هل سيدخل لبنان مرحلة الإصلاح الحقيقي والتعافي أم سيبقى أسير حالة الانتحار الذاتي؟
كتب منيف سلام في الوكالة الإتحادية للأنباء: أعلن رئيس الحكومة السيد نجيب ميقاتي عزم حكومته على إجراء الإصلاحات المطلوبة وإجراء الانتخابات في مواعيدها للنهوض بلبنان .
إن الخروج من المحنة القاسية والمعضلة الخطيرة يتطلب إجراءات هامة وسريعة وتصويب النهج والمسار :
أولا : يجب ان تكون الدولة اللبنانية هي صاحبة السيادة على أرضها وحدودها وشعبها ومؤسساتها واتخاذ القرارات الصائبة .
ثانيا : لبنان بلد عربي الهوية والانتماء ولا يمكن ولا يجوز ان يكون منصة معادية وقاعدة لتوجيه السهام الى الأشقاء العرب وكيف نسمح لانفسنا ان نطلب مساعدتهم ونحن نسدد سهام العداء نحوهم . وهنا نذكر بالمقولة الشهيرة لبطل الاستقلال الرئيس رياض الصلح " إن لبنان لن يكون مقراً للاستعمار ولا ممراً ".
ثالثا : العودة الأكيدة الى التقيد بإحكام الدستور بدقة والالتزام بتنفيذ القوانين . وفي هذا المجال هناك مقولة هامة للرئيس كامل الاسعد الذي كان أول المحذرين من خطورة المؤامرة التي تستهدف لبنان الدولة والمؤسسات وتهدد الكيان والوجود تحت شعارات زائفة . يقول الاسعد " ان هذه المؤامرة تبلغ آخر حلقاتها عندما نتخلى عن تأمين حصول الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها . وأهمها انتخاب رئيس الجمهورية وتصديق الموازنة السنوية وقطع الحساب ... ، في ظل حكومة قائمة ومسؤولة بالإضافة الى معارضة بناءة ومجلس نواب يشرع ويحاسب ويراقب ويتخذ المواقف الوطنية المناسبة ، وعند التخلي عن ذلك يكون لبنان الوطن والدولة قد دخلا مرحلة الانتحار الذاتي ، وهذا ما يعيشه اللبنانيون ويعانون منه اليوم .
رابعا : يجب العودة الى الشعب الذي هو مصدر السلطات وإجراء انتخابات نيابية حرة ونزيهة وعادلة بعيداً عن هيمنة السلاح والمليشيات ليتمكن الشعب من اختيار ممثليه الحقيقيين وفق قانون عادل ولا وفق قوانين هجينة ومفبركة على قياس اهل النفوذ والسلطة .
المطلوب تجديد الحياة السياسية لا التجديد للطغمة الفاسدة . باختصار نحن بحاجة الى دولة حرة ذات سيادة كاملة غير منقوصة ، لا سلطة فيها الاّ قانون ، وإلى قضاء حر مستقل ، عندها يمكن الخروج من حالة الانتحار الذاتي والعودة الى الحياة الكريمة . أو لا سمح الله لا خروج من المحنة واستمرار حالة الانتحار الذاتي