نعم لحماية أممية للبيطار ولا لتحقيق دولي
يؤكد السياسي الدكتور توفيق هندي ان المطالبة بتحقيق دولي في قضية تفجير مرفأ بيروت خاطئة ولا توفي بالغرض، أي كشف الحقيقة وتحقيق العدالة، للأسباب التالية:
1) ثمة سابقة سلبية بقضية التحقيق الدولي والمحكمة الدولية. يجب الإعتراف بأن مسار كشف عن المجرم في قضية إغتيال الشهيد رفيق الحريري والإقتصاص منه تحقيقا" لتبيان الحقيقة وتحقيق العدالة من خلال التحقيق الدولي والمحكمة الدولية، جاءت مخيبة للآمال لا بل كانت فاشلة وفقا" لكل المعايير. ولا بد من الملاحظة، أن في تلك المرحلة كان تجمع 14 آذار في عز قوته عند المطالبة بالتحقيقي الدولي وتأسيس المحكمة الدولية. وبالرغم من ذلك، تمكن حزب الله من حرف هذا المسار الدولي، مما أدّى أن يولد الجبل فأرا".
2) أما اليوم، في ظل الضعف النسبي للقوى التي تصّنف نفسها معارضة لحزب الله وتخبطها في تناقضات مكوناتها، وبالمقابل، في ظل إمساك قوى الممانعة بمفاصل اللادولة اللبنانية وتحكم السلاح بالمسارات السياسية في لبنان، لا بد من أن تكون نتائج أي تحقيق دولي أسوء من مرحلة التحقيق في إغتيال الحريري.
3) لا بد من التذكير، أن في الساعات الأولى لتفجير المرفأ، صدرت من إسرائيل تصريحات تتبنى التفجير، سرعان ما تم نفيها عند بروز معلومات عن ضخامته ونتائجه الكاريثية. ولا بد من التذكير أيضا" من أن حزب الله، ولأول مرة، لم يتهم إسرائيل بالقيام بهذا العمل الشنيع، علما" أن عدد من المواطنيين سمعوا هدير طيارات حربية قبيل التفجير، كما أن عدد من الخبراء، يؤكدون أن التفجير كان نتيجة قصف إسرائيلي.
4) اللافت أيضا" للإنتباه، أن ما من دولة كبرى سلمت المحقق العدلي صور الأقمار الإصتناعية عند لحظة الإنفجار، مما يؤكد أنها تخفي عمدا" الحقيقة لخطورة ما تكشفه هذه الصور من تورط إسرائيلي محتمل ودرءا" لخطر إندلاع حرب بين حزب الله وإسرئيل.
5) لذا، اليوم أكثر من أي وقت مضى، الدول الكبرى الغربية بغنى عن تبيان حقيقة تفجير المرفأ لإنشغالها بأولويات محاربة روسيا ومجابهة الصين.
لكل هذه الأسباب، المطالبة بتحقيق دولي خطأ جسيم.
بالمقابل، الخطوة المطلوبة وبإلحاح وسرعة، من قبل الصادقين (وليس الإنتهازيين الذين يتوخون الربح الرخيص من خلال تبنيهم الدفاع عن حقوق أهالي الشهداء والمتضررين من تفجير المرفأ) أن يطلبوا من الأمم المتحدة بحماية القاضي طرق البيطار ودعمه وحماية التحقيق الذي يقوم به.