشيات والدولة لا تتعايش مع الميليشيا وعلى اللبنانيين أن يتخذوا قرارهم إما الدولة وإما الميليشيات". ولفت الى ان إيران تغتصب سيادة لبنان منذ أكثر من 30 سنة من خلال حزب الله وهذا الاغتصاب يجب أن يتوقف، لافتًا إلى أن سيادة لبنان مغتصبة من قبل ميليشيا مسلّحة وبالتالي لسنا مضطرين للتبرير لماذا نريد تطبيق الدستور اللبناني. وقال "لا قناعة لديّ بانتخاب رئيس في ظل الحرب فـحزب الله سيمنع انتخابه".
انتشار الحرب: في المقابل، حذّر وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي اليوم من خطر "انتشار" الحرب في قطاع غزة ولبنان إلى خارج الشرق الأوسط. وقال عراقجي في كلمة بثّها التلفزيون الإيراني "على العالم أن يعلم أن الحرب، إذا انتشرت، فإن آثارها الضارة لن تقتصر على منطقة غرب آسيا فقط. إن انعدام الأمن والاستقرار يمكن أن ينتشرا إلى مناطق أخرى، حتى إلى أماكن بعيدة". ولفت إلى أن "النظام الصهيوني يهدّد أمن العالم كله وليس المنطقة فقط ويرتكب جرائم حرب"، معتبراً أن "المقاومة هي الطريق الوحيد للوصول إلى العدالة". وأشار إلى أن "المجتمع الدولي يتحمّل مسؤوليات كبيرة لضمان السلم في المنطقة". وأردف "وقف إطلاق النار وإرسال المساعدات إلى لبنان يجب أن يكونا أولوية للمجتمع الدولي"، مشدّداً على "أنّنا سنقف إلى جانب الشعبين اللبناني والفلسطيني وندعم حقهم في مواجهة الاحتلال". وختم "أمين عام حزب الله السابق حسن نصرالله كان يؤمن بالدبلوماسية إلى جانب المقاومة للحفاظ على السلام والأمن".
غارات وقصف: ميدانيا، تواصل القصف عنيفا في الجنوب حيث لم يوفر الابنية الاثرية موقعا قتلى وجرحى في حين سيطر هدوء حذر على الضاحية الجنوبية غداة ليلة عنيفة خلّفت اضرارا كبيرة. اما حزب الله فواصل عملياته فأعلن استهداف قاعدة زفلون للصناعات العسكرية شمال حيفا برشقة صاروخية. واستهدف مدينة صفد بصلية صاروخية. واستهدف مستوطنة كريات شمونة بصلية صاروخية. واستهدف "برشقة صاروخية تجمعا لقوات العدو الإسرائيلي في مستوطنة المنارة". وقال "حزب الله": استهدفنا تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي في موقع العباد بصليةٍ صاروخية" واستهدفنا مستوطنة برعام بصليةٍ صاروخية". واعلن "اننا أسقطنا مسيرة هرمس 450 بصاروخ أرض - جو في بلدة دير سريان وأغارت الطائرات الحربية المعادية عليها". وقصف منطقة الكريوت شمالي مدينة حيفا المحتلة برشقة صاروخية. واستهدف "برشقة صاروخية موقع ميرون لإدارة العمليات الجوية".