استمرار المفاوضات الاميركية الايرانية عامل اضافي لمنع الحرب
يوسف فارس
المركزية – يقترب لبنان اكثر فاكثر من الخطر . كل المؤشرات تدل الى ان الحرب الدائرة بين اسرائيل وحزب الله باتت تلامس الانفجار الكبير بعد العملية التي استهدفت مجدل شمس في الجولان المحتل والرد الاسرائيلي الذي استهدف الضاحية والقيادي فؤاد شكر وانها ستكون طويلة . بدليل ان قرارا اسرائيليا صدر قبل فترة بشأن المستوطنين والطلب منهم بتجديد اقاماتهم وتعليم ابنائهم في المناطق المقيمين فيها بعد هروبهم من مستوطناتهم نتيجة الاضرار التي الحقها الحزب بصواريخه ومسيراته وقذائفه في مستوطنات الشمال .هذا قبل عملية مجدل شمس فكيف الحال بعدها مع التهديد الاسرائيلي المتصاعد بتدمير لبنان وضرورة استهدافه عاجلا .
لاشك في ان الخطر يحدق بلبنان والمنطقة في هذين الشهرين اكثر من اي يوم مضى نظرا لانشغال الولايات المتحدة الاميركية بانتخاباتها الرئاسية وهي التي كانت تكبح اي حرب اسرائيلية شاملة . حتى ان الصحف الاميركية عبرت عن تخوفها من استغلال نتنياهو الوضع الحالي الاميركي بما ان ولاية الرئيس جو بايدن شارفت على الانتهاء ومن اقدامه على توسيع الحرب واعطاء الاوامر لجيشه بتوجيه ضربات تزعج حزب الله في مكانته ودوره على ما حدث في الضاحية فيقوم الاخير برد قاس فتنفجر الامور. لذا ضروري تدارك الامر وتحرك لبنان الرسمي باتجاه المراجع الدولية للحؤول دون قيام اسرائيل باستهداف منشآته وبناه التحتية على غرار ما فعلته بالحديدة اليمنية .
النائب بلال الحشيمي يؤكد لـ "المركزية" في السياق ان الامور بين اسرائيل ومحور الممانعة تشي بان دائرة الحرب بينهما توسعت كثيرا عقب اغتيال ريس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية على الارض الايرانية والقائد العسكري الابرز في حزب الله فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية . لا شك في ان العمليتين اعادتا رفع اسهم نتنياهو في اسرائيل والعالم واكدتا حصوله على ضوء اخضر اميركي اثناء زيارته لواشنطن لسائر مخططاته .لذا العين اليوم على حجم رد محور الممانعة .هل سيكون مجرد تسجيل موقف كما في السابق ام سيؤدي الى تفلت الامور من سياقها المعهود والتدحرج اكثر فاكثر نحو الحرب الشاملة . الاتصالات السياسية ناشطة على اعلى المستويات وكذلك الدبلوماسية للحؤول دون تفجير الوضع في المنطقة والاقليم . الخيار بين اثنين اما الذهاب الى حل سلمي يرضي طهران ببعض التنازلات والمكاسب لها في المنطقة بعدما اعاد نتنياهو الاعتبار له ولاسرائيل بعد عمليتي الضاحية وطهران او الانفجار الكبير وهو مستبعد في رأيي كون الجميع لا يريد الحرب الشاملة من جهة وكون المفاوضات الايرانية – الاميركية مستمرة والجانبان حريصان على استكمالها