تغيير هوية لبنان واقع.. والتصدي للمخطط واجب وطني!
يولا هاشم
المركزية – مع التمادي في عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية وانهيار مؤسسات الدولة وتزايد الاعباء الاقتصادية ووجود نصف مليون فلسطيني و2.7 مليون سوري على أرضه، يتزايد الخوف يوماً بعد يوم على هوية وكيان وديمغرافية لبنان. فهل هناك حقيقة مخطط لتغيير وجه لبنان ؟ وكيف يمكن التصدي لهذا المشروع؟
المؤرخ والباحث والرئيس السابق لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور عصام خليفة يقول لـ"المركزية" "ان كل المؤشرات تؤكد ذلك، والمشروع بدأ عام 1975 وقد تحدث عنه وزير الخارجية الاميركية السابق هنري كيسنجر في مذكراته، مشيرا الى ان اسرائيل وسوريا فتحتا خط تواصل لفصل لبنان وحصول كل منهما على قسم منه، وقد سماها كيسنجر "نظام الخطوط الحمر" (red line system). ثم جاء رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وكان طموح السوريين البقاء في لبنان وضمّه الى سوريا وضم لبنان باعتباره محافظة من محافظات الدولة السورية لكن الاستعمار هو من فصلها عنها. ثم اغتيل الحريري وانسحب السوريون".
ويضيف: "كما كتب الباحث الاميركي برنارد لويس، عن مخطط لتفتيت المنطقة كلها من أفغانستان الى طنجة في المغرب، وتقول نظريته بأن الدول التي نشأت بعد الحرب العالمية الاولى يجب إعادة النظر فيها. وبالفعل، تم تفكيك وتشتيت الفلسطينيين، وتفكيك العراق وسوريا، كما ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لم يوافق بعد على حدود تركيا المنصوص عنها في معاهدة لوزان. وبدأ تفكيك السودان وصولا حتى وادي النيل. ويحاولون تفكيك لبنان، الذي برأي لويس يجب تفكيكه: كيان سني في طرابلس والضنية وعكار، كيان مسيحي من زغرتا الى بيروت، وكيان درزي، وبيروت مدينة مدوّلة، وثلاثة "كونتونات" في الجنوب ليست فقط للشيعة بل واحد مسيحي ويسميه "كتائبي" واثنان شيعة. وكيان للشيعة في البقاع مرتبط بالكيان العلوي من وادي البقاع الشمالي والقُصَير وصولاً الى سوريا، حيث عمد "حزب الله" الى تهجير السنّة ومنعهم من العودة والتمركز في المنطقة وبناء قواعد له".
ويضيف خليفة: "جاء النزوح السوري الى لبنان، وعندما يكون النزوح بهذه الكثافة، هذا يعني أنهم يغيرون هوية لبنان، وبدعم غربي كبير. فالأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون بعث برسائل لتجنيسهم، وكذلك ألمانيا وفرنسا".
ويتابع: "بعدها أوقعوا لبنان في أزمة اقتصادية ومالية وحجزوا اموال المودعين، وكل ذلك من أجل إفقار الشعب ودفع اللبنانيين إلى اليأس والهجرة. فهم من جهة يُدخلون أشخاصاً لتجنيسهم ومن جهة اخرى يضخون الكفاءات الى الخارج. إلى جانب كل ذلك، استُبيحت الحدود من قبل حزب الله وبات يدخل ويخرج منها من يشاء دون حسيب او رقيب، ولم يعد لدينا دولة، ولا رئيس للجمهورية ولا حكومة ولا إدارة، بالاضافة الى إقفال الدوائر العقارية فلا يمكن للمواطن إنجاز المعاملات. ولا ننسى انفجار المرفأ وضرب التعليم وتدمير البيئة.. وهذه كلها ليست صدفة. وكل ذلك طمعاً في ثروات لبنان النفطية والغازية وفي مياهه، لأن أرضه غنية ومناخه مميز، إلا ان أغلبية سياسيينا عملاء وغير وطنيين".
ويختم خليفة: "لكننا نقاوم، سنقاوم الفساد وانهيار الدولة وسرقة الشعب. خمس سنوات مضت ولا حل بل بالعكس ما زالوا يعمّقون الازمة، ولم يدخل اي فاسد او سارق الى السجن، رغم وجود القانون 169 وهيئة مكافحة الفساد ويمكن مساءلة اي موظف او مسؤول. يطبقون علينا من كل الجهات ونحن نواجه. ويعملون على تغيير البلد، لكننا سنقاوم، ليس لدينا خيار الا الدفاع عن الوطن واستقلال الدولة ورفض التجنيس والدمج واستنفار الاغتراب للمساعدة. والمقاومة تكون بالتشبث بالارض وعدم بيع الأراضي وبناء المؤسسات. كما ان للكنيسة دور مهم في مساعدة الشعب، على غرار ما فعله البطريرك الياس الحويك خلال الحرب العالمية الاولى، الذي أمر الاكليروس والاوقاف بإطعام الشعب ووزع 136 الف مساعدة وكان يتسلم تقريرا اسبوعيا مفصلا حول كيفية توزيع هذه المساعدات".