التصريحات الأولى.. رهائن إسرائيليون يكشفون تفاصيل عن فترة اختطافهم بغزة
كشف الرهائن الإسرائيليون الذين تم إنقاذهم، السبت، عن بعض التفاصيل التي ارتبطت بتجربة خطفهم واحتجازهم لدى مسلحي حركة حماس في قطاع غزة، منذ 8 أشهر.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن الرهائن أطلعوا الفرق الطبية أنهم تعرضوا خلال احتجازهم لما وصفوه بـ"غسيل الدماغ والإساءة العاطفية إذ أجبرهم مسلحو حماس على قراءة القرآن ودراسة الأحكام الإسلامية".
وأنقذت قوات إسرائيلية، السبت، أربعا من الرهائن المختطفين منذ أكتوبر في عملية بمنطقة النصيرات، وسط قطاع غزة.
وقالت إسرائيل إن الرهائن الذين تم إنقاذهم هم نوعا أرغماني (25 عاما) وألموع مئير (21 عاما) وأندري كوزلوف (27 عاما) وشلومي زيف (40 عاما).
"من شقة إلى أخرى"
وذكرت "القناة "13 أن نوعا أرغماني، أخبرت عائلتها أنها كانت محتجزة مع يوسي شرابي وإيتاي سفيرسكي اللذين قتلا في الأسر لدى حماس. وأكد الجيش الإسرائيلي لاحقا أن شرابي ربما مات خلال غارة جوية على مبنى قريب من المكان الذي احتجز فيه، وقتل سفيرسكي بعد أيام.
وروت أرغماني: "رأيت الصاروخ يضرب المنزل، اعتقدت أنني سأموت. ظننت أنها نهايتي - لكنني نجوت".
كما كشفت أنها "نُقلت بين عدة شقق ولم تحتجز في الأنفاق. وسمح لها أحيانا بالخروج متنكرة في زي امرأة عربية، ونادرا ما أتيحت لها فرصة الاستحمام".
وأنقذت أرغماني صباح السبت في عملية قامت بها قوات إسرائيلية في قلب النصيرات وسط غزة. وكانت محتجزة في شقة بالطابق الأول من مبنى، على بعد بضع مئات من الأمتار من المكان الذي احتجز فيه الرهائن الثلاثة الآخرون شلومي زيف وألموج مئير جان وأندري كوزلوف.
وروت لعائلتها أنها سمعت طرقات عالية في ذلك الصباح. "فجأة، قالوا لها إنه الجيش الإسرائيلي، لقد جئنا لإنقاذك.. كانت في حالة صدمة"، على حد قول قريبها أساف شاهيبي، في مركز شيبا الطبي خارج تل أبيب، حيث نقل الرهائن الأربعة.
وخلال محادثات مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، قالت: "أنا متحمسة للغاية.. لم أتحدث العبرية منذ فترة طويلة".
"كل يوم هدية"
وفي الوقت نفسه، قالت إحدى قريبات ألموع مئير، لموقع يديعوت أحرنوت إنه قبل بضعة أسابيع، عندما احتفل بعيد ميلاده وهو مختطف، صوره مسلحو حماس وقالوا إنهم سيرسلون الفيديو إلى إسرائيل. ومع ذلك، لم تنشر حماس الفيديو أبدا ولم يتم تداوله في إسرائيل، وفقا للصحيفة الإسرائيلية.
وأضافت أنه خلال عملية الإنقاذ الدرامية، كان ألموع نائما ولا يتذكر كل التفاصيل.
بدوره، شارك أندري كوزلوف بعض تجاربه في الأسر خلال لقائه مع نتانياهو. وبحسب هذا الأخير كان كوزلوف، الذي هاجر من روسيا، يحتفظ بمذكرات. وقال نتنياهو: "أخبرني أندري أن لديه دفترا في الأسر وكتب سطرا واحدا كل يوم، "كل يوم هدية. كل يوم - بودروك (بالروسية)، هدية".
ولاحقا، تحدث كوزلوف مع الرئيس إسحاق هرتسوغ عبر الهاتف، وكشف أنه تعلم العبرية بالفعل خلال فترة اختطافه. وقال كوزلوف، الذي اختطف من مهرجان نوفا الموسيقي حيث عمل كحارس أمن، بعد عام من هجرته إلى إسرائيل وحيدا: "بدأت تعلم العبرية قبل عام بالضبط، لذلك تدربت كثيرا مع زملائي المحتجزين".
وبحسب الجيش الإسرائيلي فقد احتجز الرهائن الأربعة في مناطق مدنية في مبان من ثلاثة إلى أربعة طوابق.
واقتحمت القوات الإسرائيلية موقعين منفصلين حيث احتجز الرهائن: احتجزت أرعماني في الطابق الأول من مبنى، بينما احتجز كوزلوف وزيف ومئير جان في الطابق الثالث من مبنى آخر، على بعد مئات الأمتار، إلى جانب عائلات غزية، وفقا للمصدر ذاته.
فرحة وآلام
وبينما بعثت العملية الاحتفال والفرح لدى الجانب الإسرائيلي. جلبت في المقابل المزيد من المعاناة بالنسبة للفلسطينيين، حيث قالت مستشفيات إن عشرات الأشخاص - بمن فيهم أطفال - قتلوا في الغارة على مخيم النصيرات المكتظ بالسكان.
وبحسب مسؤولي صحة ومسعفين فلسطينيين، فقد أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل عشرات من الأشخاص بينهم نساء وأطفال.
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان إنقاذ الرهائن والهجوم الإسرائيلي المميت جزءا من نفس العملية، لكنهما حدثا في النصيرات، وهي منطقة شهدت معارك وقصفا في كثير من الأحيان خلال الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر بين إسرائيل وحماس، وفقا لرويترز.
وأفاد مسؤولون من حركة حماس بأن ما يزيد على 200 فلسطيني قتلوا في ضربات جوية إسرائيلية على منطقة النصيرات.
واتهمت حركة حماس في بيان القوات الإسرائيلية بارتكاب "مجزرة وحشية في النصيرات"، داعية "المجتمع الدولي والأمم المتحدة الى اتخاذ موقف حقيقي من هذه الجرائم الممتدة.. والعمل على وقفها، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة".
وجاءت العملية الأخيرة رغم الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل، بعد غارة دامية على مدرسة تديرها الأمم المتحدة في النصيرات كان يحتمي فيها نازحون.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري "الرسالة هذا الصباح إلى حماس واضحة: نحن عازمون على إعادة جميع الرهائن".
وأشار هاغاري إلى أن الرهائن تم احتجازهم في مبنيين في مخيم النصيرات بارتفاع ثلاثة إلى أربعة طوابق، معتبرا أنه كان "من المستحيل الوصول إليهم بدون المرور عبر المدنيين".
وأضاف في تصريحات في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت "كانت هناك عائلات وحراس" في المبنيين.
المصدر: الحرة