ميقاتي يقترح اجتماع الحكومة في الديمان...بحث عن غطاء مسيحي مفقود؟
عين الحلوة تستعيد هدوءها ...الهدنة صامدة والمطارنة قلقون
لبنان يستعيد ذكرى 4 آب...دعوات لكشف الحقيقة وتحركات في المناسبة
المركزية- بين تثبيت وقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة قطعا لدابر الفتنة المدبرة ومنع تمددها الى الداخل اللبناني وموجة امتعاض برلماني جراء محاولة رمي كرة نار تشريع اقراض الحكومة من احتياطي المصرف المركزي والذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت من دون كشف الحقيقة، توزع المشهد اللبناني اليوم. فيما بدا مستغربا جدا ما اعلنه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عقد جلسة لمجلس الوزراء في الديمان خلافا لقاعدة انعقاد المجلس في العاصمة، وسط تساؤلات عن اهداف خطوة كهذه وما اذا كانت محاولة لاضفاء غطاء مسيحي مفقود على القرارات الحكومية .
جلسة في الديمان؟!: تفاعلت اليوم مواقف رئيس الحكومة في جلسة مجلس الوزراء امس، حول دعوته مجلس النواب الى التقدم بمشروع قانون لاقراض الحكومة من احتياطي "المركزي". وفي وقت عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري عن انزعاجه مما اعلنه ميقاتي، خاصة وان هذه الخطوة ليست من صلاحيات ساحة النجمة، شرح الاخير مواقفه. في السياق، أكّد ميقاتي للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال زيارة قام بها صباحا إلى الديمان "ألا طموح لدى أيّ من الوزراء بأن يأخذ صلاحيات أحد." وأضاف ميقاتي "تحدّثت مع الراعي وكان هناك اقتراح أن ندعو لجلسة لمجلس الوزراء يوم الثلاثاء المقبل عند الـ11 صباحاً في الديمان". وتابع: "نحن نعمل بوطنية كي نبقي هذه الدولة قائمة وننادي لانتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن من أجل إعادة انتظام المؤسسات". وقال رئيس الحكومة: "الأمور التي تجمعنا أكثر بكثير ممّا يفرقنا وكل المواضيع المطروحة تهمّ جميع اللبنانيين من دون استثناء... مع نهاية هذا الشهر لا نستطيع تأمين لا الدواء ولا الرواتب وعلينا أن نعمل كيد واحدة لإنقاذ هذا البلد". ولفت ميقاتي إلى أنه اتصل بنائب حاكم مصرف لبنان وسيم منصوري صباحاً، قائلًا "نحن نعمل بهدف أن تُقرّ الخطة الإصلاحيّة وعلينا أن نسعى معاً لإنقاذ هذا البلد وتحقيق الإستقرار فيه".
قلق المطارنة: على صعيد آخر، سيطر هدوء حذر اليوم على مخيم عين الحلوة وباشر سكانه الذين نزحوا منه، عملية العودة اليه لتفقد ممتلكاتهم حيث بدا ان الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ مساء امس، صمدت. وتوقف المطارنة الموارنة اثر اجتماعهم الشهري اليوم برئاسة الراعي "بقلق أمام ما تشهده مدينة صيدا ومخيم الفلسطينيين في عين الحلوة من اشتباكات وتبادل لإطلاق النار بين فصائل فلسطينية، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى وإلى إقفال المدينة وترويع أهاليها. ودعوا الحكومة والمؤسسات العسكرية والأمنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة، تضع حدا نهائيا لتفلت السلاح في المخيم، متمنين العودة إلى الأمن الشرعي وحده".
طريقة غير موفقة: سياسيا، توزع الاهتمام بين الملف الرئاسي والاعداد لذكرى 4 آب. على الخط الاول، أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص "أننا نؤيد اللامركزية وقدمنا اقتراح قانون بالنسبة للصندوق السيادي ولكن أنا لست متحمّسا لشيء في ظل وجود 100 الف صاروخ و مليوني نازح". أضاف في حديث متلفز: على الرغم من أهمية اللامركزية الإدارية والصندوق الإئتماني وغيره الا أنني لا يمكن أن أقايض هذه النقاط برئاسة الجمهورية في حين يقول رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل "اعطوني اللامركزية وأتساهل بالرئاسة". وأكد عقيص ان "لا جبران باسيل مرجع بالتلقي ولا حزب الله مرجع بالعطاء". وأشار إلى أن "موقفنا هو هو لكن باسيل يعدّل بموقعه السياسي وهذا حقه وكلمة التقاطع بيننا وبين التيار كلمة خاطئة وحتى التواصل بيننا لم يكن مباشرا بينما كان بين التيار من جهة ومجموعة من قوى المعارضة من جهة ثانية". أضاف "طريقة إعادة تموضع جبران باسيل مع حزب الله غير موفقة"، مشيراً إلى أن "من المبكر الحكم على استمرار أو إنتهاء التقاطع مع الوطني الحر". وتابع "الوطني الحر أبلغنا أنه سيعيد انتخاب جهاد أزعور في حال دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة انتخاب". وقال عقيص "لا يمكنني تأكيد عدم عودة الوطني الحر إلى مكانه السياسي قبل 2006 والأمر يعود لباسيل".
للعودة للطائف: من جانبهم، شكر المطارنة الموارنة "السيد جان إيف لودريان موفد الرئيس الفرنسي والدول الممثلة في اللجنة الخماسية الخاصة على جهودهم المبذولة لمعالجة أزمة انتخاب رئيس للجمهورية والسير بالإصلاحات المطلوبة لإعادة بناء الدولة وتأمين موجبات تعافيها. ويلحون بالطلب إلى السادة النواب للقيام بواجبهم الوطني والدستوري في وضع حد للتمادي في أسر رئاسة الجمهورية والإفراج بالتالي عن الموقع الأول في الدولة، الذي فيه يكتمل عقدها ويستقيم عملها". وتابعوا "يلاحظ الآباء بكثيرٍ من الإستغراب ارتفاع وتيرة الحديث السياسي والإعلامي عن مواصفات الحكم، فيما البلاد تشهد تهاويا لبناها وللعلاقات بين مكوِّناتها السياسية. ويذكِّرون العاملين على هذا الصعيد بأن السبب الأبرز لما نحن فيه يكمن في عدم تنفيذ كامل بنود اتفاق الوفاق الوطني، نصا وروحا، داعين إلى العودة إليه، ففيه دواء شاف للاضطراب الحاصل في شؤون مستقبل الديموقراطية والحريات والعدالة والمساواة في لبنان".
دريان ومسؤولية النواب: الى ذلك، استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري على رأس وفد، وقال بعد اللقاء: لمسنا من سماحته حرصه على أن يعم الاستقرار في هذا البلد، وكذلك حرصه على انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، وكذلك حرصه على وقف الأحداث الحاصلة اليوم في مخيم عين الحلوة والتي بإذن الله يجب أن تتوقف حفاظاً على أرواح الناس الموجودة في المخيم والموجودة كذلك في صيدا. واستقبل دريان سفير جمهورية مصر العربية في لبنان ياسر علوي، وتم البحث في أوضاع لبنان والمنطقة وتعزيز العلاقات بين البلدين. وخلال استقباله وفدا اعلاميا، شدد المفتي دريان في خلال النقاش على "دور الإعلام في نشر الوعي والمساهمة في إلقاء الضوء على الأزمات التي يعيشها لبنان ونقل الحقيقة"، مؤكدا حرص "دار الفتوى على الدفع نحو إتمام الاستحقاقات الدستورية في موعدها والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وفق ما نص عليه الدستور ووثيقة الوفاق الوطني (اتفاق الطائف)"، مذكرا "أن رئيس الجمهورية هو رئيس لكل اللبنانيين وقسمه لا يكون على القرآن أو الإنجيل بل على الدستور مع تعديلاته التي نص عليها اتفاق الطائف". ودعا المفتي دريان النواب إلى "تحمل مسؤولياتهم في هذا الخصوص أمام ناخبيهم بما فيه مصلحة الوطن والمواطن ومن مسؤولية المواطنة".
انفجار المرفأ: وعشية ذكرى انفجار المرفأ، استذكر المطارنة الموارنة "بالألم والصلاة ضحايا تفجير مرفأ بيروت الذين سقطوا في ذاك الرابع من آب سنة 2020. وطالبوا في الوقت عينه برفع التدخل السياسي في التحقيقات التي يجب أن يستكملها المحقق العدلي. ودعموا مطلب أهالي الضحايا بلجنة دولية لتقصي الحقائق، وبإقرار التعويضات عن الضحايا والجرحى والبيوت المتهدمة"... من جانبها، توجهت النائبة ستريدا جعجع "بتحية محبة وتقدير كبيرة الى أهالي الشهداء والمصابين الصابرين على جرحهم وألمهم العميق"، مؤكدة لهم اننا "لن نرتاح ولن نستكين حتى الوصول الى الحقيقة و محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة ".
عدم نسيان الضحايا: الى ذلك، زارت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا اليوم، الرابطة المارونية واجتمعت إلى رئيسها السفير خليل كرم في حضور عدد من أعضاء المجلس التنفيذي للرابطة . وأعلنت فرونتسكا انها "ستشارك السفارات المعتمدة في لبنان والوكالات الدولية العاملة في بيروت في وقفة تضامنية يوم 4 آب في المرفأ لتأكيد عدم نسيان الضحايا وعائلاتهم والإصرار على مجراها للوصول إلى الحقيقة". وتطرق الحديث خلال اللقاء الى "الدور الذي تقوم به المنظمة الدولية وهي شخصيا كممثلة للأمين العام لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 من أجل ضمان أمن الجنوب واستقراره والحفاظ على السلام في هذه المنطقة من لبنان".
احياء الذكرى: وعشية الذكرى ، افيد ان احياءها سيتوزع على ثلاثة ايام، تكريم رسمي من محافظ بيروت مروان عبود للضحايا العشر تتخلله كلمة له واخرى لممثل الفوج، فيما يرأس البطريرك الماروني القداس الالهي في كنيسة ماجرجس وسط بيروت في السادسة وسبع دقائق مساء غد. اما يوم 4 أب فمخصص للتحرك : بين الرابعة والسابعة مساء، حيث يتم التجمع في فوج الاطفاء للانطلاق في اتجاه المرفأ حيث يتم احياء الذكرى.