عاصفة العدلية تنحسر وترقب لاجتماعي القضاء الاعلى ومصرف لبنان
تدابير امنية مشددة واستنفار بين عين الرمانة والشياح منعا للاحتكاكات
الاشتراكي: لن نأتي بمرشح من 8 اذار...تحركات عمالية وتربوية الاسبوع المقبل
المركزية- الهدوء الذي عاد يخيم على المشهد الداخلي بعد الصخب العنيف الذي شهده بحر الاسبوع لن يكسب الكثير من الوقت في ظل المتوقع من تطورات سترخي بظلالها بقوة اعتبارا من الاسبوع المقبل،عندما تعود الحرارة الى الملفات الملتهبة سياسيا وقضائيا وامنيا واقتصاديا وماليا . وبدا امس من المواقف واللقاءات على مستويات عدة ان الانظار تتجه الى تطورات ثلاث بارزة: الاول قضائي يتصل بالمصير الذي سيؤول اليه الخلاف المستحكم بين مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات والمحقق العدلي القاضي طارق البيطار والمُتسرب الى مجلس القضاء الاعلى العاجز عن الاجتماع . اما الثاني فسياسي يذهب في اتجاه الملف الرئاسي وما اذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيدعو الى جلسة انتخابية ، في حين يتعلق الثالث بالوضع المالي مع حركة الدولار الجنونية وتصاعده صاروخيا لينخفض بضعة الاف ولا يلبث ان يطير الوفا مؤلَفة خلال ساعات. اذ يترقب اللبنانيون ما يمكن ان ينتجه اجتماع المجلس المركزي لمصرف لبنان المقرر بعد غد الاثنين ، والذي يأتي في اعقاب لقاء السراي الذي جمع امس الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وزير المال يوسف خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وجرى خلاله بحث الأوضاع المالية والتلاعب الجاري في سعر صرف الليرة اللبنانية تجاه الدولار الاميركي.
دعوات مشبوهة: السياسة بمناكفاتها وانقساماتها الحادة غابت عن واجهة المشهد الداخلي اليوم لمصلحة الملف الامني مع ارتفاع منسوب الحديث عن خضات محتملة قد ترقى الى مستوى الانفجار. ومن رمزيتها المتصلة باندلاع الحرب الاهلية البغيضة، شهدت مناطق عين الرمانة – الطيونة – الشياح اعتبارا من الصباح، انتشاراً كثيفاً لمغاوير الجيش وإغلاقاً لمداخل عين الرمانة بالأسلاك الشائكة، وذلك كتدبير وقائي من حصول إشكالات خلال مرور مسيرة لمتضامنين مع القاضي طارق البيطار باتجاه قصر العدل في بيروت.وأفادت مصادر أمنية ان إجراءات للجيش اتخذت على الأرض بين الشياح وعين الرمانة تزامناً مع دعوات وُزِّعت لتحرّكَين، الأول مؤيّد للمحقق العدلي القاضي طارق البيطار والآخر للنائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات. واشارت الى ان هدف هذه الاجراءات منع اي احتكاك والتأكيد على ان المس بالامن ممنوع.
اعتصام وتحذير: وفي السياق، نفذ ناشطون اعتصاماً رمزيًّا أمام قصر العدل في بيروت، للمطالبة بإقالة عويدات، حيث رفعوا اللافتات المطالبة برفع يد السياسيين عن القضاء وإقالة القاضي عويدات، وبتوقيع مرسوم التشكيلات القضائية وبتعديل المواد القانونية التي تقف عائقا امام عدالة التحقيق.
من جهتهم، أكد أهالي ضحايا مرفأ بيروت في بيان صباحا، أن "هناك دعوات توزع للتجمع اليوم عند الساعة 11 أمام قصر العدل في بيروت، منها ما هي مؤيدة لغسان عويدات ومنها ما هي مؤيدة لإقالته... يهمنا كأهالي ضحايا أن ننبِّه من هذه الدعوات التي تهدف - من جملة ما تهدف إليه - الى العنف وإراقة الدماء في الشارع".وتمنى الاهالي من "الجميع التيقظ وعدم الإنجرار وراء من يحاول جرنا الى الفتن، والى متابعة الدعوات الى التحرك التي تصدر عن أهالي الضحايا حصرا".
رهان خاسر: في هذا المجال، طمأنت مراجع دبلوماسية عبر "المركزية" الى ان الرهان على ضرب الجيش والمؤسسات العسكرية والامنية خاسر، وعلى من يفكر بمشاريع مماثلة ان يتراجع فورا عنها . ذلك ان الاهمال الدولي والاقليمي لما يجري في المؤسسات الحكومية والادارية لا ينسحب على المؤسسات الامنية التي تحظى بعناية فائقة، لتكريس كل مقدراتها من اجل تعطيل اي سيناريو يمس بالامن. واشارت الى ان ردة الفعل المحتملة في حال ظهور اي محاولة في هذا الاتجاه ستكون خارج تصور الساعين اليها . واكدت ان ما ذكر اعلاه شكل مضمون رسالة دولية واممية واضحة وصريحة تبلغها المسؤولون على مختلف المستويات الحكومية والنيابية والحزبية ، وما المؤتمرات التي عقدت في اليومين الماضيين لدعم المؤسسات العسكرية سوى الدليل الى قوة الرسالة هذه، موضحة ان من يتجاهلها سيدفع الثمن.
دعوة السنيورة: وليس بعيدا من الامن والقضاء، قال الرئيس فؤاد السنيورة في بيان، "في خضم هذه الأزْمة القضائية الخطيرة وغير المسبوقة، أن المواطنين اللبنانيين الصابرين ينتظرون موقفا حازما من مجلس القضاء الأعلى ورئيسه، وهو المرجعية القضائية التي أولاها القانون السهر على حسن سير العمل القضائي وانتظام العمل في المحاكم". وقال: "لهذا، فإن مجلس القضاء مدعو للاستجابة فورا لنداء رئيس مجلس الوزراء، من موقعه الدستوري والوطني، وبالتالي الانكباب بكل مسؤولية على معالجة هذه الأزْمة القضائية والوطنية التي خضت وجدان اللبنانيين وتركت آثارا سلبية خطيرة على مسيرة الحياة العامة في البلاد. يكون ذلك بالمسارعة إلى الاجتماع فورا لإنهاء التباين الحاصل، ومعالجة كل ما نتج من هذه الأزمة القضائية من ذيول ومخاطر وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح عبر القيام بالدور المنوط به في الحفاظ على العدالة والانتظام العام في الدولة، والالتزام بأحكام الدستور والقوانين النافذة، وبما يسهم في استعادة الثقة بالجسم القضائي، وكذلك في استعادة الثقة والاطمئنان إلى نفوس المواطنين، ولاسيما بما يتعلق بالتشديد على سلامة التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت، توصلا لاكتشاف الحقيقة الكاملة، وكي لا تستمر الأمور نهبا للامبالاة والشعبوية وأصحاب مشاريع تفكيك الدولة اللبنانية ومؤسساتها".
لا لمرشح من 8 آذار: سياسيا، أوضح أمين سر "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن أن "الهدف من التحرّك الذي يقوم به رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، لم يكن اطلاق الرصاصة على ترشيح ميشال معوض"، لافتا الى أن "لقاء جنبلاط حزب الله كان بداية لكسر الجمود في الملف الرئاسي". وأضاف في حديث لإذاعة "لبنان الحر" أننا "لم نقل اننا خرجنا من ميشال معوض ووصلنا الى أفق مسدود لذا فلنوسع المروحة ونطرح أسماء مقبولة". وأشار الى أن "الفريق الآخر يعتبر معوض مرشح تحد وطرحنا 3 أسماء لم يعط حزب الله رأيه فيها واستشفينا من اللقاء ان مرشحهم سليمان فرنجية من دون أن يكشفوه علناً". وأكد أننا "لن نأتي بمرشح من 8 آذار بعد كل ما فعلناه وهذه ثابتة وطنية والفريق الآخر لن يقبل بمرشح بمواصفاتنا فماذا نفعل؟" واوضح أن "جنبلاط يحاول القول فلنبتعد عن مرشحي التحدي، وتحالفنا مع القوات حول برنامج ورؤية اقتصادية والطائف والمصالحة ونلتقي مع الكتائب على عناوين كثيرة ".ورأى أن "صدى موقف جنبلاط مستمر ويكبر وكل الناس يعرفون ان الحلقة تدور حول هذه الأسماء وفي الوقت نفسه نحن منفتحون على أسماء أخرى تتمتع بالسيادة والمواصفات المطلوبة"، مضيفا: "لا جلسات في المدى المنظور ما لم يحصل توافق".
صرخة كبيرة الإثنين: في مجال آخر، وفي وقت يجري في الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر غد في السراي الحكومي حفل توقيع الملحقين التعديليين لاتفاقيتي الاستكشاف والانتاج في الرقعتين 4 و 9 لمناسبة دخول شركة "قطر للطاقة" كشريكة مع شركة "توتال انرجيز" الفرنسية وشركة "ايني" الايطالية ، توجه رئيس الإتحاد العمّالي العام بشارة الأسمر للأجهزة الأمنية لحماية أيّ تحركات للعمال الأسبوع المقبل ضمن الإطار الذي يحفظ السلم الأهلي".وأشار إلى أنّ، "في الأزمات الكبرى يجب اللجوء لتخفيض الضرائب، وما نراه اليوم هو العكس حيث هناك توجه لرفع الضرائب، وهذا ما يجعل اللبناني يعيش أزمة مصيرية، والمطلوب اليوم دولة تعمل لوقف سعر الإنهيار ووقف ارتفاع سعر الدولار". وأردف الأسمر، " نقوم باتصالات مهمّة، ودعينا لإضراب في المصالح المستقلّة، وللأساتذة في القطاع الخاص وقطاعات النقل، ولدينا تحرّك نهار الاثنين ضمن هذا الإطار لإعلان صرخة كبيرة في كلّ المناطق للولوج نحو الحلول.
المعلمون في معراب: من جهتها تتحرك نقابة المعلمين في اتجاه القوى السياسية تداركا للاسوأ على المستوى التربوي. وفي هذا الاطار ، التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض على رأس وفد من النقابة، وأكد محفوض "اننا نحاول إنهاء العام الدراسي بأقل أضرار ممكنة، حرصا من النقابة، منذ بداية العام على عدم انهيار هذا القطاع الذي يسهم في قيامة لبنان"، مشددا على ان "النجاح في ذلك مرتبط بتأمين ادنى مقومات الصمود للمعلم".أضاف: "حاولنا منذ أسبوعين تقريبا التوصل الى اتفاق مع اتحاد المؤسسات الخاصة قائم على ضرب الرواتب بثلاثة، الى جانب وضع منحة بالدولار وتغذية الصندوق التقاعدي، لذا نأمل ايصاله الى مديري المدارس كافة وتنفيذه لامكانية إنهاء هذا العام الدراسي بأقل خسائر ممكنة، رغم ان هذا الاتفاق وضع عندما كان الدولار يساوي تقريبا 40 ألف ليرة". وأعلن الدعوة الى جمعية عمومية الاثنين المقبل للتصويت على تنفيذ اضراب الأربعاء، "لأنه حان الوقت لرفع الصوت"، متمنيا "ألا تجبر النقابة على تصعيد التحرك بل ان تسهم صرخة الوجع في التهدئة، في حال تجاوب أصحاب المدارس مع الحد الأدنى من متطلبات العاملين فيها".