الاغتيالات الاسرائيلية لقادة المحور تسابق مساعي وقف النار
الغارات تتواصل على الضاحية والجنوب والبقاع وتستهدف البداوي
غموض يلف مصير قاآني وصفي الدين ...وجهود رئاسية في بنشعي
المركزية- قبل شهر بالتمام على الموعد المضروب للانتخابات الاميركية ويومين على الذكرى الاولى لعملية طوفان الاقصى في 7 تشرين الاول الماضي التي جرت بتداعياتها الويل على لبنان نتيجة فتح جبهة مساندة غزة في اليوم التالي، استمرت اسرائيل في عدوانها المتواصل من دون كلل، غارات وقصف واستهدافات رافعة عدّاد الشهداء والمصابين والمهجرين الى مستوى قياسي، من دون ان تلوح في الافق اي افاق للحل عسكريا او سياسيا باستثناء كلام اطلقه وزير خارجية ايران عباس عراقجي من سوريا عن مساع لوقف النار، يؤمل ان تثمر وتشكل خاتمة لمآسي اللبنانيين.
استهداف شمالا: وفيما طائرات المساعدات تصل الى لبنان تباعا عبر مطار رفيق الحريري الدولي تتواصل الاعتدءات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في محاذاته، كما على الجنوب والبقاع، الا ان دائرتها توسعت للمرة الاولى شمالا، واستهدفت مخيم البداوي في طرابلس، حيث اغارت مسيّرة إسرائيلية على شقة في مبنى سكني في مخيم البداوي- شمالي مدينة طرابلس، ممّا أدّى إلى سقوط أربعة قتلى، بينهم عنصر من حركة "حماس"، وهم سعيد العلي قياديّ في "كتائب القسام" في "حماس" وزوجته وطفلَيهما
غارات وقصف: اما الضاحية الجنوبية فبقيت عرضة للغارات منذ الصباح، وتجددت بعد الظهر لا سيما في محيط المريجة وبرج البراجنة. وباكرا، توجه الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي بإنذار عاجل إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديدًا المتواجدين في مبنى محدد في خارطة نشرها يقع في حي شويفات الامراء. وبعد التحذير بالإخلاء، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية مستهدفا محيط جامع القائم، وبرج البراجنة، ومحيط مجمع سيد الشهداء في حارة حريك بصاروخين، والرويس وحي الأبيض والشويفات الاجنحة الخمسة والمريجة.
ولم تتوقف الغارات والقصف المدفعي جنوبا وبقاعا ايضا ولو بوتيرة اخف اليوم، ما ادى الى سقوط عدد من الشهداء والمصابين.في المقابل نفذ حزب الله سلسلة عمليات على الجيش الاسرائيلي.
"اليونيفل"في مواقعها: من جهته، قال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي ان "الجيش الإسرائيلي أبلغ اليونيفيل في 30 أيلول عن نيته القيام بعمليات توغل برية محدودة في لبنان، كما طلب منا نقل بعض مواقعنا".وأضاف: "لا يزال حفظة السلام في جميع المواقع، ويظل علم الأمم المتحدة مرفوعاً. نحن نعمل بانتظام على تعديل وضعنا وأنشطتنا، ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتفعيل إذا لزم الأمر. إن سلامة وأمن قوات حفظ السلام أمر بالغ الأهمية، ونذكّر جميع الأطراف بالتزامها احترام ذلك".وختم تيننتي: "إننا نواصل حث لبنان وإسرائيل على إعادة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 ــ بالأفعال، وليس بالقول فقط ــ باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لإعادة الاستقرار إلى المنطقة".
اغتيال صفي الدين: ليس بعيدا، أفادت معلومات صحافية بأن "الصليب الأحمر والدفاع المدني وفرق الإنقاذ حصلت على إذن من الجيش اللبناني للدخول الى المريجة في مكان إستهداف القيادي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين لكن الطيران المسيّر أعاق الوصول".وأعلنت ثلاثة مصادر أمنية لبنانية لرويترز إن الضربات الإسرائيلية المكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ أمس تمنع رجال الإنقاذ من تمشيط موقع الضربة الإسرائيلية التي استهدفت هاشم صفي الدين. وقالت مصادر "العربية"، إن القيادي بحزب الله هاشم صفي الدين قتل بالغارة مع مساعدين وإيرانيين وقادة بدلاء ميدانيين بحزب الله.وأوضحت أن الموقع المستهدف به هاشم صفي الدين في الضاحية كان على عمق كبير.وأكد مصدر أمني لبناني، في وقت سابق انقطاع الاتصال بصفي الدين منذ غارة الجمعة.
غموض يلف مصير قاآني: وتوازيا، كشفت القناة 12 الإسرائيلية قيام السلطات في لبنان بالتحقق من إصابة قائد فيلق القدس الإيراني في غارات الضاحية الجنوبية.اذ يلف الغموض مصيره منذ اغتيال نصرالله. ورجحت مصادر "الحدث" أن يكون قاآني يخضع للمراقبة والعزل، بعد عمليات الاغتيال.
7 مليون دولار: وفي السياق، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن الولايات المتحدة وإسرائيل، رصدتا مكافأة بـ7 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات عن أحد كبار قادة حزب الله، طلال حمية، الناجي الوحيد من الاغتيالات التي عصفت بالحزب.ووفق الصحيفة، تبحث واشنطن وتل أبيب عن طلال حمية، الذي لم يحضر الاجتماع الذي استهدف صفي الدين، مع 20 آخرين من كبار قادة الحزب.
خارطة طريق رئاسية: سياسيا وفي عين التينة، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب غسان سكاف حيث جرى عرض للاوضاع العامة السياسية والميدانية. واشار سكاف في دردشة مع الاعلاميين ان لبنان لا يتمتع بترف تضييع المزيد من الوقت ووجوده على المحك وعلى كل مكونات الوطن إنجاز الاستحقاق الرئاسي فوراً، لافتاً الى أن إنتخاب الرئيس سيقوي الوحدة الوطنية ويربك الذين ما زالوا يراهنون على ضرب الصيغة اللبنانية والكيان اللبناني.
اجتماع عاصف؟ الى ذلك، أفاد المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بأنه "يتم التداول منذ الصباح باخبار وتحليلات صحافية تتعلق بالاجتماع الذي عقده ميقاتي مع وزير خارجية إيران عباس عراقجي امس .ما يتم تناقله هو مجرد سيناريوهات واستنتاجات لا تمت الى الحقيقة بصلة. فالاجتماع لم يكن عاصفا كما يزعم البعض بل على العكس من ذلك كان ضمن الاصول الديبلوماسية المتبعة. فاقتضى التوضيح".
شكرا الامارات: من جهة أخرى، أجرى ميقاتي إتصالا برئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لشكره على وقوفه الدائم الى جانب لبنان ، وبشكل خاص دعمه الانساني الاخير الذي يساهم في اغاثة النازحين ويدعم جهود الحكومة لمواجهة هذه الكارثة الكبيرة التي حلّت بلبنان. كما تمّ البحث في الاوضاع الراهنة في لبنان والجهود المستمرة للتوصل الى وقف اطلاق النار .
لا رئيس مع السلاح: وعشية مؤتمر صحافي لقوى المعارضة ظهر الاثنين المقبل في مجلس النواب لطرح رؤيتهم المشتركة لانقاذ لبنان من اتون الحرب واعادة بناء مؤسسات الدولة، التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في المقر العام للحزب في معراب، رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب كميل دوري الذي لفت إلى أن "الخروج عن الدولة منذ خمسين عاماً أدى إلى ما أدى إليه من دمار وموت وكوارث وحان الوقت للعودة إلى الدولة". وشدد على أن "انتخاب رئيس للجمهورية لا يجوز أن يحصل طالما هناك سلاح متفلت في البلاد، لأن أي رئيس سينتخب في هذه الظروف لن يكون باستطاعته ادارة البلاد ووضع خطة مستقبلية يتولى تنفيذها، لأن هذا الأمر مرتبط بأن نكون جميعاً تحت مظلة واحدة وهي القوى الأمنية اللبنانية الشرعية بحسب ما ينص عليه الدستور والقوانين المرعية الإجراء".
عند فرنجية: وفي هذا المجال، استكمل عضوا اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور وراجي السعد جولتهما على القوى السياسية موفدين من الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط، فزارا اليوم رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي بحضور النائب طوني فرنجيه والوزيرين السابقين يوسف سعادة ويوسف فنيانوس. واكد السعد " أن الوزير فرنجيه يعمل بشكل جاد لما فيه انقاذ البلد من الوضع الخطير الذي يمر به، وكنا متوافقين على كثير من النقاط ونأمل أن نتمكن من التوصل الى مساحة مشتركة بين الجميع لما فيه خير جميع اللبنانيين عبر استعادة الدولة واعادة الحياة للمؤسسات الدستورية لنعمل لوقف الحرب مع اعترافنا بان قرار الحرب او وقف اطلاق النار ليس بيد اللبنانيين".
مبادرات لوقف النار: الى ذلك، توجه وزير الخارحية الايراني عباس عراقجي الى دمشق علی رأس وفد في زیارة رسمیة، حیث یلتقي بالمسؤولین السوریین رفیعي المستوی لمناقشة العلاقات الثنائیة والتطورات الإقلیمیة.وقال عراقجي من دمشق، إن هناك مبادرات بشأن وقف إطلاق النار وإنه قد أجرى مشاورات بهذا الشأن، معربا عن أمله في أن تصل إلى نتيجة، وشدد عقب لقاء نظيره السوري بسام الصباغ على ضرورة أن تكون هناك مساع جماعية من المجتمع الدولي لوقف جرائم إسرائيل. وأضاف: "كان لدي لقاءات جيدة وحديث جيد جدا مع المسؤولين في الحكومة اللبنانية وشخصيات أخرى وتحدثنا حول آخر ما يجري في المنطقة واستمرارا لتلك المواضيع والمحادثات جئت إلى دمشق لالتقي بالمسؤولين السوريين ونحن في لقاءاتنا دائما يكون هناك حديث فيما بيننا وتبادل الرأي حول تطورات المنطقة".
وأوضح أنه "لا شك أن الحديث عن وقف لإطلاق النار هو القضية الأولى في هذه الزيارة أولا في لبنان ومن ثم في غزة وهناك طروحات موجودة في هذا المجال وأتمنى أن تصل المباحثات في هذا المجال إلى نتيجة ولكن للاسف فإن جرائم الكيان الإسرائيلي مستمرة".
مصير العام الدراسي: على خط آخر، يعقد وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي مؤتمراً صحافيا مهما في الثانية عشرة ظهر غد الأحد ، يتحدث خلاله عن العام الدراسي في القطاعين التربويين الرسمي والخاص، وعن الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة.