حاصباني: "الحزب" بسلاحه يشكل ضررا على بيئته أولا
المركزية- أشار نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني الى أن العمل الدبلوماسي لا يتوقف خلال الحروب فيواكب الميدان ويستمرّ بمساعيه للوصول الى حلّ لا مفرّ منه في لحظة محدّدة، مضيفاً: "أما قواعد الإشتباك فلا ديمومة لها ولا أحد يعلم متى تُكسر خلال الحروب. فـ"الحزب" بقي على سبيل المثال موعوداً ببقاء قواعد الاشتباك وبتحييد الضاحية الجنوبية حتى لم يتبقَ لا قياديي صف اول ولا قيادي صف ثاني عنده".
وفي مقابلة عبر "الجمهورية القوية" من "لبنان الحر"، أكّد حاصباني أن إيران تفاوض لابعاد "كأس الحرب" عنها لا عن لبنان والحكومة اللبنانية غير قادرة على اتخاذ القرارات ولا "الحزب" بل إيران. أردف: "التصعيد الإيراني - الإسرائيلي لا يناسب الإدارة الأميركية بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية وهناك محاولات لتسريع الحلّ في لبنان لكن حالياً الميدان هو الذي يحكم لا الدبلوماسية. على ما يبدو "الحزب" يواصل قتاله في الجنوب بدعم إيراني حتى آخر جندي والاسرائيلي لا يظهر أي حاجة لوقف العمليات العسكرية إلا متى أمّن هدفه وهو تأمين عودة مواطنيه الى الشمال وتوفير الاستقرار المستدام.
هذا ورأى حاصباني أن خطوط الإمداد "للحزب" عبر سوريا مقطوعة بالتزامن مع حوادث في الداخل السوري ضده وكأن النظام يقدم أوراق إعتماد الى الغرب الى جانب غض نظر روسي لما يجري من قبل إسرائيل في سوريا. كما لفت الى أن مطار بيروت بات غير متاح بعد تسليم الجيش اللبناني مهام الاشراف عليه.
أضاف: "في المشهدية، الإسرائيلي يعتبر هذه الحرب وجودية وقدرته على التحمل باتت أكبر مما كنا نراه منذ نشأة الكيان. مقاتلوه فوق الأرض والمدنيون في الملاجئ تحت الأرض والنازحون في أماكن إيواء تتوفر فيها كل سبل العيش والعكس صحيح عندنا. 800 مليون دولار التي توصّل اليها مؤتمر باريس من اجل لبنان لا تكفي، ولا ندري كيف ستصل الى الناس لا آلية واضحة. لبنان في وسط عاصفة كبيرة وكان ولا يزال وسيبقى، نتوقع أن تمر تغييرات العالم عبرنا. نحن في مخاض نتمنى أن نخرج منه بوضع أفضل وعلينا كلبنانيين أن نرفض العودة الى ما كنا عليه قبل هذه الحرب".
إستطرد حاصباني: "إن "الحزب" كان دولة رديفة لا دويلة وبدأت تدخل ضمن الدولة الرسمية وتعمد الى قضمها.
حاصباني الذي أشار الى ان القرارات الدولية لم تطبق وهناك من تسلح وقراره مرتبط عضوياً بإيران اضعف الجيش وكبّله، اكّد أنه كي يكون لبنان مستقرّاً يجب ألا يمتلك أي طرف السلاح خارج القوى العسكرية الشرعية ومقولة إن هذا السلاح هو الضمانة لحفظ الحقوق للمكون الذي يحمله خاطئة، مشدّداً على ان الدولة وتطبيق القوانين هما ما يحفظ حقوق جميع المكونات بالتساوي.
وإذ سأل لماذا يموت إبن الجنوب لحماية نظام الملالي؟ اشار الى أن ابن الجنوب اعتقد أنه يساعد فلسطين ويمنع إعتداء إسرائيل على لبنان ولكن الحقيقة أن الناس يموتون خدمة لمشروع إيراني وحماية لمصالح دولة خارجية فيما لبنان من يدمّر، مضيفاً: "وجود الحزب بات اولاً خطراً على البيئة التي احتضنه وهناك خطر على البيئة نفسها من الارتدادات الداخلية ضمنها عندما تنتهي الأموال واذا بقي السلاح الخفيف المتوسط يمكن أن تدخل البيئة في صراع داخلي لذلك الأهم إعطاء السلاح للدولة ما يحمي البيئة الحاضنة للحزب واللبنانيين عامة".
رداً على سؤال، أجاب: "البيانات الوزارية هي إعلان نوايا لحكومات لم تحقق يوماً نواياها وهي لا سلطة لها فوق القانون والدستور والقرارات الدولية. اليوم هناك محاولات للتذاكي والالتفاف على القرار 1701 والبداية من رئيس مجلس النواب ومحيطه وبعض البلوماسيين من الجهة الأخرى. لا أحد اليوم يخدم مصلحة لبنان العليا ومن يجتزء الـ١٧٠١ لا يتكلم باسم اللبنانيين والأمم المتحدة لأن هذا القرار يشمل في مان نصه حصر السلاح في يد الدولة وبسط سيادتها على كامل أراضيها بغض النظر عن ذكر القرار ١٥٥٩ و ١٦٨٠ واتفاق الطائف. لكي يبدأ الانتظام سريعاً علينا انتخاب رئيس للجمهورية ووقف اطلاق النار يحصل في الحروب بشروط مسبقة. علينا تطبيق القرارات الدولية من الـ ١٥٥٩ مروراً بالـ ١٦٨٠ وصولاً الى ١٧٠١. حتى اليوم لم يحدّد بشكل واضح من هو الطرف الثاني في هذه الحرب هل هي الحكومة اللبنانية هل هو "الحزب" أم إيران التي قد لا ترغب بوقف اطلاق النار وهي معرضة للهجمات الإسرائيلية؟".
ختم حاصباني: "إذا أردنا رئيس "لا غالب ولا مغلوب" على الحزب أن يقدم سلاحه للدولة ويكون جميع اللبنانيين تحت سقف الدولة. وبالنسبة للرئيس التواقفي يجب ان ننزل الى البرلمان وننتخب رئيساً والرئيس يجب أن يكون مناسباً للمرحلة المقبلة وليس بالضروري أن ينتخبه الـ128 نائباً كي يكون توافقياً. المطلوب ان يكون رئيساً جامعاً لكل اللبنانيين تحت كنف الدستور إذ من المستحيل أن يتوافق جميع اللبنانيين على رئيس. حين ينتظم العمل السياسي نتطلق بإعادة الاعمار ويكون التعافي أسهل".