شيا الى الدوحة للمشاركة في اجتماع خماسية باريس
بو حبيب ينسحب من رئاسة لجنة متابعة عودة النازحين
اسرائيل تستهدف وفدا اعلاميا على الحدود وتغيب عن اجتماع الناقورة
المركزية- تحت وطأة موجة الحر التي تضرب لبنان متسببة بحرائق تلتهم ما تبقى من مساحات خضراء، على رغم استراتيجية مكافحتها واستنفار الاجهزة المعنية، يقبع اللبنانيون في نهاية الاسبوع عاجزين عن تشغيل مكيفات الهواء وقد الهبتهم فواتير الكهرباء المليونية المخفّضة في دفعتها الثانية اذ تراوحت في بعض المناطق بين 10 و30 مليون ليرة عن شهري كانون الثاني وشباط المنصرمين، فيما يعجز معظمهم عن تكبّد كلفة الانتقال الى المسابح حتى العامة منها لتجنب الحر بفعل ارتفاع اسعار البنزين.
وكحال الطقس استمرت السخونة السياسية في معظم ملفات الساعة لا سيما النزوح السوري بعد القرار الاوروبي، وقد شكل للمفارقة نقطة التقاء بين اللبنانيين من مختلف الاتجاهات السياسية والحزبية رفضا لاستمرار ابقاء النازحين في لبنان، اضافة الى الوضع المتوتر على الحدود الجنوبية، فيما يخضع الملف الرئاسي لمعاينة ميدانية دولية مطلع الاسبوع مع اجتماع دول خماسية باريس في الدوحة.
شيا الى الدوحة: وفي السياق، علمت "المركزية" ان السفيرة الاميركية دوروثي شيا ستغادر بيروت متوجهة الى الدوحة للمشاركة في اجتماع الدول الخماسية الذي يُعقد مطلع الاسبوع في قطر للبحث في ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
ظاهرة خطيرة: والاستحقاق الرئاسي حضر ايضا اليوم على طاولة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، الذي اجتمع برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى واصدر بيانا: توقف فيه " بقلق واهتمام كبيرين أمام ظاهرة الفراغ في المؤسسات الدستورية وتآكلها وشل عملها على نحو لا سابق له. فمن رئاسة الجمهورية، الى الحكومة التي يقتصر عملها الدستوري على تصريف الأعمال، الى قيادة الجيش والأركان، وحاكمية البنك المركزي، وتعطيل التحقيقات القضائية (جريمة تفجير المرفأ نموذجا)، وكأن الدولة اللبنانية بمؤسساتها كافة أصبحت في إجازة قسرية في وقت يبحث فيه المواطن اللبناني عن لقمة العيش في مجتمع تسوده البطالة واندثار فرص العمل، وتصدع أركان المؤسسات التعليمية". وأضاف، "تطرق المجلس أيضا الى الظاهرة الأسوأ، والتي تتمثل في عدم إدراك مخاطر هذا التردي واستمراره، والذي بات يهدد لبنان بالفوضى وبخطر الانهيار الكامل. ومع ذلك يجري التعامل مع هذا الواقع الخطير بكثير من الاستخفاف بمخاطره على المستقبل والمصير".وتابع، "إن المجلس يرفع الصوت عاليا مرة جديدة مؤكدا أن المؤسسات الدستورية لا تشكو من فراغ مؤقت أو مرحلي، بل أنها تعاني من تفريغ مقصود ومبرمج يكون منطلقا لإعادة النظر في صيغة العيش المشترك التي ارتضاها اللبنانيون ولا يزالون. كذلك فإن المجلس يرفع الصوت محذرا من العبث بنظام الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية، ويجد فيه طعنا بخاصرة الوحدة الوطنية وبرسالة لبنان التي تقوم على الوحدة في التعدد.عبثا يجري البحث عن حل للأزمة اللبنانية في قاعات منيرة في هذه الدولة أو تلك من الدول الصديقة أو الشقيقة".ولفت الى ان "الحل الضائع موجود في قاعات لبنان المظلمة بالتعصب وقصر النظر والمصالح الذاتية. لا يمكن العثور على حل في غير المكان الذي يوجد فيه. المساعدة الخارجية لا تكفي. لا بد من إرادة داخلية وطنية جامعة. وهذا ما يفتقده لبنان وما يفتقر اليه.
منفتحون للحوار: في المقابل، أكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "بعض السياديين يفضّل الفراغ على انتخاب المرشح الطبيعي، ولكن في ميزان الوطنية والربح والخسارة، يجب انتخاب الرئيس وبذل أقصى الجهد لتقريب وجهات النظر، ونحن نقبل بالنقاش بمواصفات الرئيس، ونقبل النقاش بالخطوط العريضة التي ستؤثر على مواقف الرئيس مستقبلاً، من أجل أن نتقاطع على نتائج سليمة وننجز الاستحقاق، وهذا الحوار الذي ندعو إليه، له مسار وأشكال مختلفة، فلا يفكرن أحد بأن المطلوب هو أن يشترك الجميع في الحوار أو لا يكون هناك حوار، فمن لا يريد الحوار، فهذا شأنه، ولكن نحن منفتحون لحوار ثنائي وثلاثي ورباعي مع من يحب أن يحاور من أجل إنجاز الاستحقاق، وأما من لا يحب الحوار، فليبق على قناعاته، وسيلفظه المستقبل، لأنه لا محل لمن يريد أن يستأثر ويقف في مواجهة الآخرين بتحدٍ دائم".
تقاطعات هجينة: من جهته، اعتبر المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل اننا "اليوم نحن امام تحديات كبرى وفي مقدمها وليس اقلها انتخاب رئيس للجمهورية"، مضيفاً، "نحن لا نريد رئيسا مفروضا بتقاطعات هجينة لا تحمل مشروعاً سياسياً واضحا ولا تنطلق من قاعدة سياسية او نيابية صلبة، نحن نريد انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن ومنفتحون على كل المبادرات والنقاشات". أضاف خلال احتفال تكريمي للجرحى والاسرى المحررين في انصار: "دعونا في السابق الى حوارات لأكثر من مرة واليوم ندعو الى تفاهم القوى السياسية الاساسية من اجل انتخاب رئيس للجمهورية كي نستطيع ان نؤسس من خلاله عملية النهوض بالبلد ومؤسساته وفي الحكومة وخطة الاصلاح المالي والاقتصادي واعادة ثقة الناس بالدولة وادوارها الحل يبدأ بفك العقد السياسية القائمة ".
بو حبيب ينسحب: في الغضون، وعلى وقع تدفق المواقف المستنكرة للقرار الاوروبي في شأن النازحين، افادت مصادر مطلعة "المركزية" ان وزير الخارجية عبد الله بوحبيب انسحب من رئاسة اللجنة الوزارية المكلفة متابعة عودة النازحين مع السلطات السورية بداعي السفر المتكرر. وتم اقتراح اسم وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار لترؤس اللجنة.
لتفكيك مخيمات النازحين : من جهته، أشار وزير المهجّرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين إلى أن "تصريحات البرلمان الأوروبي حول موضوع النازحين السوريين تناقض الواقع وهي مرفوضة ولم تُفاجئنا".وأضاف شرف الدين في حديث اذاعي "في مؤتمر بروكسل أدلى مسؤول سياسي في الاتحاد الاوروبي بتصريح شبيه بالمواقف الأخيرة يؤكد فيه أنه لن يتعاون بموضوع عودة النازحين اذا لم يكن هناك مراقبة اوروبية".وتابع: "المطلوب اليوم ليس تحسين وضع المخيمات بل تفكيكها والعودة الآمنة للسوريين إلى بلادهم".
قنبلة مسيّلة للدموع: امنيا، افيد بأنّ "القوّات الإسرائيليّة ألقت قنابل مسيّلة للدّموع، باتجاه وفد إعلامي كان يقوم بجولة برفقة عضو كتلة "التّنمية والتّحرير" النّائب قاسم هاشم، على تخوم مزارع شبعا".وقال هاشم على الاثر: "من حقنا ان نصل الى اي بقعة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا وما نتعرض له أمر طبيعي فهذه هي الطبيعة العدوانية للعدو الاسرائيلي".
لضبط النفس: وأعلنت نائبة مدير مكتب قوات اليونيفيل الاعلامي كانديس ارديل، أن "عشرات الأفراد عبروا هذا الصباح الى جنوب الخط الأزرق في منطقة بسطرة، وردا على ذلك أطلق الجيش الإسرائيلي قنابل مسيلة للدموع". وقالت ارديل: "جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل والجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي جميعهم في الموقع، والوضع هادئ الان"، مضيفة: "رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ارولد لاثارو يتحدث مع السلطات على جانبي الخط الأزرق". وتابعت: "أثار عدد من الحوادث في الأيام الأخيرة التوترات، وبفضل التزام الاطراف على جانبي الخط الأزرق، لم تتصاعد هذه الحوادث أكثر من ذلك. ونحن نشجع الجميع على الاستمرار في ممارسة نفس المستوى من ضبط النفس في الساعات والأيام الآتية".
بوحبيب واليونيفيل: الى ذلك، أشارت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان الى ان "وسيلة إعلامية مكتوبة تناولت خبراً اليوم مفاده تخلي حكومة تصريف الاعمال عن ما أسمته مطلب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب تعديل قرار مجلس الأمن الدولي لجهة حرية حركة اليونيفيل، خلال مناقشة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة تجديد ولاية قوات اليونيفيل في شهر آب القادم. يهم وزارة الخارجية ان توضح بأن "لا يوجد مطلب للوزير بوحبيب الذي يعمل بالتنسيق مع رئيس مجلس الوزراء ووفقاً لسياسة الحكومة وبيانها الوزاري...تتابع الوزارة حشد التأييد والاتصالات مع السفارات الاجنبية المعنية في لبنان، ومن خلال السفارات اللبنانية في هذه العواصم، وبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، من أجل صدور قرار تمديد ولاية اليونيفيل يضمن حرية حركة اليونيفيل بالتنسيق مع الحكومة والجيش اللبناني، كما هو معمول به ميدانيا" وذلك من أجل نجاح مهمتها، وحفاظا" على الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان والمنطقة، ووفقا" لإتفاقية عمل هذه القوات المعروفة بالSOFA".
تغيّب الفريق الإسرائيلي: وليس بعيدا، أفادت معلومات الـ LBCI بأن الجانب اللبناني تبلّغ من قيادة اليونيفيل أن الفريق العسكري الإسرائيلي لن يحضر يوم الأثنين إلى الإجتماع الثلاثي في الناقورة والذي كان سيناقش مسألة معالجة ما تبقى من تحفظات لبنانية حدودية إضافة لما يجري في خارج بلدة الماري وصولا إلى تلال كفرشوبا ومزارع شبعا المحتلة. وكشفت المعلومات أن الجانب الإسرائيلي تذرّع لعدم المشاركة بأنه يجري تقييما للأحداث التي تحصل منذ أيام في بعض مناطق الخط الأزرق.