Oct 28, 2024 4:29 PM
خاص

الإشكالات مع النازحين ترسم عناوين "ما بعد الحرب" بالأسود... خطة طوارئ والميدان بأمرة الجيش

جوانا فرحات

المركزية- ليس ما حصل في مهنية الدكوانة فجر اليوم، وما تردد عن مخطط مريب في منطقة الشمال إلا عينة عن الإشكالات التي تحصل مع النازحين وترسم العنوان الرئيسي الأسود للمرحلة المقبلة في حال لم تتحرك الحكومة والجهات المعنية والدولية لإيجاد حلول جدية وجذرية تمنع الصدام بين اللبنانيين نتيجة هذا الوضع الإستثنائي.

نبدأ من طرابلس حيث تردد ان ثمة اتجاها لنقل النازحين من المدارس الرسمية الى معرض رشيد كرامي الدولي كونه يتمتع بمساحة واسعة وغير مستهلك،   والحديث جارٍ لوضع بيوت جاهزة في الداخل ويمكن أن ينقلها النازح عند العودة إلى مكان إقامته في قريته في انتظار إعادة إعمار منزله. وبحسب المعلومات فإن هذه الخطة تحصل بالتنسيق مع محافظ الشمال خصوصا مع اقتراب موعد فتح المدارس الرسمية الذي حدده وزير التربية عباس الحلبي في 4 تشرين الثاني المقبل.

الخطة أثارت حالا من القلق لدى السكان الذين أبدوا خشيتهم من أن تتحول البقعة الجغرافية التي يتواجد فيها معرض رشيد كرامي الدولي إلى "ضاحية" جديدة. وحتى اللحظة لم يتم التبليغ عن أي شكوى لدى المراجع الأمنية ولا حتى السياسية "وإذا صح الأمر يجب أن نستوعب الأمر بكثير من المرونة والهدوء" تقول مصادر طرابلسية لـ"المركزية" خصوصا أن الوضع صعب وأبناء طرابلس كما النازحين "تعبانين" ولا يريدون القتال أو تسلل الفتنة من قبل بعض الجماعات إلى الساحة الطرابلسية. من هنا علينا أن نتحلى بالهدوء والصبر وإلا فإن إمكانية افتعال الفتنة والإشكالات واردة وممكنة في كل لحظة لأن الجميع يملك السلاح وتحديدا  النازحين وثمة"فريق وربما جهات سياسية محلية أو دولية"  تسعى لإعادة إحياء المجموعات المتطرفة وحصول كباش بين أبناء الوطن".

 

وإذ تؤكد المصادر على موقفها السياسي المعارض لحزب الله، تذهب إلى التأكيد بأن أبناء طرابلس يرحبون بالنازحين من الجنوب والبقاع والهرمل. المهم أن الجميع على دراية بما يحكى ويحضر له لافتعال الفتنة الداخلية بين النازحين والمجتمعات المضيفة  "لكن المطلوب التوقف عن رفع شعار "جيش شعب مقاومة"  تقول المصادر وأن يتولى الجيش حماية الناس فيُسيّر دورياته في المناطق ويمنع حمل السلاح ومصادرته من بين مجموعات النازحين وكل من يرفض يصار إلى توقيفه خلصنا".!.

في الدكوانة، الأمر مختلف وعلى عينك يا دولة ومجتمع مدني. ويروي أحد أبنائها أنه "فجر اليوم لاحظ عناصر في شرطة بلدية الدكوانة الذين يتولون الحراسة ليلا في المراكز التي يقطن فيها نازحون حركة دخول شاحنات إلى مهنية الدكوانة فتم  إبلاغ المعنيين وعلى الفور جرت اتصالات على أعلى المستويات .

 النائب في تكتل الجمهورية القوية رازي الحاج  أكد أن ما يحصل في الدكوانة "خطير" خصوصا أن الحجة التي أبرزها النازحون من غاية إدخال أكياس من الترابة الجاهزة لوضعها تحت خزانات المياه لرفعها عن الأرض غير منطقية".

هذا في ظاهر الحجج أما الخشية فهي من تحويل مركز إيواء النازحين في مهنية الدكوانة إلى مركز محصن!.

مناشدة الحاج الأجهزة الامنية  وضع حد لكافة التجاوزات التي تحصل في مهنية الدكوانة وفي ثانوية الدكوانة ايضاً حيث حصل إطلاق نار منذ بضعة أيام واتخاذ الاجراءات الصارمة للحفاظ على أمن المنطقة وأهلها وأمن النازحين،  أثمرت عن إخراج الحمولتين من قبل عناصر أمنية. وتمنى على لجنة الطوارىء عدم السماح للجمعيات الدخول إلى مراكز الإيواء من دون إذن مسبق والكشف على المواد التي ستقدم إلى تلك المراكز".

في التوقيت يمكن القول أن الإشكالات بين النازحين والمجتمعات المضيفة بدأت تتفاقم منذ حوالى الشهر وتفاعلت مع استباحة النازحين للأملاك الخاصة والمشاكل التي ترافقها في ظل غياب تام للدولة وأجهزتها، وكذلك في ظل الجدلية القائمة بين منطقين الأول يقول باستحالة الدخول إلى الأملاك الخاصة كحق للمالكين يحفظه القانون والثاني الذي يعتبر أن الأمر الواقع نتيجة الحرب لا يمكن تبريره بالقانون.

العميد المتقاعد جورج نادر الذي سبق وأبدى خشيته من مرحلة ما بعد الحرب بسبب الإشكالات التي تتفاقم يوميا بين النازحين من جهة  والمجتمعات المضيفة والقوى الأمنية من جهة ثانية يشير إلى ضرورة الفصل بين الحس الإنساني والواقع الإجتماعي الذي استجد بسبب النزوح. ويلفت إلى أن الأزمة هي نتيجة النزوح وليس العكس، لكن لا يمكن الإستمرار على هذا النمط خصوصا أن غالبية النازحين فقدوا بيوتهم وسويت أرزاقهم بالأرض. وإذا سلمنا جدلا أن هناك إمكانية لإعادة بناء منازلهم لكن ماذا عن أراضيهم التي كانوا يعتاشون من محاصيلها وماذا عن مصالحهم ومؤسساتهم التي دمرت هذا إذا سلمنا بأن هناك نية لدى الدول لضخ الأموال وإعادة إعمار القرى كما حصل بعد حرب تموز 2006 علما أن حجم الدمار أكبر.

"تأخرنا في إيجاد الحلول" من هذه الخلاصة يرى نادر أن أية حلول تقضي أولا بإعلان خطة طوارئ ووضع كل القوات المسلحة بتصرف الجيش على أن يتسلم الأمرة الميدانية وتنتشر عناصره إلى جانب القوى الأمنية في الأماكن التي يتواجد فيها النازحون. أيضا من الضروري تشكيل هيئة طوارئ توحي بالثقة للمجتمع الدولي بعدما فقد الإغتراب الثقة بالحكومات المتعاقبة بسبب الفساد والهدر في المساعدات المادية والعينية التي يقدمها الدياسبورا".

"باختصارهذا هو المطلوب  وإلا يجب أن نخاف على اللبنانيين وليس على طائفة أو فئة دون سواها" يختم نادر.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o