جعجع: على الوعد بالصمود لنستحق الفرح بولادة وطن… هللويا
كتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع في “المسيرة” – العدد الاخير لهذا العام ما يلي:
«لو قُدِّر للبنانيين بأكثريتهم الساحقة أن يُلغوا العام 2021 من روزنامة الوطن، لفعلوا، لكن الرب الذي يعاين مسيرة آلام لبنان وجلجلته، أراد ربما أن تكون مشيئته في امتحاننا، نحن الذين خبرنا أصناف الإمتحانات والمحن، وكنا دائمًا نخرج منها ذهبًا خالصًا، وستكون حتمًا مشيئته في انتصارنا في قابِلِ المواعيد والإستحقاقات بما أنعم علينا من وعي وصلابة وإرادة.
كان يمكن للعام المنصرم أن يكون عامًا طيبًا، لكن الذنب في صبغه سواداً وبؤساً يقع على عاتق الجماعة التي تتحكم بمفاصل السلطة وتلتقي على تبادل المصالح على حساب الوطن والدولة والشعب، فحوّلته الى عام أسود قاتم سيذكره التاريخ، عام تجويع اللبنانيين وحرمانهم الرغيف والدواء والأمن والأمان، عام قطع الأرزاق والسعي الى إذلال الناس في أعز ما لديهم، عام الإعتداء الفاجر على الحق والحقيقة والعدالة، عام الأرقام القياسية في التهريب والسرقة والهدر والبطالة والتضخم والهجرة، عام إضعاف لبنان تحت شعار إدّعاء القوة، بدفعه الى ذيل الدول ماليًا واقتصاديًا، وعام قيادته الى جهنم على صدى قرع طبول الإصلاح الخيالي.
لكننا نحن، أبناء الإيمان والرجاء، نحن الذين لم نلِن مرة أمام تجربة، ولم نستكن أمام تحدٍّ، سنبقى دائما على الوعد بالمقاومة والصمود بلا كلل أوملل، من أجل أن ننتشل لبنان من جحيم الشياطين ورهانات الفاسدين وحسابات المرتهنين، ليولد لبنان من جديد ولو بعد حين، نظيفاً شفافاً عزيزًا سيدًا حرًا متنوّعًا، لبنان الذي يرفض الأحادية والذمّية والإلحاق، لبنان الذي نصلي لخلاصه بنعمة طفل المغارة، بعدما حوّلوه مغارة لصوص، ومساحة جهل وموت وفقر، وهو الذي نشر الحرف في أصقاع الدنيا، وكان رائد النهضة العربية والمشرقية، وسيعود مع جميع اللبنانين الأحرار، وبأصواتهم الحاسمة وإرادتهم الصلبة وخياراتهم السليمة وطن الحرية والإنسان، لتحلو فيه الأعياد من جديد، ولنستحق بعد طول انتظار أعوامًا من الفرح والطمأنينة والإزدهار. ميلاد مجيد وعام سعيد … والمسيرة مستمرة.