العين على الناقورة غدا...يوم توقيع الترسيم التاريخي
ميقاتي يعوّل على الفاتيكان للدفع نحو توافق اللبنانيين
وفد اميركي يحث على الانتخاب والتشكيل ودفعة من النازحين تعود
المركزية- مع هبوط طائرة مُنجِز اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين في بيروت اليوم،وقبل اربعة ايام بالتمام على مغادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قصر بعبدا الاحد المقبل من دون ان يسلم الرئاسة الى خلف، كما لم يتسلمها هو من سلف، ستتجه انظار اللبنانيين كلهم الى الناقورة غدا موقع توقيع الاتفاق التاريخي برعاية اممية. الحدث الذي تبقى تفاصيله مبهمة وتتكتم عليه الجهات اللبنانية كما الاممية سيشكل محور الرصد المحلي والاقليمي والدولي غدا، مع ابقاء العين على الملف الحكومي الذي كاد يبلغ خواتيمه السعيدة امس لولا مسلسل السجال الذي استعاد فصوله بين ميرنا الشالوحي والسراي فاعاد الوساطات الى نقطة البداية، الا ان الامل يبقى قائما بحسب ما تقول مصادر معنية بملف التشكيل لـ"المركزية" حتى ربع الساعة الاخير قبل عودة الرئيس عون الى منزله الجديد في الرابية.
من توتال الى داجا: في الانتظار، أفادت وكالة "رويترز" اليوم ان "حكومة تصريف الأعمال وافقت على التنازل عن 40% من حصة "توتال إنرجيز" في كونسورتيوم لاستشكاف الرقعة 9 في المياه البحرية اللبنانية إلى شركة "داجا 215".الا ان المعلومات افادت لاحقا ان شركة توتال الفرنسية لم تتنازل عن حصة الـ40% التي تملكها في الكونسورتيوم الذي يفترض أن يعمل في البلوك رقم 9، بل قامت بنقلها إلى شركة تابعة لها تدعى داجا 215”.
وفي انتظار حسم هوية الوفد اللبناني الى التوقيع غدا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات والعلاقات الثنائية .
تعويل على الفاتيكان: على خط الاستحقاقات الدستورية، بدا ان مساعي تأليف الحكومة باتت في مرحلة حرجة جدا خاصة غداة تبادل المواقف التصعيدية بين ميرنا الشالوحي والسراي. ووسط هذه الاجواء، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنه يعول على جهود الفاتيكان، بما له من سلطة معنوية وعلاقات مع الاطراف كافة، للدفع باتجاه التوافق بين اللبنانيين واجراء الانتخابات الرئاسية"، وذلك خلال لقائه في السراي السفير البابوي لدى لبنان المونسنيور باولو بورجيا ، في زيارة تعارف لمناسبة تسلمه مهامه حديثا . وتمت مراجعة العلاقات ببن لبنان والفاتيكان وتجديد تأكيد اهتمام الكرسي الرسولي بلبنان وابنائه.
رئيس تسووي: رئاسيا ايضا، وفي وقت اكد مكتب بري الاعلامي أن لا "جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية غداً، على أن يحدد موعد الجلسة المقبلة لاحقاً"، أكد رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض أن "المطلوب من المعارضة توحيد صفوفها وتحمل مسؤولياتها على الرغم من تنوعنا واختلافاتنا وذلك لوضع رؤية موحدة والوصول إلى وفاق حقيقي". وقال معوض بعد لقائه رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون “الأولوية في لبنان هي لانتخاب رئيس جمهورية وأي حوار يجب أن يكون حول هذا الملف والحوار ليس البديل عن جلسات انتخاب الرئيس". واعتبر ان “علينا أن نجتمع على رئيسٍ سيادي وإصلاحي وجمع المعارضة تحت سقف المؤسسات وانطلاقاً من الثقة التي منحني إيّاها أكثرية المعارضة أمدّ يدي لكافّة فرقاء المعارضة من أجل إنقاذ الناس ممّا تعانيه”. وأوضح معوّض أن “المسار المُتّبع راهنا سيؤدي إلى رئيس “تسووي” مما سيزيد الفقر والذلّ للّبنانيين إضافة إلى استمرار سرقة المودعين بعيداً من الإصلاحات".
وفد اميركي: الى ذلك، بحث وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب مع وفد من الكونغرس الاميركي وتاسك فورس فور ليبانون في المواضيع السياسية والاقتصادية متمنين الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة للعمل على تحسين الاوضاع .كما طالب الوفد بتسريع التحقيقات في انفجار المرفأ وتأمين التيار الكهربائي وأمور حياتية اخرى.
التعاون مهم بعد الترسيم: اقتصاديا، وفي وقت عاود الدولار ارتفاعه اليوم فحلّقت اسعار المحروقات من جديد، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا السيد فريد بلحاج والمدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه، وعرض معهما للتعاون القائم بين الحكومة اللبنانية والبنك الدولي. ولفت بلحاج في خلال الاجتماع الى "انه كان في لبنان في بداية عهد الرئيس عون، وهو اليوم في لبنان أيضا في نهاية العهد"، شارحا ما قدمه البنك الدولي من قروض ميسرة للبنان لا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت وجائحة كورونا، حيث كان لبنان اول بلد ينال مساعدات من البنك لتأمين اللقاح ضد الجائحة. كما شملت تقديمات البنك الدولي تمويل مساعدات غذائية وفي مجالي التنمية المستدامة والتغذية. وأشار الى ان التعاون الدولي مهم لخدمة التطورات التي ستحصل بعد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وبدء التنقيب عن الغاز والنفط في الحقول اللبنانية البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة الجنوبية.
دليل ثقة: وشكر الرئيس عون بلحاج على الاهتمام الذي يبديه البنك الدولي دائما لحاجات لبنان، معتبرا ان مرحلة اقتصادية جديدة سيعيشها لبنان بعد البدء بالتنقيب عن النفط والغاز، واستثمار الثروة الطبيعية له. واعتبر ان دعم البنك الدولي دليل ثقة بلبنان على رغم الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها.
ولاية لايران: على صعيد آخر، أكد النائب أشرف ريفي من دار الفتوى "أننا أهل كرامة وأمن وإستقرار ودعاة بناء دولة وعدالة، وسننتصر لأهلنا في خلدة والموقوفين الإسلاميين الذي يحاسبون ظلمًا بسبب حزب الله." وشدد ريفي على أن "حزب الله لن يستطيع أن يجعل من لبنان ولاية تابعة لإيران"، مشيرًا إلى "أننا سننتفض ضد المشروع الإيراني".
عودة النازحين: من جهة ثانية، انطلقت اليوم قافلتان في عودة طوعية للنازحين السوريين في لبنان، من بلدة عرسال والنبطية، باتجاه الحدود السورية. وضمت القافلة حوالي 100 عائلة سورية سارت باتجاه الأراضي السورية، بإشراف وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار وضباط الأمن العام اللبناني والجيش اللبناني ومديرية المخابرات. وفي كلمة له، أكد حجار أن "العملية تسير من دون أي عوائق"، داعيا النازحين إلى "التسجيل لدى الأمن العام للعودة الطوعية إلى قراهم ومنازلهم". وأضاف "الأسبوع القادم يوجد قافلة أخرى، ومستمرون بعملية عودة كل النازحين". من جانبه، أعلن وزير المهجرين بحكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، أن ثلاث قوافل للاجئين ستتوجه إلى سوريا اليوم الأربعاء. واعلن ان عدد النازحين العائدين إلى سوريا سيبلغ ستة آلاف شخص، مشيرا إلى أنهم سيتوزعون على دفعتين.