جهود رسمية لتبريد حادثة العاقبية ولا توقيفات
ميقاتي وعون في الناقورة: من تثبت ادانته سينال جزاءه
اجتماع السراي التشاوري بنصاب كامل ولقاء مصري- فرنسي
المركزية- عبر قنوات مختلفة موزعة بين الداخل والخارج، يبدو ان جهوداً سياسية تبذّل لاحتواء مناخ الاضطراب والتوتر الذي برز على خلفية التطورات التي شهدتها بلدة العاقبية بين "اليونيفيل" والاهالي واسفرت عن مقتل جندي ايرلندي وجرح ثلاثة آخرين، وحرف الحادثة الخطيرة نحو منحى تبريدي في ضوء الإتصالات الرسمية اللبنانية والإجتماعات التي عقدت بين الجهات المعنية لضمان عدم الانزلاق نحو ما لن تحمد عقباه على مستوى أمن الساحة اللبنانية.
الحادثة بقيت اليوم متصدرة الاهتمام المحلي ولا بد ستحضر في الاجتماع الوزاري التشاوري المنعقد في السراي في ضوء عدم اجتماع مجلس الوزراء، على رغم وجوب اجتماعه لتطويق مضاعفات التطور الجنوبي الذي تنوعت القراءات في شأن خلفياته والابعاد وتضاربت بين من ادرجه في خانة الحادث البريء ومن لا يرى فيه اي علاقة بالبراءة ويعتبره مدبرا ورسالة في اكثر من اتجاه محلي ودولي.
ميقاتي وعون في الناقورة: وفي محاولات لبنان الرسمي المحدودة لاحتواء الوضع، وفيما لم يتم توقيف احد بعد، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي صباحا المقر العام لقيادة قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان" اليونيفيل" في بلدة الناقورة، في زيارة تضامن بعد حادثة مقتل عنصر من الكتيبة الايرلندية وجرح ثلاثة آخرين في بلدة العاقبية في الجنوب أمس الاول. ووصل ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون معا الى الناقورة، وكان في إستقبالهما القائد العام لـ"اليونيفيل"الجنرال أرولدو لاثارو. وعقد إجتماع تم خلاله البحث في الحادثة وملابساتها والوضع في الجنوب، اضافة إلى شرح حول عمليات اليونيفيل والأنشطة التي تضطلع بها بالتعاون مع الجيش. وفي خلال الاجتماع قدم الرئيس ميقاتي تعازيه الى قيادة اليونيفيل بالجندي التابع للكتيبة الايرلندية الذي قتل في حادثة العاقبية، وتمنى الشفاء العاجل للجنود الثلاثة الذين اصيبوا في الحادثة ايضا.وتقدّم قائد الجيش العماد عون من قائد اليونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو بأحر التعازي بوفاة الجندي الايرلندي متمنّيا الشفاء للجرحى. وثمّن تضحيات عناصر اليونيفيل الشريك الاستراتيجي للجيش في المحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب، مؤكّدا استمرار التنسيق والتعاون بينهما".
لبنان ملتزم: وقال رئيس الحكومة "إننا نعرب عن حزننا العميق للحادثة، والتحقيقات اللازمة مستمرة لكشف الملابسات، ومن الضروري تحاشي تكراره مستقبلاً. وأحيي ذكرى شهداء هذه القوات الذين اختلطت دماؤهم بدماء شهداء الجيش والجنوبيين على مر السنين منذ ان انتدبوا لمهمة حفظ السلام في جنوب لبنان". أضاف "كما نعرب عن تقديرنا الكبير لمساهمة اليونيفيل في السلام والاستقرار في جنوب لبنان، وأنا هنا لأؤكد مرة أخرى ان الشعب اللبناني، وأنا شخصيا، نقدر عميقا العمل الذي تقومون به، جنبا إلى جنب مع الجيش للحفاظ على السلام والهدوء في الجنوب". وتابع "إن لبنان ملتزم بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، ويحترم القرارات الدولية، ويدعو الامم المتحدة الى الزام اسرائيل بتطبيقه كاملا ووقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان، وانتهاكاتها لسيادته برا وبحرا وجوا". وختم "البيئة التي يعمل فيها الجنود الدوليون بيئة طيبة، والتحقيقات متواصلة في مقتل الجندي الإيرلندي ومن تثبت إدانته سينال جزاءه".
لتلتزم بعملها: وفي وقت تتجه الانظار الى اداء حزب الله في المرحلة المقبلة وما اذا كان سيتعاون في تسليم الضالعين في الحادثة التي وقعت في منطقة نفوذه، حذر رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين من "مخاطر الصدام بين قوات اليونيفل والمواطنين"، مؤكدا "ضرورة إلتزام القوات الدولية بعملها ومنطقتها ومندرجات القرار ١٧٠١ كي لا يأتي طابور خامس يشعل الفتن"، مشدداً على "ضرورة النظر جنوبا نحو خروقات العدو اليومية".
انشطة الحزب: وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أعلن أنّ الاجتماع العاشر لـ “مجموعة تنسيق إنفاذ القانون” في أوروبا، يوميْ الأربعاء والخميس، ركّز على مكافحة الأنشطة الإرهابية وغير المشروعة لحزب الله في إفريقيا. وأضاف برايس أنّ “الاجتماع تمّ بمشاركة الحكومات والمنظّمات من جميع أنحاء إفريقيا إلى جانب الولايات المتّحدة وإسرائيل واليوروبول”. وناقش المشاركون كيف يواصل حزب الله جمع الأموال في القارة السمراء، باستخدام كلّ من الوسائل المشروعة وغير المشروعة وبالتهرّب من تطبيق القانون والجهود التنظيمية المالية.
باسيل يتصل: الى ذلك، أجرى رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، اليوم اتصالاً بقائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" مقدمًا التعزية. واستنكر باسيل "أي اعتداء على قوات اليونيفيل"، معلنًا رفضه "أي إلتباسات لقتل عناصرهم". كما أكّد "أهمية الالتزام بمندرجات القرار 1701 كضامن للإستقرار ورادع لأي اعتداء".
الانفلات الميليشيوي: من جانبه، استنكر جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية "بشدة، الاعتداء بالقتل الذي تعرضت له قوة حفظ السلام الدولية في بلدة العاقبية جنوب لبنان" مهيبا بالحكومة اللبنانية "الضغط والعمل الجدي لاجراء تحقيق شفاف وسريع ومحاكمة القتلة المعتدين وانزال أشد العقوبات فيهم". ورأى في بيان "ان الهجوم المسلح على آلية لليونيفيل هو مؤشر خطير، يؤكد المؤكد على تفلت السلاح خارج اطار الشرعية اللبنانية وهو خرق فاضح للقرار الدولي 1701 بما يتناقض مع المصالح الاستراتيجية العليا للبنان، ومس بسيادة الدولة والاستقرار العام". وطالب "الحكومة اللبنانية والقوى الامنية الشرعية بالتشدد في عملية بسط السيادة والحرص على عدم تفشي وباء اللاشرعية والانفلات الميليشيوي بما يمنع تكرار مثل هذه الحادثة المأسوية".
تشاور وزاري: على صعيد محلي آخر، وحكوميا تحديدا، عقد ميقاتي جلسة تشاورية في السراي شارك فيها جميع الوزراء، بمن فيهم المحسوبون على التيار الوطني الحر والرئيس السابق ميشال عون، تم خلالها البحث في كيفية ادارة البلاد في غياب رئيس للجمهورية وتفادي سيناريو جلسة مجلس الوزراء الاسبوع الماضي.
تشاؤم عوني: اما رئاسيا، فالمراوحة السلبية على حالها وهي ستستمر حتى مطلع العام المقبل على الاقل. ليس بعيدا، وبينما رئيس التيار النائب جبران باسيل في قطر، أعرب عضو تكتل "لبنان القوي" النائب سليم عون عن تشاؤمه في التوصل إلى مخرج في الملف الرئاسي في الوقت الفاصل حتى العام الجديد، مشيرًا إلى أن مسار الفراغ المتبع في هذين الشهرين لن يستطيع تحقيق أي تقدم إذا بقينا على النمط نفسه. ولفت في حديث اذاعي إلى أن هناك فرقًا كبيرًا بين التعامل مع التدخلات الخارجية من زاوية المصلحة اللبنانية أو انتظار الخارج ليملي علينا قرارته. وإذ اعتبر أن الخارج هو عامل مساعد من دون فرض، رأى عون أن "زيارات النائب جبران باسيل المتكررة إلى قطر، تأتي في إطار وضع مسار الطريق المقبل قبل إيصال الرئيس العتيد إلى قصر بعبدا". وقال "أقفلت كل السبل أمامنا في الداخل كتيار ، إذ لم نستطيع التوصل مع الحلفاء وحتى مع من لا نلتقي معهم في السياسة، على قواسم مشتركة لدرجة أننا تنازلنا عن ترشيحنا للوصول إلى حل". واعتبر عون أنه "ليست مشكلتنا الوحيدة انتخاب رئيس، لأنه من الممكن أن يتغير البرلمان ولكن لن نتقدم خطوة واحدة في تغيير مشاكلنا في حال بقينا في سياسة النكد والانقسامات".
للتحاور والتوافق: في المقابل، وفي وقت سجل اجتماع بين سفيري فرنسا آن غريو ومصر ياسر علوي، سأل الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان، رئيس الهئية الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك "ماذا ينتظر؟ لا حوار، ولا انتخاب، فراغ مميت وقاتل، أما يكفي اللبنانيين ما حل بهم؟ وكيف تتم عملية الإنقاذ من الحضيض؟ ومن المسؤول والمطالب؟ وهل التهرب من الجواب وإلقاء المسؤولية على الآخر يحل المشكلة؟ لا، لأن الإلقاء يقابله إلقاء. أما آن الوقت للخروج من دوامة القيل والقال بعد اليقين بأنها لا تصح جوابا لأي مواطن أخرسته همومه المعيشية، ولم يبق لديه ما يقوته"؟ أضاف "هل ضمائر المعنيين يحركها هذا الواقع وهذه الحقيقة، للقاء والتحاور والتوافق، وانتخاب الرئيس العتيد، الذي ينتظره حل كل المشكلات على كافة الصعد، الاجتماعية والسياسية والتربوية والأمنية والسير بالمؤسسات التي بها قوام الدولة ورعاية حقوق المواطنين"؟