آخر أسابيع عام الانهيار: العملة الوطنية تتهاوى ولا مَن يُنقذون!
بري اتصل ببكركي معايدا.. الراعي: الاولوية للانتخاب لا الحوار
مبادرة باسيل: مصلحة خاصة ام عامة؟ القوات عند اليونيفيل معزية: لاستكمال التحقيقات
المركزية- في الاسبوع الاخير من عام الانهيار الكبير، الانهيارُ آخذ في الاشتداد خاصة على الصعيد الاقتصادي المالي مع استمرار الدولار في كسر كل السقوف، مسجّلا ارقاما قياسية جديدة، بينما لا حل للازمة السياسية التي، من دون معالجتها، سيبقى الهيكل اللبناني يتصدّع ويتداعى، منبئا بالأسوأ. وفي ظل انسداد الآفاق رئاسيا، بدا ان لا امل الا بتدخّلات "اكسترا -بشرية"، من الصنف "الرباني" "الالهي". من هنا، وخلال ترؤسه قداس عيد الميلاد امس في الفاتيكان، قال البابا فرنسيس "ساعد يا ربّ لبنان ليتمكّن من التّعافي بدعم الجماعة الدوليّة وبقوّة الأخوة والتضامن".
مبادرة باسيل: اما على ارض الواقع، وعلى وقع تهاوي العملة الوطنية، المناكفاتُ السياسية التي انتقدها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظته امس، مستمرة، ولو حاول اهلها إخفاءها بحوارات ولقاءات في الظاهر، ذلك ان هدف هذه الاتصالات هو تحقيق مآرب خاصة، لا المنفعة العامة. في هذه الخانة، واذا كان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يكثّف من حركته السياسية، ويعتزم مطلع العام الجديد طرحَ مبادرات رئاسية كما قال من بكركي امس، فإن لا رهان كبيرا على نشاطه، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، اذ ان اغراض حركته، التي شملت كليمنصو وايضا بنشعي كما تردد في الاعلام اليوم، تتمثل في انتخابه هو او انتخاب مَن يريده هو لرئاسة الجمهورية.
الراعي وبري والاولوية: ووسط هذه الاجواء القاتمة، اثار الراعي الشغور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي وقت افيد ان ثمة مسعى قد يقوم به الصرح لتسهيل الانتخابات في المرحلة المقبلة، كشف الراعي اليوم امام زواره المهنئين بالميلاد، عن اتصال بينه وبري حمل تباينا في الاولويات بين الرجلين حيث ان بكركي تصر على الانتخاب وعين التينة على الحوار. وقد قال الراعي وفق الزوار "تلقيت اتصال معايدة من الرئيس نبيه بري وقلت له كنت انتظر منك معايدة الا وهي انتخاب رئيس للجمهورية. فرد رئيس مجلس النواب دعوتهم الى الحوار مرتين ولم يلبوا. فأجابه الراعي "ما نريده اليوم رئيسا للجمهورية"... ليس بعيدا، زار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب شوقي الدكاش يرافقه وفد من "القوات اللبنانية" في كسروان الراعي معايدا. وتمنى الدكاش على البطريرك "تسمية من يعطلون انتخاب الرئيس بالاسم، مع معرفتي سيدنا أن بكركي تسعى دوما إلى الجمع لا التفرقة، لكنني أعرف أيضاً أنها تشهد دوما للحق والحقيقة". ورد البطريرك الراعي كاشفاً أنه تلقى "اتصال معايدة من الرئيس نبيه بري، فقلت له كنت أنتظر منك معايدة من خلال انتخاب رئيس للجمهورية. فأجابني دعوتهم للحوار مرتين ولم يلبوا، فكررت قولي أن الاولوية اليوم هي لانتخاب رئيس". وقد كرر الراعي القول "الدولة لا تسير من دون رأس ولبنان يموت من دون رئيس".
الحزب للحوار: في المقابل، حزبُ الله على اصراره على خيار "التوافق" والحوار، لانجاز الانتخابات رافضا الانصياع لقواعد اللعبة الديموقراطية الطبيعية. في الساعات الماضية، أوضح نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن "للرئيس مواصفات ونحن نريد رئيسًا مجربا بالسياسة، قادراً على التواصل مع الجميع داخليا وخارجيا، أولويته الانقاذ الاقتصادي لا ينحاز ولا يستفز ولا يخضع للاملاءات الخارجية وهذه هي الصفات نستطيع أن نبني عليها". وتابع في حديث اذاعي "علينا الذهاب الى حوار والاتفاق على ان يكون هذا الحوار مبنيا على اولوية المعالجة الاقتصادية والانقاذ وترحيل القضايا الخلافية الى مرحلة لاحقة، ونحن نسعى لأن يكون هناك رئيسا للجمهورية في اسرع وقت وليس صحيحا أن نبني على ان الشغور هو الاصل لكن التنوع في المجلس النيابي يجعل انتخاب الرئيس يتطلب دقة واتفاق بين الكتل النيابية". على صعيد آخر، لفت الى ان "علاقتنا مع التيّار الوطني الحر اليوم فيها خدشة لكن نحن حريصون كحزب الله أن تستمر هذه العلاقة وأن يستمر التفاهم، وإنَّ حزب الله والتيار الوطني الحر مقتنعان أن في التفاهم مصلحة للبنان وللطرفين وهذه المصلحة لا زالت موجودة والأمور تعود إلى مجاريها بطريقة من الطرق".
القوات واليونيفيل: ورأى ان "ما حصل مع "اليونيفيل" حادثة موضعية لا تبعية ولا هدف سياسي منها وهي "بنت ساعتها" بأخطاء حصلت في الميدان، وحادثة العاقبية مرّت ولا بد من استكمال التحقيق فيها حتى لا تتكرر"... ليس بعيدا، واذ تبين ان ثمة دورا ما لحزب الله في الحادثة في ضوء الكشف عن ان الحزب سلّم امس أبرز الضالعين في اطلاق النار على اليونيفيل الى مخابرات الجيش، زار وفد من تكتل الجمهورية القوية موفداً من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، مقر عام قيادة الـ"يونيفيل" في الناقورة وضم الوفد النائبين غسان حاصباني وجورج عقيص، وقد التقى قائد الـ"يونيفيل" المايجور جنرال ارولدو لازارو للمعايدة وتقديم التعزية بمقتل الجندي الايرلندي شون روني والاضطلاع على مجريات ملف التحقيق والتشديد على دعم اليونيفيل وضمان سلامة القوى العاملة ضمنها للقيام بمهمة حفظ الامن في الجنوب اللبناني التزاماً بالقرارات الدولية. وتم التداول في آخر مجريات التحقيقات وبوضع قوة اليونيفيل حيث شدد الوفد على ضرورة استكمال التحقيقات والمحاسبة. وأكد الوفد "أهمية تطبيق القرارات الدولية لا سيما 1701 وتعزيز دور الجيش اللبناني في الجنوب لاستكمال بسط سلطة الشرعية على كافة الأراضي اللبنانية". و ذكّر الوفد بـ"خطورة السلاح غير الشرعي وأثره السلبي على الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي". بدوره، أكد حاصباني "وقوف التكتل الى جانب قوى اليونيفيل ودعماً لدورها عملاً بالقرارات الدولية لا سيما قرار مجلس الامن 1701"، وشدد على "ضرورة محاسبة المعتدين على الجندي الايرلندي"، وشدد أيضاً على "ضرورة بسط الجيش اللبناني سيادته على الاراضي اللبنانية بما يضمن الاستقرار وعدم تكرار حوادث مماثلة".
الانهيار المالي: معيشيا، المركب اللبناني يغرق ولا ربّان يقوده الى بر الامان، في ظل العجز عن العمل الطبيعي التشريعي والوزاري في ظل الشغور. في هذا الاطار، الاسعار ترتفع بلا حسيب ولا رقيب، الدواء مفقود، الكهرباء مقطوعة في شكل شبه تام، بينما الدولار يقترب من الخمسين الفا وربما اكثر قبل انقضاء العام 2022 وقد تجاوز اليوم الـ47 الف ليرة للدولار الواحد.
***