وحده الجيش يحميني
كتب البروفيسور إيلي الزير:
أنا المواطن اللبناني ابن الأشرفية حيث ولدت وترعرت، لا أريد لـ20 ألف مقاتل الذي تحدّث عنهم النائب كميل شمعون أن يؤمّنوا لي الحماية في منزلي وعملي وطريقي. كما لا أريد لـ100 ألف مقاتل الذي تحدّث عنهم سابقاً السيد حسن نصر الله أن يحموني من الخطر والمخاطر، أو أن يرهبوني في وطني.
أنا المواطن اللبناني الذي ينتظر كلّ يوم اتصالاً هاتفياً من أبنائه المغتربين، ويذهب كلّ صباح إلى عمله دون خلاف أو اختلاف مع أيٍّ من اللبنانيين. لا أريد أن يحميني في وطني وأرضي ومنزلي سوى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وكلّ عسكري يتقاضى راتباً من الضرائب التي أدفعها لحكومة بلادي.
أنا المسيحي، لا أريد حماية مسيحية، وصديقي المسلم لطالما قال لي إنه لا يريد حماية إسلامية. بل أنا وهو نريد حماية لبنانية كما يحصل في كلّ دول العالم، حيث كلّ الأجهزة الأمنية صُنعت وجُهّزت وصُرِف عليها المال كي تحمي الوطن والمواطن.
100 ألف مقاتل هناك و20 ألف مقاتل هنا، مهما كانت نيتهم صافية لا يمكنهم أن يحموا الوطن. بل الأخطر من كلّ ذلك أنهم من مؤشرات نهاية الوطن.
لبنان هذا الوطن المتنوّع بطوائفه ومذاهبه وأفكاره لا يمكن أن يُحكم من ميليشيا، ولا يمكن للبناني أن يؤيد ميليشيا من الميليشيات. إنّ ولادة ميليشيا جديدة تشرّع وجود الميليشيا القديمة، وهكذا دواليك، حتى يتحوّل الوطن إلى مجموعة من الميليشيات فيسقط حينها القانون وتسقط معه العدالة ونخسر النُخب، لأنّ غياب العدالة طارد للنُخب، ووطن من دون نُخب، هو وطن غير قابل للحياة.