بيان نواب الحاكم يتفاعل: عليهم تحمّل مسؤولياتهم اذا تعذّر التعيين
الشامي مصدوم.. ومستشار ميقاتي: لا نتحدى احدا والبحث جار عن مخارج
"القوات" تزور البخاري.. والحزب يكرر: للحوار.. وتحقيقات "القرنة" تتقدم
المركزية- في فلكي "هزة" نواب حاكم مصرف لبنان ببيانهم امس وجديد تكشفت عنه التحقيقات في حادثة القرنة السوداء،اضيفت اليه اليوم حادثة اطلاق نار في بر الياس وسقوط قتلى وجرحى، دارت الحركة السياسية في البلاد وتركزت المتابعات اليوم. قراءات وتحليلات تبدأ من اتهام سياسيين بالوقوف خلف البيان ولا تنتهي باعتباره ناقوس خطر ومؤشر الى انهيار دراماتيكي يدق ابواب اللبنانيين. اما القرنة وشهيداها، فتبدو التحقيقات ستقرن الشك باليقين لناحية الجهة الموجهة اليها اصابع الاتهام، ودحض سيناريوهات حبكها بعض من حاول حرف التحقيق عن مساره متحدثا عن اسباب وخلفيات شخصية.
والامن المُعّكَر على سفح اعلى قمم لبنان حيث يواصل الجيش تسيير دوريات مروحية لمنع اي احتكاك بين اهالي بشري والضنية، انتقل بقاعا اليوم مع حادثة اطلاق نار على مسجد في بر الياس وسقوط قتلى وجرحى لم تتكشف كامل تفاصيله حتى اللحظة.
تخلّ عن المسؤولية؟ تفاعل بقوة اليوم اذا ، تلويح نواب حاكم مصرف لبنان الاربعة امس، باستقالة جماعية في حال لم تعين الحكومة حاكما جديدا لمصرف لبنان، حيث تقاطعت المواقف عند التأكيد ان في استقالتهم تخليا عن مسؤوليتهم.
الشامي يعلق: في السياق، صدر عن نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي البيان الاتي: بينما أتَفق مع بيان نواب حاكم مصرف لبنان الاربعة بشأن الحاجة والضرورة لتعيين حاكم جديد للبنك المركزي، وهذا ما كنت وما أزال أطالب به منذ عدة أسابيع، إلا أن البيان استوقفني عند نقطتين مثيرتين للتساؤل: أولاً، التهديد بالاستقالة الذي ينطوي عليه البيان خطير للغاية في هذا المنعطف الحرج والوقت العصيب الذي يمر به البلد. يشير البيان الى المادة 18 من "قانون النقد والتسليف" التي تنص على الية تعيين حاكم جديد في حال شغور هذا الموقع، ولكن في الوقت نفسه يتجاهل المادة 25 التي تقول بوضوح شديد على أن يتولى النائب الأول للحاكم مسؤولية الحاكم عند الشغور. ولا يمكن أن ننتقي ونختار من القانون ما نشاء. ثانيًا، إن القول بعدم وجود خطة إنقاذ حكومية أمر صادم نظرًا لوجود هذه الخطة ولأن مصرف لبنان كمؤسسة كان جزءًا من الفريق الذي شارك في اعدادها ومناقشها والاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي. نعم، نحن بحاجة إلى حاكم جديد لمصرف لبنان، لكن على نواب الحاكم تحمل مسؤوليتهم في حالة تعذر هذا التعيين.
اشكالية: قانونيا، أكّد الوزير السابق زياد بارود ان "واقع تصريف الأعمال في الحكومة اللبنانية يجعل من الصعوبة بمكان تعيين حاكم لمصرف لبنان، بناءً على الاجتهاد المستمر لمجلس شورى الدولة، لجهة الامور الملحة التي ترتبط بمهل، لافتًا إلى وجود البديل عند انتهاء ولاية الحاكم وليس الفراغ الكامل"، مؤكّدًا ان "المادة 25 من قانون النقد والتسليف تتيح للنائب الأول للحاكم تولي مهام الحاكم لحين تعيين حاكم جديد". وأوضح في حديث اذاعي أن "الإشكالية المطروحة في بيان نواب الحاكم تدق ناقوس الخطر لتفادي الفراغ في هذا الموقع، وأن الإشكالية الأكبر في الذهاب إلى استقالة النواب الأربعة"، لافتًا إلى أن "استقالة النائب الأول تطرح اشكالية ايضًا"، معتبرًا أن "البيان يهدف إلى حض السلطة السياسية على تحمل مسؤولياتها، ولا تلغي مسؤولية نواب الحاكم، الذين أقسموا اليمين امام رئيس الجمهورية وعليهم أن يقوموا بواجباتهم"، مستبعدًا "ذهابهم إلى استقالة جماعية، تؤدي إلى الفراغ على مستوى المجلس المركزي ككل ولا تفيد الحالة النقدية الصعبة التي يعيشها لبنان".
بحث عن مخارج: في المقابل، رأى مستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس أن "هناك تطوّرًا يغيّر المشهد في بيان نواب حاكم مصرف لبنان". ولفت إلى أن "المشكلة تبقى نفسها في تأمين استمراريّة المرفق العام وخاصّةً حاكمية مصرف لبنان لأن السياسة النقدية بيدها". وشدّد نحاس في حديث اذاعي على ان "قرار رئيس الحكومة يسعى إلى إحداث توازن ما بين هو ضروري وأساسي وما بين التوازنات السياسية". وكشف عن "تحرك لرئيس الحكومة خلال الأسبوعين المقبلين للحوار مع الأفرقاء للوصول إلى مخرج". وأضاف: "هناك مخارج متعددة منها التعيين أو تسليم النائب الاول للحاكم، وإذا لم يتم التوافق على المخرجين المطروحين فهناك مخرج جديد سوف يُدرس". واعتبر نحاس أن "من المبكر اقتراح التمديد للحاكم الحالي، لافتًا إلى درس آلية جديدة تعطي الثقة للمصارف والمؤسسات". وعما إذا كان القرار بتعيين حاكم جديد سيتخطى الاعتراضات، قال نحاس إن "الموضوع ليس موضوع تحدٍّ والموقع أساسي يتخطى المصالح السياسية، مشددًا على اولوية التوافق في هذا الملف، محذرًا من مسار غير مطمئن في حال عدم حدوثه".
في السفارة: سياسيا، لا جديد على الضفة الرئاسية. وقد افيد في انتظار عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان، ان السفارة السعودية في بيروت شهدت صباح اليوم لقاءً مطوّلاً جمع عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب ملحم الرياشي والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري.
الحزب للحوار: من جانبه، رأى رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك ان "يجب الخروج من هذا الضياع والواقع المأسوي بصحوة ضمير ووقفة مسؤولة". ودعا إلى "المبادرة للخروج من الفراغ الذي لم يعد يطاق، باللقاء والحوار والتفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية حتى تنتظم المؤسسات وتمسك الدولة بزمام أمرها"، وأضاف "ها هو العدو الإسرائيلي يقتطع أرضنا في الغجر بضرب سياج عليها وضمها، مع إقرار الأمم المتحدة بأن الأرض هي أرض لبنانية، متجاوزا سيادة لبنان وقرارات الأمم المتحدة فضلا عن انتهاكاته الأخرى بتحريك جرافات وجرف أرض زراعية لبنانية، فالمطلوب من الحكومة والشعب اللبناني العمل الجاد بالطرق القانونية وبالإلحاح على المجتمع الدولي والأمم المتحدة لوضع حد لهذه الإنتهاكات".
اهمية اليونيفيل: جنوبا ايضا، رحبت السفارة البريطانية في لبنان بكبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المارشال الجوي مارتن سامبسون، بزيارة للبنان استمرت يومين من 5-6 تموز. وقالت في بيان "في حفل خاص أقيم في مقر قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) في الناقورة، شارك المارشال سامبسون في رفع علم المملكة المتحدة كدولة مساهمة في هذه القوة من خلال منسّقة في قسم التواصل. والمملكة المتحدة هي المساهمة التاسعة والأربعين في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان والبالغ عددها حتى اليوم 10,101 جندي. كما التقى المارشال سامبسون قائد الجيش العماد جوزاف عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الخارجية الدكتور عبدالله بو حبيب. رافقه خلال لقاءاته القائمة بالأعمال كاميلا نيكليس والملحق العسكري المقدّم لي سوندرز". في ختام الزيارة قالت القائمة بالأعمال كاميلا نيكليس "تعدّ مساهمة المملكة المتحدة في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان محطة مهمة في استقرار لبنان وأمنه. نحن ندعم بشكل كامل عمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان كما نص عليه قرار الأمم المتحدة رقم 1701. إن زيارة المارشال سامبسون لبنان وتواصله المستمر مع قائد الجيش اللبناني، هي رمز لدعمنا المتواصل للجيش اللبناني". وقال المارشال الجوي مارتن سامبسون "كنت فخورًا بالمشاركة في رفع علم المملكة المتحدة في الحفل الذي أقيم في الناقورة كدولة مساهمة في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). لقد أكد حادث البارحة أهمية دور قوة اليونيفيل في دعم استقرار وأمن لبنان. نحض الجميع على ضبط النفس وتجنب أي تصعيد آخر". اضاف "خلال اجتماعاتي كررت دعمي للشعب اللبناني وجيشه في الظرف الحالي الصعب. سنبقى صديق وحليف لكليهما".
بري - مولوي: الى ذلك، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير الداخية بسام مولوي عارضا معه الوضع الامني والمستجدات السياسية.
تحقيقات القرنة: في شأن امني آخر، وبموجب التحقيقات التي تجريها قاضية التحقيق الاول في الشمال سمرندا نصار مع فريق الادلة الجنائية فيما خصّ حادثة القرنة السوداء ومقتل شابين من بشري، افيد ان تم تحديد مكان وفاة هيثم طوق والمسافة التقريبية التي أُطلقت منها الرصاصة عليه والتي هي نحو 160 إلى 170 متر تقريبا. أيضا، تمّ تحديد نوع السلاح المستخدم في مقتل هيثم طوق، كما أنه عُثر على عدة طلقات في النقطة التي كانت مجموعة شباب بشري موجودة فيها، بالاضافة إلى طلقات نارية في النقطة التي تم إطلاق النار منها على هيثم. واشارت المعلومات الى تعرض هيثم ورفاقه الى طلقات قليلة قتلت هيثم استدعت ردا من شباب بشري الذين تم تحديد نوع السلاح الذي كان بحوزتهم. كما علم، أنه تمّ العثور على سبعة متاريس مصنوعة من حجر في التلال المحيطة كما تم توثيق متاريس في التلال الابعد. وكل هذه المعطيات تنتظر صدور نتائج الفحوص في المختبرات. كما افيد ان مروحيات الجيش واصلت صباح اليوم أعمال الدورية والمراقبة الجوية لمنطقة القرنة السوداء وجرود المكمل المجاورة للقرنة، وسط تدابير مشدّدة يُنفّذها الجيش في القرنة ويمنع من خلالها الوصول إلى أماكن محدّدة كتدبير احترازي بعد الحادثة الأخيرة.
صلاة في الديمان: ودعا أهالي بشرّي إلى المشاركة في الصلاة على روح الضحيّتَين هيثم ومالك طوق عبر المشاركة بقداس الديمان يوم الأحد المقبل والذي يترأسه، في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عند الساعة العاشرة صباحاً. وعلى صعيد التحقيقات، فقد عُلم أنّ مخابرات الجيش تتابع التحقيق في حادثة القرنة السوداء، وسط تقدُّم في مسارها. وقد قامت الجهات المختصة بتفقّد مكان الجريمة مرة جديدة بالأمس، وتمّت معاينته بدقة وأخذ بعض الأدلّة الحسّية التي يمكن أن تُسرّع في مجرى التحقيق، فيما يستمر التركيز على مطابقة أقوال الموقوفين لأنّها تشكل الدليل الأبرز في التوصّل إلى حقيقة ما حصل .
حادثة بر الياس: وليس بعيدا من الامن، أقدم احد الشبان من عائلة عيتاني على اطلاق النار من رشاش حربي على مصلين بعد خروجهم من صلاة الجمعة من احد المساجد التي تقع على طريق المكاوي في برالياس وافيد عن سقوط قتيل وعدد كبير من الجرحى.
وترددت معلومات عن مقتل مطلق النار مع ترجيحات بأنه يعاني من أمراض عصبية.