صلاة و"تأنيب" بطريركي ناعم في لقاء بيت عنيا
الراعي للنواب المسيحيين:ماذا فعلتم وبماذا جعلتم الشعب يتقدم؟
اتفاق على تغطية جلسات غسيل الكلى و30 مليارا لوجبات السجناء
المركزية- في مربعهم، تحرك الساسة المسيحيون اليوم. فالمنكوبون والفقراء الجدد هم من "ابناء رعيتهم" ايضا. ونكبتهم مزدوجة، نكبة العوز والبؤس واليأس من منظومة سياسية أمعنت في قهرهم وسلبهم جنى العمر، ونكبة المصير المجهول، في ضوء استمرارها متحكمة بهم غير آبهة بالتحذيرات المنهمرة من كل حدب وصوب للشروع في الاصلاح قبل فوات الاوان. 53 نائبا مسيحيا صلوا في بكركي، في اربعاء ايوب لدى الطائفة المارونية، وقد بات اللبنانيون بمجملهم ايوب، لكثرة ما صبروا وتحملوا من منظومة الفساد القابضة على حيواتهم، لكن الصلاة وحدهاقد لا تكفي، في وقت يتقدم اللبنانيون كل يوم خطوة اضافية على درب الجلجلة.
فالخلوة الروحية النيابية المسيحية التي عقدت اليوم في بيت عنيا بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلت من اي حديث في السياسة واقتصرت النقاشات التي شارك فيها 53 نائبا - جلسوا "عشوائيا لا "سياسيا"، على طاولة مستطيلة - على الشق الروحاني المسيحي وعلى القيم التي تدعو اليها الكنيسة، والتي يجب ان تحكم عملَ المعنيين بالشأن العام، لناحية المحبة والخدمة والحوار والتواصل...
ماذا فعلتم لانتخاب رئيس؟: اما بعد الخلوة، وخلال القداس الالهي، فكانت للراعي بعض المواقف الروحية لكن السياسية الابعاد اذ لم تخلُ من بعض التأنيب غير المباشر. واستهل البطريرك الراعي كلمته في القداس قائلاً "نرفع ذبيحة الشكر لله وقد خاطب كل واحد منكم من موقعه فقد استجاب لصلواتنا وعبر الشعب عن فرحته عن هذه المبادرة وعلق عليها امالا كبيرة". وشدد على ان "السياسة التي تمارس السلطة بطريقة خاطئة هي غير قادرة على الاعتناء بالاخرين فتسحق الفقراء وتستغل الارض وتواجه النزاعات ولا تعرف كيف تحاور". وأضاف "يقول البابا فرنسيس أن "السياسة التي تسعى لخلق مساحة شخصية وفئوية هي سيئة أمّا السياسة التي تضع خطة لمستقبل الأجيال فهي صالحة وفق مسألة تتوّج بالوقت يتغلّب على المساحة". وسأل: بماذا جعلتم الشعب يتقدم، اي قوى ايجابية حررتم، ماذا فعلتم لانتخاب رئيس للجمهورية؟” داعيا النواب الى "التحلّي بصفات القديس توماس مور شفيع المسؤولين السياسيين واتباع مقولته "أنا خادم الملك الأمين ولكن خادم الله اولاً".
غياب.. وصورة: وبعد انتهاء الخلوة وقبيل بدء القداس الإلهي في كنيسة سيدة لورد، التقطت الصور للبطريرك الماروني برفقة النواب المسيحيين من أمام مزار سيدة لبنان. وتغيّب عن الخلوة كل من النواب: سينتيا زرازير - ميشال معوض - بولا يعقوبيان - ملحم خلف - نجاة صليبا - أسعد درغام - الياس بو صعب - سامر التوم - ميشال الدويهي - ميشال الياس المر... وافيد أن "النائبين ملحم خلف ونجاة عون صليبا إتصلا بالبطريرك الراعي مساء الثلثاء وتمنيا مشاركته الصلاة من قاعة مجلس النواب إستكمالًا لإعتصامهما منذ ٧٧ يومًا وقد أبدى الراعي تفهمًا إيجابيًا لموقفهما". أمّا النائبة بولا يعقوبيان فبررّت غيابها عن خلوة البطريرك الراعي، قائلة "لا أشارك بأي نشاط فيه فرز طائفي وقد سألت البطريرك بواسطة أصحاب الدعوة "كيف بدنا نقول نجنا من الشرير والشرير واقف حدك وما في خلاص بلبنان إلا ما نخلص منن كلن سوا".
التموضعات على حالها: في الاثناء، وغداة مغادرة الموفد القطري بيروت على وقع عقوبات اميركية على الاخوين ريمون وتيدي رحمة المقربين من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لم يُسجّل اي جديد رئاسيا في الداخل وبقيت التموضعات على حالها. في السياق، قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم، عبر تويتر "مواصفات رئيس مجلس النواب نبيه برّي الرئاسية هي: رئيس يُعيد لبنان الى ما قبل 2005، فاستمرار لدولة المُحاصصات. رئيس من دون قاعدة شعبية، فأجهزته الأمنية والقضائية تكفي، رئيس يحصل على رضى حزب الله، ويُرضيه، رئيس يُجيد التكلّم مع النظام السوري، ولا تتكلّم معه دول العالم، ولا ترتاح له الرياض".
الاستحقاق لبناني اولا: من جانبه، أشار المجلس السياسي في التيار الوطني الحر في إجتماعه الدوري الذي عقده برئاسة النائب جبران باسيل الى ان "في موازاة الحركة الدولية المهتمّة بانتخابات رئاسة الجمهورية يبقى الأساس أن يتصرف المعنيون في لبنان بما يؤكد أن هذا الإستحقاق لبناني سيادي أولاً وأخيراً، فمع شكر الدول المهتمة الاّ ان المسؤولية الأولى تقع على مجلس النواب اللبناني ومكوناته السياسية للإسراع بإنتخاب رئيس إصلاحي يحتاجه لبنان في هذه المرحلة الى جانب حكومة تلتزم الإصلاح ومجلس نيابي يتعهّد بالقيام بما عليه. وفي هذا الإطار تمنى التيار الوطني الحر أن يفضي لقاء التأمل في بيت عنيا الى تنبيه النواب المسيحيين الى المخاطر الوجودية على لبنان وما يتوجب القيام به لحماية الوطن".
التيار يستغرب: من جهة ثانية، استغرب التيار "تجاهل رئيس الحكومة ما ورد في بيان صندوق النقد حول "مرور لبنان بلحظة خطرة للغاية، وبأنه سيدخل في أزمة لا نهاية لها". إن هذا السكوت واللامبالاة معطوفاً على التلاعب المستمر بسعر صرف الليرة هبوطاً وصعوداً يدل على ما هو أبعد من الإهمال وقد يصحّ فيه توصيف إرتكاب الجرم بحق الشعب عن إهمال متعمّد وامتناع مقصود عن العمل اي "اللاعمل" بحسب كلام صندوق النقد الدولي".
على الـ60 الفا: اقتصاديا ايضا، وفي ظل استقرار الدولار تحت سقف الـ100 الف ليرة، أعلنت وزارة المال مجدداً انها سددت كامل رواتب الشهر الحالي على سعر صرف صيرفة 60 الف ليرة. ويشمل ذلك رواتب القضاة والعسكريين وموظفي الوزارات والادارات العامة والمؤسسات العامة لا سيما اوجيرو وكهرباء لبنان والمستشفيات الحكومية وتعاونية موظفي الدولة وغيرهم، اضافة الى معاشات المتقاعدين من القطاع العام. ونفت الوزارة في بيان، اي تمييز يين موظفي القطاع العام، وان سعر 60 الف ليرة تم اعتماده للرواتب والمعاشات دون اي استثناء. اما بخصوص الذين قبضوا رواتبهم او معاشاتهم على سعر 90 الف ليرة، فانه سيتم دفع الفارق المستحق له خلال الايام القليلة المقبلة من خلال مصرفه المعني بذلك".
العدالة والمساواة: ليس بعيدا، تطرق وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم أمام زواره الى "واقع القطاع العام وتقلص قيمة مداخيل العاملين فيه ووجوب معالجة هذا الخلل والحرص على مبدأ العدالة والمساواة بين الأسلاك المدنية والعسكرية كما بين من هم في الخدمة الفعلية والمتقاعدين، وعدم إعتماد أي معايير تشكل التفافاً على حقوق هؤلاء المالية لا سيما في ظل انهيار القدرة الشرائية للعملة الوطنية"، وفق ما اعلن مكتبه الاعلامي.
غسل الكلى: حياتيا ايضا، عقد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض اجتماعا مع نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون بحث في موضوع غسيل الكلى. وأكد الأبيض "ضرورة التضامن مع المرضى والحد من المعاناة التي يواجهونها في هذا المجال"، مشددًا على "أهمية تضافر الجهود وتعاون الأطراف المعنيين جميعًا لتحقيق أولوية هذا الهدف بما لا ينعكس سلبًا في الوقت نفسه على المراكز العلاجية والأطباء". وانتهى البحث إلى اتفاق لتطوير آلية تغطية جلسات غسيل الكلى. وذلك وفق التالي: - إعتماد تعرفة متحركة لجلسة غسيل الكلى لمواكبة تغييرات سعر الصرف. - الاتفاق ما بين المستشفيات ووزارتي الصحة العامة والمالية على آلية لتسريع تقديم الفواتير وإنجاز المعاملات والمستحقات المالية للمراكز العلاجية كما أتعاب الأطباء في مدة لا تتجاوز شهرًا واحدًا. تأكيد عدم تكبيد المريض أي فروقات إضافية سواء من المستشفيات أو الأطباء المعالجين.
وجبات السجناء: حياتيا ايضا، رفع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل إلى رئاسة مجلس الوزراء مشروع مرسوم بنقل اعتماد من احتياطي الموازنة للعام 2023 إلى موازنة وزارة الداخلية والبلديات – قوى الأمن الداخلي والسجون على أساس القاعدة الاثني عشرية بمبلغ قدره / 30.000.000.000/ ليرة لبنانية لتأمين دفع المستحقات التي ستترتب لمتعهدي تقديم المواد الغذائية والوجبات الجاهزة للسجناء. وكان سبق للوزير الخليل أن وافق الأسبوع الماضي على صرف سلفات طارئة مقدمة للغاية نفسها، بعدما تم استكمال شروطها وفق الأصول...