الاتفاق "الصيني" يظلل المواقف دوليا وداخليا...ترحيب "شيعي" وصمت معارض
بري يدعو القوى اللبنانية الى انجاز الاستحقاقات والحزب: ضربة موجعة للاميركي
ميقاتي يدعو السوداني لزيارة لبنان...والامتحانات الرسمية نحو الارجاء
المركزية- على وقع الاتفاق السعودي- الايراني على استئناف العلاقات، يسير المشهد اللبناني ترقبا لانعكاساته وما اذا كانت ستطال ساحة لبنان فتفرج بعد شدّة، ام يقتصر على الدولتين والتسوية اليمينة لا اكثر. وبهدي الخطوة التاريخية تمضي المواقف دوليا ومحليا، ترحيب عربي وغربي، توجّس اسرائيلي وقلق اميركي من مدى تأثيرها على اتفاقيات ابراهام.
لبنانيا رصد انهمار مواقف من فريق الثنائي الشيعي والقادة الروحيين القريبين منه، في حين بدت نادرة جدا اطلالات وتصريحات قادة المعارضة في خطوة تعكس الترقب لمفاعيل الاتفاق ومساحته، وما اذا كان لبنان سيستفيد منه بحسب التوقعات في ملفه الرئاسي ام يبقى الحبر الصيني مقتصرا على الورقة السعودية-الايرانية ومحدودا في الزمان والمكان.
بارقة أمل: رئيس مجلس النواب نبيه بري أشاد اليوم بالاتفاق الذي أنجز بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية برعاية من جمهورية الصين الشعبية منوهاً بالجهود التي بذلت لتحقيق هذا الاتفاق لا سيما العراقية والعمانية والتي أفضت جميعها الى الخواتيم المرجوة بعودة العلاقات الى سياقها الطبيعي تدريجياً .وقال بري..."إننا بالقدر الذي نثني فيه على هذا الاتفاق التاريخي نعوّل بنفس القدر والثقة على حكمة القيادتين في المملكة العربية السعودية وفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية مواصلة بذل كل جهد مخلص من أجل فتح صفحة جديدة تكون فاتحة لعلاقات نموذجية وطيدة ومثلى بين إيران وكافة دول الجوار العربي على قاعدة الإحترام المتبادل لسيادة وإستقلال كل الدول وتعزيز عرى الصداقة والأخوة والمصالح المشتركة لشعوب المنطقة وأمنها وسلامها...إن قدر الامة في تقدمها وإستقرارها وإزدهارها هو في التلاقي والحوار الدائمين وتقديم المشترك ونبذ كل ما يفرق ويباعد بينها "....وختم بري: "وإنطلاقا من وجوب القراءة الإيجابية لمشهد التقارب العربي الإيراني وعودته الى طبيعته نجدد الدعوة الصادقة والمخلصة لكافة القوى والشخصيات السياسية والحزبية في لبنان الى وجوب المبادرة سريعاً للتلاقي على كلمة سواء نقارب فيها كافة القضايا الخلافية وننجز إستحقاقاتنا الدستورية وفي مقدمها إنتخاب رئيس للجمهورية بالتوافق والحوار ولنا بما هو امامنا اسوة حسنة، كفى هدراُ للوقت وتفويتاً للفرص فلنثبت للأشقاء والأصدقاء أننا بلغنا سن الرشد الوطني وسياديون بحق ونستحق لبنان".
منعطف مهم: من جهته، غرد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على "تويتر": "عودة العلاقات الإيرانية السعودية منعطفٌ مهم لاستقرار المنطقة وأمنها وتقدمها، وهي فاتحةُ خبرات لشعبيهما ولشعوب المنطقة، وهي ضربة موجعة للمشروع الأميركي-الإسرائيلي تزيدهُ ترنُّحاً".
صمت المعارضة: على الضفة المعارِضة، بدا لافتا الصمت المطبق ازاء الاتفاق الايراني- السعودي، لا سيما على المستوى القيادي، فيما غرد النائب أشرف ريفي غرّد عبر "تويتر": استعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران وفق التعهّد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول يمكن أن يكون بداية حقيقية في المنطقة.
حذرناكم... من جهته توجه عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك إلى “الممانِعين”، وقال عبر “تويتر”، “تَعِبنا ونحن نقول لكم ارفعوا منسوب اللبناني في دمكم واحفظوا خطاً للرجعة”. وأضاف، “حذّرناكم من أنه عندما تدق ساعة التسويات الكبرى، لن تُستشاروا ولن يكون لكم مكان في قطار البراغماتية الإيراني حتى في عرباته الخلفية. هنيئاً لمن مرجعيته لبنان.”
الارتقاء الى التسوية: اما عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله فأعلن أن على الجميع في لبنان أن يرتقي إلى مستوى التسوية الوطنيّة. وأضاف عبر الـ"أم تي في": إذا استُثمر التقارب السعودي الإيراني بشكل جيّد داخليًّا لا بدّ حينها من انتخاب رئيس مُطمئن للجميع وتشكيل حكومة إنقاذ، ولا يجب قلب المعادلات اما التمسك بمرشح تحدي فهذا الامر سيعقد الامور وسيكون التعطيل سيد الموقف في المجلس النيابي. وحول المفاوضات التي يقوم بها الرئيس نبيه بري اكد النائب عبدالله ، ان اللقاء الديمقراطي على تواصل دائم معه ولقاءاتنا هدفها ترطيب الاجواء وتخفيض السقوف العالية تمهيدا لازالة العراقيل التي تمنع انتخاب رئيس للجمهورية.
ميقاتي والسوداني: على خط آخر، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إتصالا برئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، بحثا في خلاله في العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها. وجدد رئيس الحكومة دعوة نظيره العراقي لزيارة لبنان، وتم الاتفاق على اتمام الزيارة قريبا.
كما تطرق البحث الى موضوع الطلاب العراقيين في لبنان وجدد الرئيس ميقاتي الحرص على معالجة ملفاتهم باسرع وقت وفق القوانين النافذة، وعدم تكرار الالتباسات التي حصلت معهم أخيرا.
الاولوية للبنانيين: في مجال آخر، أعلن وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، انه عقد اجتماعا مع المدير التنفيذي لشركة "توتال" وطالبه بتنفيذ البند في اتفاقية الحفر للتنقيب عن النفط، والذي ينص على ان 80 في المئة من اليد العاملة يجب أن تكون لبنانية، مشيرا الى انه شدد باسم الدولة اللبنانية والشعب، في الاجتماع الذي عقد في جنيف منذ شهرين مع وزير الطاقة الفرنسي، على أن الأولوية هي للعمال اللبنانيين. وأشار بيرم، خلال حفل تخريج دورات التدريب المهني والحرفي المعجل في جبيل وكسروان الذي نظمته جمعية "البركة" بالتعاون مع وزارة العمل، الى أن يجب الإتفاق على آليتين لموضوع اليد العاملة اللبنانية والإحتياجات الوظيفية التي يمكن أن تنشأ عن قطاعي النفط والغاز، بعد عملية الحفر التي ستوضح الاحتياجات والقدرات. وشدد على ضرورة وضع الخلافات السياسية جانبا والتركيز على القضايا الاقتصادية والمعيشية، مؤكدا موقف الأمين العام "لحزب الله" السيد حسن نصرالله خلال جلسة خاصة دامت لأكثر من سبع ساعات بأن لبنان لا يحكم من قبل حزب مهما كان قويا ولا يحكم من قبل طائفة مهما كانت قوية، لبنان للجميع ولا أحد يستبعد أحدا، ولبنان لا يقوم إلا بتعاون الجميع.
الامتحانات الى تموز: الى ذلك، وفي وقت يستمر الدولار بالتحليق عاليا مقتربا من ورقة المئة الف، حاملا على جناحيه كل الاسعار لا سيما المحروقات، على ان تعود المصارف الى الاضراب اعتبارا من الثلثاء المقبل، شدّد المدير العام لوزارة التربية عماد الأشقر على ضرورة إجراء الامتحانات الرسمية، غير مستبعدٍ أي تطور قد تفرضه الظروف، بحسب قوله. وأضاف في حديث اذاعي "التأخير في العودة إلى التعليم المدارس الرسميّة سيؤخّر موعد الامتحانات إلى ما بعد حزيران".كما لفت الأشقر إلى أن المدارس الرسمية استأنفت الدروس قبل الظهر، كاشفًا عن العودة إلى التدريس بعد الظهر الأسبوع المقبل.
الاساتذة الى الاضراب؟ وفي سياق متصل، طالب نقيب المعلمين نعمة محفوض بتطبيق القانون المتعلق بإعطاء بدلات النقل للأساتذة في المدارس الخاصة أسوةً بالمدارس الرسمية أي خمسة ليترات بنزين عن كل يوم حضور.ودعا وزارة التربية إلى عقد اجتماع بين المعنيين للبحث في مشاكل القطاع وإيجاد الحلول التي ترضي الأساتذة، محذراً من العودة إلى الإضراب الثلثاء إن لم يتم التجاوب مع مطالبهم. الى ذلك، يجتمع المجلس التنفيذي لنقابة المعلمين الإثنين بعد الظهر لتقييم التطورات المالية والمعيشية، وقرارات المدارس لتمكين المعلم من الاستمرار بالعملية التعلمية، واتخاذ قرار بخصوص التوقف عن التدريس عجزا بسبب الظروف. وينتظر المجلس التنفيذي خطوات مسؤولة وملموسة من وزارة التربية واتحاد المؤسسات قبل اتخاذ خطوات تصعيدية.