في منتهى الجد.. عون: أشهد ان نصرالله بريء
إنبرى رئيس الجمهورية ميشال عون مجددا للدفاع عن "حزب الله" ، مانحا الأخير صكّ براءة من الازمات التي يواجهها لبنان والتي يتصدرها الحزب. ولم يكتف الرئيس عون بالدفاع عن حليفه فحسب، وإنما ذهب بعيدا في قلب الحقائق التي هي ساطعة في هذه الازمات التي أوصلت البلاد الى داخل نفق مسدود ، وابرز هذه الازمات: قطع صلات لبنان بدول الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، تهديد الاستقرار الداخلي بالسلاح غير الشرعي، وزجّ لبنان في صراعات خارجية لحساب إيران.
في مقابلة مع "الاخبار" نشرت امس، سئل الرئيس عون: هل يُعزى الموقف السعودي السلبي، ومن خلاله الخليجي، إلى تحالفه مع حزب الله؟ فأجاب: "هو أولاً تفاهم وليس تحالفاً. الجميع يعرف، العرب والأميركيون والأوروبيون، أنني لا استطيع محاصرة حزب الله الذي يحترم بالنسبة إليّ قواعد ثلاثاً أساسية لا غنى عنها: القرار 1701، الاستقرار الداخلي، عدم التعرّض لسفراء الدول التي صنّفته حكوماتها منظمة إرهابية أو رعاياهم كالأميركيين والبريطانيين والألمان ودول عربية..."
يقول رئيس الجمهورية ان تفاهم مار مخايل الذي أبرمه عام 2006 مع الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، حقق إحترام الأخير لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 . هذا القرار لم يكن قد صدر بعد، عندما أبصر تفاهم عون- نصرالله النور وذلك في شباط 2006. في حين ان القرار الدولي جرى إتخاذه بعد حرب تموز من ذلك العام. أي ان القرار جاء بعدما زج "حزب الله" لبنان في حرب مدمرة مع إسرائيل كادت تجهز على هذا البلد. وهذا يعني ان نصرالله الذي قال خلال تلك الحرب "لو كنت أعلم" ان الحرب أدت بإهوالها الى ما أدت اليه، لم يفكر لحظة في تفاهمه مع عون، وربما كان هذا التفاهم هو آخر ما يعني نصرالله عندما يذهب الى تنفيذ مصالح إيران في لبنان وخارج لبنان.
يقول عون في المقابلة الصحفية ان ما يهمه في تفاهم مار مخايل ان نصرالله "يحترم الاستقرار الداخلي"، بعد أسابيع قليلة من ذهاب الأخير الى تدبير احداث الطيونة التي كادت ان تأخذ لبنان الى حرب أهلية، وبعد أيام من إنتشاره العسكري في مرتفعات عيون السيمان.
كما يقول عون أن نصرالله "يحترم عدم التعرّض لسفراء الدول التي صنّفته حكوماتها منظمة إرهابية أو رعاياهم كالأميركيين والبريطانيين والألمان ودول عربية..." وكأن عون لم يقرأ او تابع ما قاله حليفه نصرالله في السفيرة الأميركية ودولتها؟ وهل إستمع يوما الى كلمات الأمين العام المتلفزة التي لم تهدأ يوما في مهاجمة السعودية على كل المستويات؟ حتى انه عندما صدر عن الوزير الاعلام جورج قرداحي ما صدر ضد الخليج العربي على خلفية حرب اليمن، أنبرى نصرالله شخصيا للدفاع عنه، ووقف سدا منيعا أمام محاولات إستقالة قرداحي أو إقالته.
بعد كل ذلك، أيّ إحترام يمارسه نصرالله في تفاهمه مع عون؟
من مآثر عون في عامه الرئاسي الأخير يصيح: نصرالله بريء!
النهار - أحمد عيّاش