بو حبيب يتسلّم صور المرفأ: هل أعطت موسكو كلّ ما لديها؟
كتب أحمد الحاج علي في "الأخبار":
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد استقباله نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب أن موسكو سلّمت لبنان صوراً التقطتها الأقمار الصناعية الروسية قبل انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2021 وبعده لاستخدامها في التحقيقات.
وفيما سلّمت الصور في ظرف مغلق للوفد اللبناني، أمل لافروف أن «تساعد في التحقيق»، مشيراً إلى «أنّني لا أعرف إن كانت هذه الصور ستساعد أو لا، ولقد نفّذنا أمر الرئيس فلاديمير بوتين بعد توجيه رئيس الجمهوريّة ميشال عون طلباً له». وأوضح، أنّ «الخبراء الروس تحدّثوا عن أنّ المتخصّصين عليهم أن يقرّروا من خلال شكل الانهيارات سبب الانفجار، وأَعتقد أنّ المتخصّصين اللبنانيّين سيحلّون هذه المسألة».
وبينما قال بو حبيب «إننا شكرنا روسيا وقدّرنا عالياً تسليمنا صوراً للأقمار الصناعية، لحادثة انفجار مرفأ بيروت، وسنضعها عند القضاء اللبناني، لكي تساعد في كشف الحقيقة»، استبعد مسؤولون روس أن تكون «روسيا قد سلّمت كل الصور الموجودة لديها، باعتبار ذلك سراً من أسرار الدولة التي لا يطّلِع عليها سوى عدد محدود من الأشخاص في إدارة الرئيس الروسي ورئيس وكالة الفضاء الروسية». وقال هؤلاء إنه «إذا كانَت لدى روسيا صور تدل على تورّط الكيان الصهيوني فهي لن تقدمها منعاً لأي توتر بين روسيا وإسرائيل».
ومن بين هؤلاء الملحق السابق في سفارة روسيا في بيروت أستاذ العلاقات الدولية في المدرسة العليا للاقتصاد سيرغي فوروبيوف، الذي أشار إلى ردة الفعل الصهيونية مباشرة بعد طلب لبنان من روسيا تقديم الصور، حيث زار مباشرة وفد إسرائيلي روسيا والتقى الرئيس فلاديمير بوتين في سوتشي، و«يبدو أن بوتين أعطاهم تطمينات». واستغرب «تأخر الطلب اللبناني أكثر من عام»، متسائلاً «لماذا لم يطلب لبنان ذلك مباشرة».
كما كشف لافروف عن «مشروع تنجزه شركة روسية للنفط لإيصال المحروقات إلى مرفأ بيروت».
وموسكو هي أول عاصمة قرار يقصدها بو حبيب بعدَ تعيينه وزيراً للخارجية. ولم يترك سفير لبنان السابق في واشنطن قضية إلا وناقش إمكانية التعاون فيها، من بينها ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الصهيوني. وقالت مصادر مطّلعة على جو اللقاءات مع المسؤولين الروس، إنه «يُمكِن لروسيا، وهي من أكثر المعنيين بالإسراع في البدء باستخراج النفط والغاز من البلوك الرقم ٩، أن تكون وسيطاً غير مباشر إلى جانب الأميركيين فيما لو طلبت الحكومة اللبنانية ذلك». إذ لا شكّ، بحسب المصادر أن «دخول روسيا كوسيط ثانٍ، يكسر التحيّز الأميركي للكيان الصهيوني وهو ما ظهر واضحاً خلال المفاوضات التي انطلقت برعاية الأمم المتحدة».
واحتل ملف الاستثمارات الروسية مساحة كبيرة من النقاش بين بو حبيب ولافروف، وجرى التركيز على «إمكانية جذب الاستثمارات الروسية للمشاركة في إعادة بناء وتأهيل البنى التحتية»، كما «جرى استعراض عناوين لمشاريع إنقاذية تُعنى بالكهرباء والنقل والمرفأ وغيرها». وتطرق اللقاء إلى الوضع الحكومي، والدعم الروسي للحكومة التي ولِدت بعد مخاض عسير، وخصوصاً أن روسيا، عبر عدد من المسؤولين، سبقَ أن وجّهت نصائح عدة لمختلف القوى السياسية اللبنانية «بعدم التفريط بهذه الحكومة».
وعلى جدول أعمال اللقاء، حلّ بند اللقاح الروسي ومتابعة استكمال مراحل تصنيعه بعدما جرى التوافق عليه بينَ «شركة أروان» وصندوق الاستثمار الروسي خلال زيارة الوزيرين السابقين عماد حب الله وحمد حسن لموسكو.
أما في موضوع التعاون الأمني والعسكري وعلى الرغم من التباحث به، إلا أن الجانب الروسي يدرك بأن «مساهمته تظل محدودة في ظل الاحتكار الأميركي لتسليح الجيش اللبناني». كما جرى عرض لموضوع النازحين السوريين، إذ شجّع الطرفان على العودة الطوعية للنازحين إلى بلادهم.