ما لم يطبق الدستور والقرارات الدولية ...لبنان يتدحرج نحو التقسيم
يوسف فارس
المركزية – لا يعلق المتابعون لمسار الاوضاع في لبنان كبير اهمية على استئناف الموفد الأميركي اموس هوكشتاين حراكه على الخط اللبناني باعتبار ان التطورات التي تشهدها المنطقة سواء بالتصعيد العسكري او استئناف مفاوضات الهدنة المؤقتة في غزة، جعلت الأمور في لبنان مؤجلة الى اشعار غير مسمى قد يطول الى ما بعد انتهاء المفاوضات اذا ما نجحت. وبدء تطبيق ما يتم الاتفاق عليه في المرحلة الاولى تبعا لالتزام اسرئيل وعدم تنصلها منه .والهدنة المطروحة في غزة لا تعني اذا تم تنفيذها وقفا لاطلاق النار ايضا في جبهة الجنوب بحسب اسرائيل ،علما اننا اقتربنا من بدء الانتخابات الاميركية اوائل تشرين الثاني المقبل، والتي قد تجمد معها البحث في أمور الشرق الاوسط كلها لحين ظهور نتائج الانتخابات ومعرفة توجهات الادارة الاميركية الجديدة التي تتسلم مهامها مطلع العام 2025. وعلى هذا، يبقى كل شيئ معلقا لما ستسفر عنه مفاوضات الدوحة المستأنفة سرا ومن ثم انتخابات الرئاسة الاميركية . وتبعا لذلك، قد يدخل لبنان اما في ربيع هادئ واما يبقى الوضع متفجرا الى ذلك الحين وحتى لما بعده .
النائب السابق مصطفى علوش يرى عبر" المركزية " ان الانتخابات الرئاسية الأميركية محطة أساسية بالنسبة الى الداخل الأميركي، لكن فيما يعود للسياسات الخارجية فهو من اختصاص ومسؤولية الدولة العميقة وإسرائيل جزء منها . وبالتالي فان الرهان على وصول أي من المرشحين دونالد ترامب او كامالا هاريس الى البيت الأبيض هو في غير محله كونه لن يغير شيئا في المخططات الأميركية في المنطقة التي تعمل تل ابيب على ترجمتها بالحديد والنار والقتل والدمار سواء في غزة او لبنان . ولو كان امر غير ذلك لكانت واشنطن أوقفت على الأقل المساعدات المادية والعسكرية لإسرائيل .
ويتابع ردا على سؤال قائلا ان إسرائيل أعلنت وقف توغلها البري في لبنان، في وقت يبقى القرار 1701 غير واضح العالم بعد . الخوف من ان تكون تل ابيب تتطلع لابقاء لبنان" لا معلق ولا مطلق" كما يقال . بمعنى ان يبقى على خلافاته السياسية والحزبية والامنية وتعمل على تسعيرها لخلق فتن مذهبية وطائفية بما يؤدي الى تقسيمه والعديد من دول المنطقة خصوصا التي تتواجد فيها الاذرع الإيرانية وتجاهر بانتمائها الى ولاية الفقيه .
ويختم لافتا الى ان احداث العام 1860 أدت الى تغيير النظام في لبنان. نحنا اليوم على أبواب شبيهة بتلك المرحلة وقد تجد ترجمة لها ان لم نسارع الى تطبيق الدستور والقرارات الدولية .