اليوم الاخير للرئيس عون في بعبدا...من الفراغ الى الفراغ
عون يجدد التلويح بمرسوم استقالة الحكومة: التشكيل مستحيل
ميقاتي وبري يردان بعنف... باسيل يحذروالتيار ينصب خيم الوداع
المركزية- انها نهاية العهد. اقل من 24 ساعة تفصل لبنان واللبنانيين عن مغادرة الرئيس الثالث عشر للبنان قصر بعبدا،قبل انتهاء الولاية يوم الاثنين. من الفراغ اتى والى الفراغ يسلّم لبنان. وما بينهما كوارث وانهيارات وازمات من كل حدب وصوب. بلد يكاد يفرغ من سكانه لاستحالة العيش فيه، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا اموال ولا طبابة ولا محروقات ولا دواء الا لمن تبقى من الاغنياء، والانكى ان لا امل بانفراجات. فالترسيم البحري المنجز مع العدو الاسرائيلي، الذي يكاد يكون الانجاز الوحيد للعهد لن ينتج للبنان ما ينتشله من قعر بئر الانهيار، قبل خمس سنوات في الحد الادنى، علما ان عائداته يجب ان تكون لزاما لجيل المستقبل، وليس لتغطية الدين والانهيار، إن هي حفظت في صندوق سيادي لم يبصر النور بعد.
من يتسلم السلطة في زمن الشغور الرئاسي المرجح طويلا استنادا الى وقائع الميدان، وتعذر تشكيل حكومة بعد المواقف الصادرة من العهد متهمة الرئيس نجيب ميقاتي بالتعطيل، والسيناريوهات المرسومة سوداوية، في ظل تهديدات الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر بتوقيع مرسوم استقالة الحكومة واعتكاف وزراء التيار في حكومة تصريف الاعمال؟ الثابت والمؤكد في النص الدستوري لا يمكن ان تغيّره خطوات من هذا النوع ، وحكومة تصريف الاعمال تبقى قائمة لتسيير شؤون البلاد، ولو عبر اجتماعات للجان الوزارية.
عهد السنوات الست، لا يختلف اثنان على انه اسوأ العهود على الاطلاق في تاريخ لبنان، وقد اختبره اللبنانيون الى درجة تفضيل ركوب زوارق الموت على البقاء في ارض الوطن، يحتفل بانتهائه التيار وجمهوره غدا، بمواكبة انتقال "الجنرال" الى الرابية اعتبارا من الحادية عشرة والنصف قبل ظهر غد بعد مراسم الوداع الرسمية في قصر بعبدا، في ظل تعاميم اصدرها رؤساء الاحزاب المسيحية لمناصريهم لعدم التعرض للمحتفلين من التيار، تجنبا للفتنة والمسّ بالاستقرار، آخر حجر متبق من هيكل الدولة المتداعي.
غدا هو اليوم الاخير للرئيس عون في بعبدا، ورهان بعض اللبنانيين على ان انتهاءه قد يفتح باب الفرج، علّه يحرر البلاد من الارتهان الى محور الممانعة الذي كان السبب الاساس في الانهيار وليس الانتصار كما يحلو للبعض ان يصوّره، بعدما هشّل المستثمرين و"طفّش" الخليجيين، وشرّع ابواب البلاد الى تهريب المخدرات في اتجاه الدول العربية وكرّس نموذج الدولتين بتسليم القرار الاستراتيجي الى دويلة حزب الله التي اهداها دورا جديدا لضمان بقاء سلاحها، دور الضامن لاتفاق الترسيم.
خيم الوداع: ميدانيا، وقبل ساعات على المغادرة، طمأنت مصادر امنية عبر "المركزية" الى انها اتخذت ما يلزم من تدابير واحتياطات لمنع اي احتكاك بين جمهور التيار وفريق المناهضين للعهد، في وقت نصب جمهور التيار الوطني الحر خيمًا على طريق قصر بعبدا لمواكبة رئيس الجمهورية من بعبدا إلى منزله في الرابية. وقرر التيار أن يبيت ليل السبت في أحراش بعبدا داخل الخيم، تعبيرًا عن محبتهم لعون.
التأليف مستحيل: اما سياسيا، فواصل الرئيس عون اطلالاته الاعلامية، موجها السهام مجددا في مختلف الاتجاهات لانهم "ما خلونا".فقد كرر أن "الدستور لا يمنع إصدار مرسوم قبول استقالة الحكومة واحتمال إصداره لا يزال قائماً"، لافتًا إلى أن "تأليف الحكومة يبدو مستحيلاً".وقال لـ"الميادين": "من المؤسف أن القضاء لم يقم بدوره في ملاحقة الفاسدين".وأشار الى "المجتمع الدولي يريد دمج النازحين السوريين ويطلب منا أن نكون حراس البحر ولبنان يتكبد 3 مليارات دولار كُلّ سَنَة بسبب النزوح". وفي حديث لـ"رويترز" اعتبر الرئيس عون أنّ "استكشاف الغاز هو الفرصة الأخيرة للتعافي الاقتصادي"، مؤكدًا أنّ "حزب الله لعب دورًا مفيدًا كرادع خلال عمليات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل".وشدّد على أنّ "العقوبات الاميركية لا تمنع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من الترشح للرئاسة، ويمكن محوها بمجرّد انتخابه". وأكّد عون أنّ "الفوضى الدستورية محتملة في لبنان لشغور منصب الرئاسة" بعد رحيله.
انجاز مرسوم الاستقالة: وفي سياق متصل، أشارت المعلومات الصحافية الى ان دوائر القصر الجمهوري انجزت اعداد مرسوم قبول استقالة الحكومة وسيوقعه رئيس الجمهورية في اليوم الاخير من ولايته يوم الاثنين منعا لأي ردات فعل تعكر صفو الاحتفالات الشعبية بانتقال عون الى الرابية الاحد.
خيانة عظمى: أوساط رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ردت على تصريح رئيس الجمهورية حول ان "احتمال إصدار مرسوم قبول استقالة الحكومة لا يزال قائماً"، مشيرة إلى أن "توقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة هو "لزوم ما لا يلزم" ويعتبر كأنه لم يكن ولا يغير من الواقع شيئًا"، ودعت لمراجعة "ما قاله المرجع الدستوري إدمون رزق اليوم بوصفه هذا الأمر بالخيانة العظمى".وتابعت أوساط ميقاتي لـ"الجديد": "رئيس الحكومة أكد مرارا وتكرارا أنه لن يكون تصادميا ولا استفزازيا ولا يسعه إلا أن يقوم بما أوكله إليه الدستور".
لن نتحدى احدا: من جهة أخرى، اكد ميقاتي "أننا مقبلون على مرحلة جديدة عنوانها الابرز أننا لن نتحدى احدا ولن نقف بوجه اي أمر يخدم لبنان واهله". وفي خلال تفقده اليوم اعمال افتتاح معمل "اكوافينا" الجديد في منطقة الباروك قال: "فلتتوقف المناكفات والتجاذبات رحمة بالناس وبقطاعات الانتاج، لا سيما اننا شهدنا في الصيف الفائت حركة مهمة وتدفقات مالية مهمة من اللبنانيين والسياح. ونحن ننتظر في الفترة المقبلة موسما شتويا واعدا، وقد ابلغني احد السفراء العرب بالامس ان هناك حجوزات مكتملة لمدة خمسة عشر يوما للسفر الى لبنان خلال عيدي الميلاد ورأس السنة، بمعدل اربع او خمس طائرات في اليوم. فلنتعال عن كل التجاذبات، ولتتكاتف الايادي بعيدا عن الحسابات والفئويات والعصبيات، ولنتعاون لمعالجة الاوضاع الصعبة واعادة التعافي الى لبنان".
بلغنا وحذرنا: lمن جهته، غرد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر حسابه على "تويتر": "باع اليوضاسيون صلاحيات الرئيس باتفاق الطائف، وامتنعوا لليوم عن تنفيذ احسن ما فيه. وهم يتحضرون بعد ٣١ تشرين لبيع ما تبقى من صلاحيات لنجيب ميقاتي ونبيه بري. ناضلنا ١٥ سنة واسترجعنا الحقوق لنحفظ لبنان، ومستعدون للمقاومة لمنعهم من سلبها…نحنا بلّغنا وحذّرنا".
"يا عيب الشوم":وليس بعيدا، من سجالات نهاية العهد، أشارت هيئة الرئاسة في حركة "أمل" في بيان الى ان "بعد أن بلغ سيل التطاول والتجني على رئيس حركة أمل رئيس مجلس النواب نبيه بري من جهات عدة حداً لم يعد جائزا السكوت عنه تحت أي وجه من الوجوه، "فمن ثمارهم تعرفونهم" فلا يُجنى من الشوك عنب، ولا من العوسج تين، وكي لا يفسر الصمت تسليماً بتخرصات أولئك المسكونين بالكوابيس والهواجس. نؤكد أنه من المؤسف التجني الذي يلحق بالأخ دولة الرئيس نبيه بري من جهات يعرفها القاصي والداني، والتي تتذرع حينا بأن رئيس المجلس لا يحق له الدعوة الى الحوار وأخذ صلاحيات رئيس الجمهورية، متناسياً حوار عام 2006 بحضوره بشخصه وكانت المطالبة آنذاك بوجوب مشاركته في الحكومة، وحيناَ آخر بالتذرع بأن الرئيس بري ليس مع تأليف الحكومة وهو الذي سعى ولا يزال بإخلاص وبقوة من أجل إنجازها، لكن الحقيقة بائنة كما الشمس بأن من يتهم ويصوب السهام نحوه هو الذي عطل تأليف الحكومة ويريد تسمية أغلب وزرائها دون ان يمنحها الثقة، فمن هو اليوضاسي؟ وذاكرة اللبنانيين لا تزال تنضح بمقولة "كرمال عيون الصهر عمرها ما تتشكل الحكومة".وأضاف البيان: ولأن الترسيم بالترسيم يذكر، والبحر دائماَ هشام وإخوانه الشهداء مرسم بالدم وبالذاكرة التي لا تصدأ، هم يحاولون إخفاء دور الاخ الرئيس نبيه بري في الوصول الى التفاهم حول الحدود البحرية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وهو الذي أسس له وبناه وأكمله قبل العهد الحالي وإبانه وحتى خواتيمه".
"الحزب" يسعى: الى ذلك، كشف وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الاعمال علي حمية في حديث تلفزيوني الى ان "لم يحصل اي نقاش مع النائب جبران باسيل في موضوع حضور جلسات الحكومة في حال حصول الشغور مؤكدا ان حزب الله مستمر في مساعيه لتأليف الحكومة حتى اللحظات الاخيرة".
نشاط آخر العهد: اما في آخر نشاطات العهد، فاستقبل الرئيس عون ، نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي الذي اطلعه على نتائج زيارته واشنطن، حيث ترأس الوفد اللبناني الى اجتماعات البنك الدولي، والمداولات التي جرت خلالها. كما تطرق البحث الى ما تحقق حتى الآن من إجراءات وما لم يتحقق بعد لتنفيذ الاتفاق مع صندوق النقد الدولي. وأوضح الشامي انه عرض مع الرئيس عون الأوضاع العامة في البلاد، وتمنى له التوفيق بعد انتهاء ولايته الدستورية.
توقيع قوانين: الى ذلك، وقع الرئيس عون خمسة قوانين اقرها مجلس النواب، واحالها للنشر وفق الأصول، وابرزها قانون تعديل قانون السرية المصرفية، وقانون ينص على آلية لفتح الاعتمادات والصرف الخاصة باتفاقية القرض المقدم من البنك الدولي بقيمة 150 مليون دولار أميركي لتنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة لتأمين امدادات القمح.
الراعي الى البحرين: في مجال آخر، يغادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى البحرين الاربعاء المقبل لملاقاة البابا فرنسيس للمشاركة في اختتام منتدى البحرين للحوار بعنوان "الشرق والغرب من أجل تعايش انساني".وسيترأس الراعي قداس تذكار الموتى في كنيسة سيدة الزيارة عوالي في السابعة من مساء الاربعاء.
إسرائيل تخفّض استنفارها على الحدود: في مجال آخر،أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أن “الجيش الإسرائيلي خفّض درجة استنفاره العالية على الحدود الشمالية المفروض منذ 3 أشهر عقب توقيع اتفاق الترسيم البحري.