هل سلَّم نصرالله قرار السلم والحرب في لبنان إلى السنوار؟
لافت كان تسليم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في إحدى خطبه الأخيرة، القرار لحركة حماس، إذ يقول حرفيًا: “نُؤيد حماس بكلّ قراراتها، ومعها إلى آخر الخط، وما ترضى به “حماس” في المفاوضات سنرضى به”. وبما أن قرار حركة حماس محصور في يد أحد قادتها، يحيى السنوار، فهذا الأمر يفضي إلى أنّ السيد حسن نصرالله سلَّم قرار استمرار الحرب أو الدخول في المفاوضات، وما ستسفر عنه، إلى يحيى السنوار.
ماذا يعني ذلك؟
حرب طوفان الأقصى في الأسبوع الأول من الشهر العاشر على اندلاعها، ومعركة الإسناد والإشغال التي فتحها حزب الله في اليوم التالي على حرب غزة، دخلت بدورها الشهر العاشر. إذا كان السيد نصرالله يربط استمرار الحرب في جنوب لبنان او الدخول في مفاوضات، بما يقرره يحيي السنوار، فهذا يعني أنّ قرار لبنان ومصير أربعة ملايين لبناني، باتا في مكان ما في نفقٍ ما، ما بين جنوب غزة ومدينة رفح، وبما أنّ مثل هذا القرار لا تتخذه حركة حماس بمعزل عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فهذا يعني أنّ قرار الحرب والسِلم في لبنان موزع بين نفق في غزة وبين طهران.
المعضلة التي يعانيها لبنان أنّ الحرب القائمة قد تمتد شهورًا، وقد نصل إلى الذكرى السنوية الأولى، في السابع من تشرين الأول المقبل، وهي ما زالت مندلعة، فهل هذا يعني أنّ لبنان سيستمر في الحرب؟ يبدو أنّ القرار ليس في لبنان، ولا يمر في القنوات الرسمية، بل من طهران إلى حارة حريك، بالتنسيق طبعًا مع القائد الميداني في غزة يحيى السنوار. ويعني ذلك أنّ لبنان يخوض مكرهًا ووحيدًا أطول الحروب مع إسرائيل، فلا حرب ١٩٤٨ ولا حرب ١٩٦٧ ولا حرب ١٩٧٣ ولا حرب ١٩٨٢ ولا حرب ٢٠٠٦، استغرقت تسعة أشهر، ونحن في الأسبوع الأول من الشهر العاشر، والبلد في حال فراغ على مستوى المؤسسات، وفي حال تفريغ على مستوى الجيل الذي اختار السفر بسبب استمرار الحرب.
هنا يطرَح السؤال: هل فكر حزب الله في اليوم التالي؟ أم هو لا يجرؤ على طرح السؤال، بعدما سلّم أنّ الجواب في نفقٍ ما من انفاق غزة أو رفح؟
هنا لبنان - جان فغالي