الصايغ: نحن في دائرة جهنمية لا تُكسر إلا عندما يأتي القرار الإيراني
تعليقًا على ما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تغيير في قواعد اللعبة هذه الليلة عقب الهجوم على جنوب حيفا، قال عضو كتلة الكتائب النيابية النائب سليم الصايغ عبر قناة "المشهد": "لا نعرف ما سيحصل إذ إن الإسرائيلي لا يعلن ما سيفعل، إنما المشهد الحزين جدًا والذي لا تفسير له هو تحويل كل لبنان إلى هدف بينما المعركة هي بين إسرائيل وحزب الله والأغلبية الساحقة من الشعب لا تريد هذه الحرب، مشيرًا إلى أن ما من أفق سياسي لهذا الأمر لأنه قد تُدمّر أحياء بكاملها وقد تُدمر قرى في الجنوب اللبناني بكاملها وفي المقابل تُدمّر أحياء في حيفا وكريات شمونة وغيرها، لكن هذا لا يعطي نتيجة سياسية لأن المطلوب في نهاية الأمر هو التسوية وإسرائيل أثبتت أن لديها القوة العسكرية الأكفأ والأقدر وهي قادرة على فرض إرادتها على الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية عبر الطلب إلى الناس النزوح عن بيوتهم وقد حققت ما تريد، فإذا كانت أرادت إخضاع الجنوبيين والبيئة الحاضنة لحزب الله بترك منازلهم فانطلاقًا من هذا المعيار نستطيع أن نقول إنها تحقق ما تريد، ولكن ماذا بعد كل ذلك؟
واعتبر الصايغ أن استعمال العنف واللجوء إلى السلاح والقوة أصبح لديه مردودية سياسية متناقصة أي كلّما ازداد القصف والدمار تراجعت المكاسب، مشددًا على أننا أمام لحظة سياسية يجب أن نتلقفها ويجب على حزب الله ومن وراءه أي إيران أن يتركوا الشعب اللبناني يتنفس وأن يعلنوا انهم يريدون فعلًا وليس قولًا فقط الالتزام بالتطبيق الفوري للقرار الدولي 1701 بمندرجاته كافة لسحب الحجة من إسرائيل مشددًا على أن التسليم للأمم المتحدة ليس استسلامًا بل هو إنقاذ للسيادة اللبنانية والشعب اللبناني.
وعن التحركات السياسية للضغط في هذا المسار ولاسيما اتصال ماكرون بالرئيسين بري وميقاتي قال: "هناك ضغط دولي كبير على بري وميقاتي لربما يتحدثان مع حزب الله في موضوع وقف إطلاق النار، فلديهم وكالة في العملية السياسية اللبنانية من قبل الحزب عنيتُ بذلك عملية انتخاب رئيس للجمهورية ولكن ليس لديهم وكالة بالنسبة إلى وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، مشيرًا إلى أن الضغط على بري وميقاتي يجب أن يؤدي إلى التكلم مع الحزب ليعلن أحادية قبوله من دون أي مواربة وتسويف واجتهاد بالقرار 1701.
أضاف: "أعتقد أن دخول الإيراني مباشرة على الساحة اللبنانية بالطريقة التي دخل بها وزير خارجية إيران والمعلومات التي تأتي من طهران أنها أمسكت الماكينة العسكرية والأمنية الكاملة للحزب ومباشرة مع معلومات تصلنا أن هناك ضباطًا ومجاهدين إيرانيين أصبحوا في الميدان في لبنان، كل ذلك يعطي النتيجة أن هذه الضغوط التي تمارس ستكون كضرب السيف في المياه أي لا أثر لها وهذه فرصة ضائعة إذ إن على إيران أن تفهم أنه إذا لم يُحيّد لبنان في المواجهة فستخسر لبنان ومن ثم ستخسر طهران، موضحًا ان تأثير إيران في لبنان ليس تأثيرًا عسكريا فلديها تأثير ثقافي وسياسي معين وتستطيع أن تنقذ هذا الأمر بالاعتراف بحياد لبنان وبوصاية الأمم المتحدة على لبنان غير ذلك سيصبح لبنان ساحة مدمّرة مثل غزة ولن يأتي أي نتيجة إلّا أن يؤخر النزاع المباشر بين إسرائيل وإيران.
ولفت إلى أن ما نشهده على الساحة الجنوبية في لبنان هو نمط آخر من الصراع فهناك استعمال لتكتيكات جديدة وكل هذا يدفعنا للقول أن إيران أصبحت اليوم تدافع بالمباشر عن طهران انطلاقًا من قصفها لحيفا وكريات شمونة فلم تعد العملية محصورة على الجبهة اللبنانية بين حزب الله اللبناني-الإيراني وبين إسرائيل الدولة الصهيونية.
وأشار الصايغ إلى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كانت حاسمة فهو طلب من بري ألّا يتخلى عن مرشح الممانعة وطلب أن لا يقبل بفك الربط بين ساحة لبنان وساحة غزة وألا يتم القبول بوقف إطلاق النار في جنوب لبنان، هذه المطالب الثلاثة التي كان أعلن عكسها بري وميقاتي وجنبلاط فقد عادوا وخرجوا من هذا الإعلان، فرئيس الحكومة يقول نعم نريد الـ1701 ولكن حزب الله لا يريده لأنه يتضمن وقف إطلاق النار وبالنسبة له لا وقف لإطلاق النار في لبنان طالما ليس هناك وقف لإطلاق النار في غزة وبالنتيجة نحن في دائرة جهنمية لا تُكسر إلا عندما يأتي القرار الإيراني الواضح في مثل هذا الموضوع برغم كل النوايا الحسنة اللبنانية التي تريد أن تحقق اختراقًا ما في هذا الوضع.
وعمّا تنتظره طهران التي تعلن أنها تريد السلام قال: "هي من نيويورك أعلنت أنها تريد الصداقة مع أميركا ونادت بأفضل العلاقات بين البلدين، ولكن ذلك لا يعني أبدًا أنه يتم فك الارتباط أو النزاع في الساحات التي تنخرط فيها إيران بالكامل أي ساحة سوريا، ساحة غزة، ساحة اليمن، ساحة سوريا، ساحة بغداد، هي كلها ساحات للدفاع اليوم عن طهران ولا تستطيع أن تتخلى عنها، وأهم الساحات هي خط التماس مع إسرائيل مما يعطيها نوعًا من الشرعية الاسلامية.
ورأى أن إيران تنتظر التسوية مع الأميركيين أي أن يتم الاتفاق معها في سلّة كاملة متكاملة ليس فقط على النووي الإيراني بل في الملفات الإقليمية ويظهر ألّا رغبة لدى الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها لإعطاء إيران هذه الرغبة لاسيما أن إيران قد انخرطت بقوة مع روسيا في حرب أوكرانيا والأوروبيون حساسون جدًا لهذا الموضوع لأنهم يدعمون أوكرانيا والدول لاسيما فرنسا التي كانت مرنة جدًا مع إيران في الماضي أصبح لديها مواقف قاسية ضد إيران مما يعني ألا تسوية في الملفات الإقليمية ويتحدثون مع إيران حول أمنها والنووي فقط وهذا ما لا تريده طهران ومن هنا نفهم لماذا يطول أمد هذا الصراع.